تثير تصريحات زعيم القائمة الوطنية اياد علاوي والتي ابدى فيها خشيته من عدم الفوز في الانتخابات وتحقيق النسب المطلوبة لتشكيل كتلة في البرلمان قادرة على المنافسة واقعا حقيقيا لكون علاوي قد فقد الكثير من شعبيتة خلال الاربع سنوات الماضية ويقف وراء ذلك عددا من الاسباب في مقدمتها غيابه المستر عن الساحة العراقية حتى بات غريبا عن الواقع العراقي الذي شهد ومايزال تفاعلات مريرة تسبب بها الارهاب والمليشيات التي استباحت جميع المحرمات ومارست عملها بصورة بشعة حيث طالت يدها الالاف من المواطنين الابرياء وغيبتهم عن الحياة تحت حجج واهية في مقدمتها مساندة الجماعات المسلحة والمطالبة بالحقوق والانتساب الى المذاهب المخالفة. لقد حصر اياد علاوي جهده السياسي بالاساليب النظرية بحيث جاءت طروحاته بعيدة عن الواقع المعاش ولم يقدم اية حلول عملية للخروج من الازمة السياسية والاقتصادية التي ضربت عاموديا وافقيا جميع مناحي الحياة في العراق حتى بات علاوي في وادي والشعب العراقي ومعاناته في وادي اخر. ويلاحظ ان علاوي كان يتعكز في كل خطاباته ومؤتمرات الصحفية ولقاءاته مع القنوات الفضائية وهو والحق يقال قد برع في هذا الى درجة الامتياز على الانفراد في الحكم لرئيس الوزراء نوري المالكي من دون ان يقدم مشروعا بديلا وقدرة على تثوير الشارع العراقي بالضد من سياسات المالكي بل ساهم من دون ان يدري بأن يكون بوقا دعائيا للمالكي وحزب الدعوة لانه كان على طول الوقت يوجه الانتقادات لكيفية ادارة المالكي للسلطة التي كان يسعى ان يكون جزءا منها لكنه لم يفلح في ذلك لاعتبارات معروفة لامجال لذكرها بعد ان اصبح العراقيون على اطلاع عليها.والملاحظ ان زعيم الوطنية حاليا والعراقية سابقا قد فرط في حلفاء مهمين له كانوا عونا ويعود لهم الفضل في حصول العراقية على نسبة((91)) مقعدا في انتخابات 2010 ولجأ علاوي هذه المرة الى شخصيات لاوزن لها في الشارع العراقي ومن هنا فأن النسب التي سيحصل عليها علاوي وقائمته الوطنية سوف لن تكون مفرحه له على الاطلاق وسيكون شأنه كشأن العديد من الائتلافات المرشحه للانتخابات والتي ستخرج بخفي حنين منها. لقد فقد الناخب العراقي الثقة بعلاوي بعد ان خذله في المرة السابقة وترك المالكي يستحوذ على السلطة ويقود العراق الى الخراب والدمار فعلاوي يتحمل الوزر الاكبر من الدماء التي سالت على ايدي المليشيات التي انطلقت يدها في البلاد وتلك التي ازهقتها السيارات المفخخة والعبوات الناسفة لانه ببساطة ترك السلطة للمالكي وهو يعلم جيدا طبيعة هذا الرجل المتعطشة للدماء وخططه لتقسيم العراق وتنفيذه لاجندات خارجية وفي مقدمتها الايرانية التي باتت بفضل المالكي تسيطر على كافة مناحي الحياة بالعراق وهذا باعتراف علاوي نفسه. لقد اصبح الامر ملحا ان يعرف الناخب الكريم لمن سوف يعطي صوته لان هذا الصوت في غاية الاهمية وعليه سيتوقف حاضر ومستقبل العراق وشعبه.