10 أبريل، 2024 7:50 ص
Search
Close this search box.

اياد علاوي وكسر قاعدة احتكار تمثيل أطياف الشعب العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

عملُ بعض الاحزاب والتشكيلات السياسية على تكريس احتكار تمثيل اطياف الشعب العراقي في الحكومة والمواقع السيادية لايقوم ، حتى الان ، على تسبيبات مقنعة أو واضحة ، وقد تجلى هذا الفعل أولا وأخذ بعدا عمليا بعد انتخابات 2010 بحرمان رئيس الوزراء العراقي الاسبق اياد علاوي ( الفائز الاول بالانتخابات النيابية ) من رئاسة الحكومة ، بإعتبار ان ذلك الحق محصور لا بالشيعة حسب ، فاياد علاوي هو الآخر شيعي ومن اسرة قريبة على مرجعياتها ، بل وبجهة سياسية عينها ، حتى وان لم تمتلك شرعية ما يؤهلها لذلك .

الامر ذاته وبنفس التبريرات ينسحب على تمثيل العرب السنة والكرد في مواقع سيادية اخرى .

وفقا للمعايير الديمقراطية ، تخضع المواقف والسلوكيات والممارسات السياسية لضوابط او اعراف دستورية ، وماجرى في العام 2010 ويجري تكريسه الان ، يشذ عن هذه الاعتبارات ، فالدستور العراقي ، بنصوصه الواضحه ، لايرفض بل ويعاقب ايضا على انتهاج الطائفية او العرقية بكل اشكالهما وفي كل الميادين ، مما يسقط الحجة الدستورية عن هذه السابقة الخطيرة التي جاءت ايضا نافرة عن الاعراف والتقاليد الجامعة والموحدة لاطياف الشعب العراقي عبر تعايشها السلمي الطويل ، فالاحزاب والكيانات السياسية المدعية بحق تمثيل المكونات العراقية على اسس مستحدثة ، لاتمتلك العراقة التي ترفعها ( ولو نظريا ) الى مصافي احتكار هذا الحق ، كالمرجعية الدينية والعشائرية او السلالة الاسرية او العمق التاريخي .

مضافا على ماتقدم ، فإن إعتماد هذه المفاهيم في الحكم لم يوقف التقدم نحو دولة المواطنة التي تنهض على اسس المساواة بين ابنائها ، بل أشعل ايضا صراعا ينطلق من التمييز والكراهية والشعور بالغبن التي تترعرع في مثل هذه البيئة الفاسدة ، وتتدعم هذه المقولة بالنظر الى ماخلفته تلك السياسات خلال السنوات الماضية من موت ودمار وتهجير .

بعد العمل بنظام الاقاليم والمحافظات والادارات المحلية ، وصلاحياتها الواسعة في حكم وادارة شؤون مواطنينها بهوياتهم المحلية ، لم يعد المضي بتقسيم السلطة الاتحادية بالمقص الطائفي يخدم مصلحة البلد ووحدته قدرما يخدم مصالح فئوية وطموحات شخصية ، فالدكتاتورية السابقة باتت تواجه بالرفض والتراجع ، على خلفية إرثها المروع ، امام الأغلبية الوطنية التي تقودها التوجهات السياسية المدنية .

لقد لعب السيد اياد علاوي ، خلال السنوات الماضية ، دورا اساسيا في مواجهة المد الطائفي ، من خلال العمل على تعميق تجربة العمل الوطني بسماته المدنية ونهجه الوحدوي ، وقد افرزت الانتخابات الاخيرة – مع جل الملاحظات حول نزاهتها ودرجة شرعيتها – تنامي التيار المدني ، ومحاولات جدية لكسر قاعدة احتكار السلطة على اسس من التمثيل الطائفي في الحكومة بفضل هذا الدور الريادي الذي لايمكن اغفاله وامتداداته وآثاره المستقبلية .   

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب