13 أبريل، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

اياد علاوي ومسلة المالكي الالكترونية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا اعتقد ان عراقيا لايعرف ” مسلة حمورابي” فقد قرأنا عنها في مدارسنا منذ نعومة اظفارنا وصدرت عنها عشرات الكتب والدراسات مشيرة الى ان حمورابي هو موحد الامبراطورية البابلية التي ضمت العراق والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسطة وبلاد عيلام ، اما مسلته فقد كانت تحتوي على 282 مادة قانونية تعالج مختلف شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الافراد وحقوقهم  بالتساوي .
     في عصرنا الرديء هذا طلع علينا  السيد المالكي بفكرة  “مسلة “خاصة  ” بدولة القانون  تعنى فقط بالاعلام والهجوم على الاخرين ممن يخالفونه الرأي او ينتقدون خطواته ، فاصبحت هذه المسلة على عكس الاولى تماما اذ حددت اهدافها بأثارة النعرات الطائفية بهدف تقسيم العراق وتمزيق خارطته بأساليب شتى من بينها تسويق الاكاذيب وتضليل الجماهير وتدمير الحياة الاجتماعية من خلال نمط اعلامي مبتذل لايعتمد الا على الترهات والهرطقات .
             لذلك فقد بات السكوت على هذه الحالة البائسة امرغير ممكن ،وعلى جميع الشرفاء ولاسيما الصحفيين منهم فضح  ما يجري حاليا على الساحة الاعلامية العراقية من تخبط وتضليل  وافتراء تقوم به بعض الاجهزة الاعلامية التي سيطرت حكومة المالكي عليها كقناة العراقية المفروض ان تكون مستقلة وجريدة الصباح التي  تتمول  كالعراقية من اموال الشعب العراقي . وان كان ما تقوم به قناة العراقيـــــــــة ” الحكومية” حاليا من فعل مناف لأبسط قواعد الاخلاق الصحفية  وذلك بعرض بعض الاشخاص الذين كان قد القي القبض عليهم قبل ” صولة المالكي الجديدة في الانبار” ، على شاشتها والادلاء باعترافات بأنهم من ” ارهابيي ” ساحات الاعتصام ، فأن ما تقوم به جريدة الصباح والموقع الالكتروني الحكومــــــي  المسمى ” المسلة ” ليس بأقل قبحا  من ترديد لما تفعله  قناة العراقية .
         اننا لانشك ان العراقيين يعلمون جيدا كيف سيطرت حكومة المالكي على قناة العراقية وجريدة الصباح وجعلتهما كجهازي دعاية لها ، اما ثالثهم ، موقع المسلة ، فقد اسسه احمد المالكي وعلي الموسوي الذي يوصف نفسه بأنه مستشار المالكي الاعلامي ، وهو لايفقه الف باء الاعلام ، بهدف ا ستكمال حلقة الاجهزة الدعائية تمهيدا للانتخابات المقبلة والولاية الثالثة .
      لايمكن للمطلع على فحوى ما يصدره موقع ” المسلة ” ، الممول من موازنة الامانة العامة لمجلس الوزراء من اخبار وتقارير الا ان يتذكر الصحف الصفراء التي كانت تزخر بها ارصفة بيروت في خمسينات وستينات القرن الماضي والتي لم يكن هدفها سوى الابتزاز والابتذال ونشر الاكاذيب الكبيرة لاثارة الاهتمام والاساءة الى اناس هم اشرف وانبل من اكبر رأس في تلك المطبوعات الرخيصة ، وها ان العراق ابتلى بأمثال هذه المواقع التي تتماهى  تماما مع تلك الصحف الصفراء من حيث انحطاط السلوك والاخلاق والبعد عن مواثيق الشرف الصحفية .
       ففي موضوع نشرته المسلة قبل ايام وهاجمت فيه الدكتور اياد علاوي زعيم القائمة الوطنية ،يمكن  للمرء ان يطلع على المدى الذي بلغته هذه المولودة الاعلامية غير الشرعية في قلب الحقائق والاتيان باكاذيب متوهمة انها تستطيع التأثير بها على الشعب العراقي  .
     جاء في موضوعها الخالي من اسم كاتبه  ان “السيد علاوي يغط في سبات في لندن ويعتمد على سياسيين يطلقون التصريحات نيابة عنه ” ، مثل هذا القول يكذب نفسه بنفسه فعلاوي يمضي اكثر وقته في بلده وعاصمته بغداد ويبذل كل محاولة لأنقاذها مع مدن العراق كافة من تدهور امني واقتصادي واجتماعي سببه السلوك الخاطي لحكومة المالكي وعلى مدى السنوات الثمانية ، اما اطلاق التصريحات والمقابلات التلفزيونية التي يشرح فيها احوال هذه الحكومة البائسة ويقدم مشاريع الحل للعراق ولشعب العراق فالجميع يشهد على ذلك ، بل وقد ذكر احد الزملاء العاملين في الصحافة ان السيد علاوي يعتبر في مقدمة السياسيين الذين يجرون المقابلات التلفزيونية ويتحدثون عن تصحيح الاوضاع في العراق .
