اعتاد الدكتور اياد علاوي على الظهور الاعلامي المكثف بمعدل لقاءين في الاسبوع وعلى مختلف الفضائيات العربية ومن الطبيعي ان الانسان لا يستطيع ان يأتي كل يوم بشيء جديد لذلك فهو يكرر مقولاته الانتقادية في كل لقاء من هذه اللقاءات الى درجة حفظناها عن ظهر قلب وصرنا نعرف الإجابة مسبقا على كل سؤال يوجه اليه .
لماذا نجح علاوي في تحقيق كثافة اعلامية بشكل افضل من الاخرين رغم انه ليس هناك ما يضيفه ؟ لا اجد الا احتمالين اولاها ان هناك خطة خارجية للترويج له لكي يؤدي دور معين والثانية لأنه ينفق بسخاء على هذه المحطات لكي يظهر فيها وهنيئا له على كل حال .
وفي موازاة هذا بدأنا نشهد حملة من كتاب المقالات للترويج له بانه رجل المصالحة الوطنية وعرابها وعلى العبادي ان لا يفوت على نفسه هذه الفرصة الذهبية للاستفادة منه في هذا الملف . فهل فعلا سيكون الدكتور علاوي هو رجل المصالحة الوطنية وماذا تعني هذه المصالحة.
من متابعتنا لأداء الدكتور علاوي وجدناه رجل لا يحب التقرب من الجماهير او ان يكون في وسطهم ولذلك كانت علاقاته بالفعاليات الشعبية شبه منقطة ولم يبد تجاوبا معها ونادرا ما نجده حاضرا هو او من يمثله فيما يصيب الناس من مآسي او ما يتعرضون له من حاجات بل نراه ساكتا عن غالبية تلك القضايا وغائبا عن ساحة العراق في غالب الأحيان .
من اجل ذلك نقف مستغربين من الوصف الذي اطلقه على نفسه او اطلقه اتباعه عليه انه نائب الرئيس لشؤون المصالحة الوطنية وبناء على هذا الوصف اوجد له مكتبا في اربيل واخر في عمان للتواصل مع القوى (المعارضة ؟؟) دون ان يأتي اي تعضيد من رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء لهذا العنوان .
شعار المصالحة الوطنية طرحة اكثر من زعيم ولكن هل كلهم متفقون على معنى واحد قطعا لا لأنهم لو كانوا متفقين لتحققت هذه المصالحة منذ زمن .
شعار المصالحة الوطنية في مفهوم الدكتور علاوي هو إعادة تأهيل حزب البعث ليشارك في الحياة السياسية دون غير ذلك من المعاني .
حزب البعث الذي كان يعول على اسقاط العملية السياسية والذي كان يرجو ان يعود الى الحكم باعتباره المنقذ من هذا الاضطراب اصبح يدرك صعوبة ذلك دون رعاية امريكية وايرانية له وقبولهم لدوره وذلك تحقق بعض الشيء ولكنه كان دون طموحه في الاستفراد بالسلطة اوان يكون في الموقع الاول والعقبة الدستورية في مقدمة العوائق .
استعان البعث باطراف عدة تسترت تحت عباءات الاخرين فاستطاع ان يكون له نفوذ في الدولة ولكن بقي ذلك في اطار محدود ، وقد كان للمالكي دور في ذلك لانه ظن ان باستطاعته الاستفادة من عناصر البعث تحت تهديد الاجتثاث .
البعث اليوم امام صفقة بينه وبين الدكتور علاوي ، ويقول بعض المطلعين ان الدكتور علاوي عقد صفقة مع حزب البعث تؤهله ليكون زعيما له مقابل ان يسعى علاوي لادخال حزب البعث مشاركا في العملية السياسية سيما وان التطورات الأخيرة ربما تعطي فرصة لم تتح في الماضي .
عندما نتعرض لهذه القضية فليس لعداوة شخصية بل لان هناك امور لا بد ان توضع في نصابها الصحيح وأسئلة لابد من الإجابة عليها :
· هل يتحمل حزب البعث مسؤولية النتائج الكارثية التي حلت بالعراق ؟
· لما اختزلت جرائم البعث بقضايا محددة وقليلة وسكت عن المثير غيره؟ا
· هؤلاء الذين تضرروا من حزب البعث اليس من حقهم مقاضاة رجال البعث ؟ لماذا اغلق هذا الملف ؟
· أليس من حق الأجيال القادمة ان تعلم ماذا فعل هذا الحزب على مدى ٣٥ عاما من حكمه وستين عاما من مساهمته السياسية وحجم الخراب الذي أحدثه في الحياة السياسية ؟
لا نعترض على إنصاف البعثيين وان يتساوون في حقوقهم مع اي مواطن عادي ولكن نطالب لتحقيق المصالحة بأمرين :
١- إنشاء متحف خاص يوثق مرحلة حزب البعث بكل ما فيها من خير وشر فهذا الجزء من تاريخ العراق لا ينبغي ان يطمس.
٢- تعديل قانون المساءلة والعدالة لتصبح الهيئة مخولة باستلام شكاوى المواطنين مما أصابهم من حزب البعث وتجري التحقيق فيها وتحيل المعتدين إلى القضاء.
لا نريد باسم اجتثاث البعث أن نظلم عشرات آلاف المواطنين لانهم انتموا الى حزب البعث ، كما اننا لا نريد اسدال الستار على مرحلة سياسية كانت من أسوأ المراحل في تاريخ العراق ومهدت لكل ما أصاب العراق بعد ذلك .
نريد أن نرسل رسالة لكل من أساء أن عليه ان يتلقى عقابه على فعله ، وهذا ينسحب على من أتى بعد ذلك فالذين اجرموا بحق العراق لا يحصى عددهم ولا يمكن ان نسمح لهم ان يفلتوا من العقاب .