المناظرة التلفزيونية ظاهرة حضارية راقية تمارس في اميركا و دول الغرب عموما ، و تجري عادة قبل الانتخابات بين المتنافسين الرئيسيين على قيادة البلد و بالبث المباشر على شاشات التلفزة و الهدف هو كسب اصوات الناخبين ، و هي تلعب دورا كبيرا في توجيه بوصلة الناخب لصالح هذا المرشح أو ذاك ،
و كل مرشح يطرح افكاره و برنامجه الذي يسير عليه عند الفوز ، وان لم يفي بوعوده لاحقا فستخرج عليه مظاهرة واحدة تصفه بالكذاب ، عندها سيلملم اوراقه و يذهب الى بيته خجلا من ناخبيه بلا عودة الى المنصب ، لان المسؤول هناك يحترم نفسه و يعزها و قبل ذلك يحترم شعبه ، عكس ما يحصل عندنا حيث يوصف المسؤول بالكذاب و تضرب صورته بالاحذية و الحجارة و أشياء اخرى و لا يخجل من الظهور على شاشة التلفاز متحدثا و بصلافة لا مثيل لها عن العدل و الديمقراطية معطيا الدليل على عدم احترامه لنفسه ( و من لا يحترم نفسه فكيف له ان يحترم شعبه ) سواء كان هذا المسؤول معمما او افنديا … و احيانا تحصل هذه المناظرة بعيدا عن أجواء الانتخابات عندما تحصل ازمة بين اثنين من الشخصيات السياسية من الخط الأول … السيد حيدر العبادي إتهم السيد اياد علاوي بانه وضع سلم رواتب و تقاعد مرتفع عندما كان رئيسا للوزراء ، و إن ذلك كان خطأ و إن البلد لا يزال يعاني اقتصاديا بسبب ذلك … السيد اياد علاوي لم يسكت عن هذا الاتهام فٱصدر بيان رد به على العبادي مفندا هذه التهمة ، و لم يكتفي بذلك بل زاد عليه بان تحدى العبادي باجراء مناظرة تلفزيونية مباشرة على الهواء … و كان على العبادي ان يقبل هذا التحدي لو كان صادقا في اتهامه لعلاوي … لكنه يدرك جيدا ان هذه المناظرة لو حصلت فسوف لن تكون في صالحه و الدليل انه سد اذنيه عن نداء علاوي و لزم الصمت .
حزب الدعوة لا يستطيع و لن يستطيع ان يواجه الحملة الجارفة ضده بسبب مسؤوليته عن دمار البلد بعد ان حكم العراق لاكثر من عشر سنوات مليئة بالدم و الدموع و البؤس و فقدان لأي معنى من معاني الحياة ، و هذا الحزب اللصوصي لابد له ان يبرر ماحصل ، حتى و إن كانت هذه التبريرات هزيلة ، دفاعا عن نفسه ، و لكي يستمر في الحكم ، و لان جريمة قتل العراق في عنق هذا الحزب ، فلا بد ان يقوم الحزب بتحميل الآخرين مسؤولية هذه الجريمة او جزء منها على الأقل … فقام بالهجوم على اياد علاوي متهما اياه بانه عندما كان رئيسا للوزراء رفع سلم الرواتب و التقاعد مما الحق اضرارا بالاقتصاد العراقي ! شكرا لك سيد العبادي على هذا الاكتشاف الخطير الذي لم نكن نعرفه … حسنا.. إن كان الأمر كذلك ياسيد العبادي فلماذا تتهرب من المناظرة التي دعاك اليها علاوي ؟ عليك الآن ان تشارك في المناظرة لكي تثبت صحة ما تدعي أو ان تسحب كلامك ضد علاوي و تعتذر له … الناس تريد ان تعرف ايضا من منكما على حق و من منكما على باطل … خوفك من المشاركة في المناظرة يعني ان اتهامك لعلاوي اتهام باطل … ثم ان كان علاوي مخطئا فلماذا لم يتم تصحيح هذا الخطأ طوال اكثر من عشر سنوات كان فيها حزب الدعوة هو من يدير الاقتصاد العراقي بكل مفاصله … واضح ان العبادي قد وضع نفسه في ورطة بهجومه على علاوي … فاما ان يشارك في المناظرة مع علاوي الذي سيقلب الطاولة على رأس حزب الدعوة بحكم معرفته للكثير من جرائم هذا الحزب … او ان يتهرب من المناظرة مما يعطي الدليل القاطع على براءة علاوي مما إتهم به … و بالمناسبة فقد تهرب العبادي مرتين من مواجهة مجلس النواب متبعا منهج المالكي الذي كان يتهرب دوما من مواجهة مجلس النواب … و هناك موعد جديد للحظور لمجلس النواب بعد عطلة العيد و سننتظر و نرى هل سيتحقق ذلك ام لا