     ويقول هذا الموقع الذي اسس بأسم مستعار هو ( احمد محمد ) واتخذ البناية رقم 9 – بغداد المنطقة الخضراء عنوانا له ، ان علاوي “يبرر عدم تمكنه من تشكيل الوزارة بسبب مصادرة استحقاق العراقية في تشكيل الحكومة عبر الالتفاف على الدستور والتقاليد السياسية “…  لاندري حقيقة ما هو الخطأ الذي اقترفه علاوي من هذا القول المعروف من قبل جميع العراقيين … علاوي لم يبرر ذلك بل قالها عشرات المرات وبصراحة تامة ،  فالذي حصل هو التفاف فعلا على الدستور من قبل دولة القانون والرغبة الجامحة من قبل صاحب شعار ” ماننطيها” للبقاء في هذا المنصب بالاضافة للضغط الذي مارسته ايران على السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية لعدم تكليف صاحب الاصوات الاعلى ، وكذلك الولايات المتحدة الامريكية التي لم ترغب بوجود شخصية وطنية  قوية كأياد علاوي بل ارادت ان يكون من يقول لها دوما ( نعم )  وهذا ما حصل فعلا.
       لم نكن نرغب في الحديث اكثر عن هذه “المسلة” فهي لا تستحق ،  ولكننا نود ان نشير الى حالة قد لايعرفها او لايستطيع استيعابها هؤلاء الذين لايعرفون معنى ” الوطنية ” ، فالسيد اياد علاوي الذي ولد من عائلة شيعية معروفة بتطلعاتها القومية والوطنية  ، عمل طوال حياته السياسية  في الصف الوطني وهو من القلة من السياسيين الوطنيين الذين يؤمنون بالعراق اولا ولايفرقون بين ابناء الشعب العراقي سواء اكان الشخص سنيا او شيعيا او مسيحيا او صابيئيا ، ويكفيه فخرا انه لم يطأطأ رأسه امام اي اجنبي سواء اكان ايرانيا ام امريكيا . ان المسلة واصحابها في المنطقة الخضراء يعرفون جيدا ان قطاعات واسعة من الشعب العراقي ومن طوائفه واديانه وقومياته يؤيدون المسار الوطني الذي يدعو اليه السيد علاوي وان الانتخابات المقبلة سوف تظهرلهم ذلك بكل جلاء . اما ربط اسم السيد علاوي بأسماء اخرى من الطائفة السنية الكريمة  في محاولة بائسة  لدق اسفين بين الطرفين فانه عمل وتفكير لايبتعد عن السذاجة والسخف ايضا قيد انملة .   
        لانريد ان نطيل في هذا المضمار او نستغرب  فالموضوع الذي كتب ضد الدكتور اياد علاوي صادر من مؤسسة تقبع في المنطقة الخضراء ويشرف عليها السيد احمد المالكي وعلي  الموسوي مستشار رئيس الوزراء الاعلامي اذ ليس من المعقول ان تمدح الدكتور علاوي سيما وان السيد المالكي بدأ حملته الانتخابية مبكرا حيث بدأ بتوزيع الاراضي على بعض المحتاجين الذين تذكرهم بعد ثماني سنوات من الضيم والفاقة  ،  وهاهو يقوم بصولته الجديدة في الانبار معتقدا ان هذه الافعال ستقوده الى الولاية الثالثة ولكن هيهات .
       ان ما كتب عن الدكتور اياد علاوي لايمكن اعتباره سوى شهادة للكمال و وسام جديد في الوطنية يعلق على صدره طالما هو صادر من مدونة تعتني برخص الكلام وبذائته وهو دليل على عدم احترام من يشرفون عليها لأنفسهم .
                                                               *        *         *           *
     
ملاحظة : لموقع المسلة الالكتروني عنوان الكتروني خاص بها وحصري رقمه بالتحديد 37.98.224.230 حيث من خلالها يستطيع اي شخص عادي مستخدم للانترنت ومن خلال مواقع تخدم هذه العملية بأن يحدد موقع المسلة جغرافيا وان يكشف معلومات عن شخصية مالكها بل يتم ايضا تحديد الجهة ( اي ايس بي )   لتي تقدم للموقع خدمة الاستضافة ( هوستينغ ) من خلال خوادم ( سيرفيرز ) ، ومن خلال هذه المواقع امكن العلم ان موقع المسلة الالكتروني  مسجل بأسم شخص اسمه ( محمد احمد ) بناية رقم 9  وبعنوان العراق – بغداد – المنطقة الخضراء : المسلة الالكتروني   .. فأين هو استقلال هذه ” المسلة ؟؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب