تمكن رئيس القائمة العراقية الدكتور اياد علاوي خلال الفترة الماضية من كسب ود البعض من العراقيين الذين اعطوه اصواتهم في الانتخابات الماضية مما جعلة يحتل بقائمته المركز الاول متفوقا على ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي وكان هذا كله قد تم من خلال ما كان يطرحة اياد علاوي من برنامج لتسويق نفسه والقائمة التي يقودها. والغريب ان علاوي قد سقط في اول اختبار من المجابهة فعلى الرغم من فوزه السياسي في الانتخابات الا انه تنازل عن حقه ولم يصمد امام تعنت المالكي لا بل على العكس استسلم وراح يبرر لنفسه وللاخرين هذه الهزيمة السياسية الخطيرة والتي افقدته كل رصيد له داخل الشارع العراقي وان الذي زاد الطين بلة ان علاوي بدأ يساوم على حقومه السياسية التي افرزتها الانتخابات من خلال البحث عن هذا المنصب اوذاك مضيعا الثقة التي منحت له من قبل الذين خرجوا وجازفوا في الذهاب الى صناديق الاقتراع. ان المتتبع لمسيرة اياد علاوي يكتشف للوهلة الاولى ان الرجل قد ضاع في خضم الاحداث المتسارعة التي مر بها العراق ومايزال مكتفيا بدور هامشي لم يتعد الانتقاد لحركات وسكنات المالكي وحكومته ولم يتقدم باي مشروع جدي ومميز يمكن ان يساهم في انقاذ العراق من الوحل الذي هو فيه. لقد ساهمت سياسة علاوي الغائب عن الساحة العراقية والذي كان يقضي جل وقته في هذا البلد العربي او ذاك في تمزيق القائمة العراقية وتحويلها الى اشلاء لا رابط بينها. وتحول الى شبيه الاب الذي لم يتمكن من حماية عائلته التي رأت فيه الاب العاق فنفضت من حوله تاركته يصارع الامواج العاتية بمفردة ويغرق شيئا فشيئا. ان المتتبع لتاريخ علاوي السياسي يجدة لا يختلف كثيرا عن الجوقة الموجودة حاليا بالعراق فالجميع كان هاربا خارج العراق ويتسكع على موائد الاجنبي وبالنسبة لعلاوي حاول ركوب معادة النظام السابق رغم انتمائه لحزب البعث حيث كان بدرجة عضو شعبه وبعد اخفاقه في الالتزام بمبادي البعث وقائده هرب الى لندن وارتمى في احضان المخابرات البريطانية والامريكية يتسلم منها الرواتب بالاف الدولارات بعد ان حول نفسه الى زعيم معارض لنظام الرئيس صدام حسين وعلى الرغم من انه ينهج المنهج والاتجاه العلماني الا انه التقى عدة مرات مع احزاب دينية عراقية داخل وخارج العراق وهي التي خدعته بعد ان اوحت له انها متحالفة معه لكنها سرعان ما ناصبته العداء وعملت على تهميشه بعد اول استلام لهل للسلطة وهو ما يدل على قصر نظره وعدم امتلاكه لرؤية صائبة وقائمة على الفرز الموضوعي وبعد النظر. وحتى بعد ان قام الحاكم المدني للعراق في زمن الاحتلال بول بريمر بتعين علاوي رئيا للوزراء لم يقد اية اصلاحات حقيقية وخدمة للشعب وانحصر دورة في محاربة الفلوجة ومقتدى الصدر في النجف. لقد ظل اياد علاوي مع الاسف يبحث عن انصاف الحلول ويتخبط في خطواته السياسية فمرة مع الاكراد ومرة مع مقتدى الصدر واخرى مع قوى سياسية اخرى وفي جميع هذه المرات كان الخاسر الاكبر والذين يتحالف معهم يكسبون على حساب قائمته العراقية وسمعته الشخصية حتى ان شعبية علاوي وصلت مستويات متدنية جدا. ان الخلاصة المنطقية والموضوعية والتي يخرج بها أي مراقب للساحة السياسية بالعراق يرىان المرحلة التي يمر بها العراق والوضع المعقد فيه تحتاج الى طراز فريد من الزعماء والقادة وان الشيء المؤكد ان الدكتور اياد علاوي ليس واحدا منهم وان الانتخابات المقبلة ووفقا لكل المعايير لن تفرز لنا ذلك القائد الذي يريده الشعب وانما ستأتي بانصاف وارباع القادة بعد ان انجبت لنا الساحة عشرات من هؤلاء الذين لا طعم ولا لون ولا رائحة لهم.