يخطئ من يظن ان السيد حيدر العبادي قادر على تحقيق الاصلاح للعملية السياسية في العراق . لانها اساسا غير قابلة للاصلاح بسبب رفض الشارع للنموذج السياسي المفروض والمستند على المحاصصة الحزبية والاثنية . ثم ان من يقوم بالاصلاح يجب ان يكون من خارج المنظومة المراد اصلاحها ، او متمرد عليها . اما ان يكون من نفس المنظومة ، فان هذا من المستحيلات . حيث ان رئيس الوزراء وحزبه وكتلته وكافة المشاركين في العملية السياسية هم المستهدفون من الاصلاح والتطهير . . فمن يصلح من ؟ . حيث سندور في حلقة مفرغة . وبذلك يصبح الاصلاح متعذرا في محيط العملية السياسية ، لكون الجميع اما فاسدين او ساكتين عن الفساد . وان الشعب هو المتضرر الاكبر من هذه المافيات التي اقتسمت الوزارات والدوائر لسرقتها وحلبها باسم المحاصصة السياسية او الفئوية . واضافة الى آفة الفساد والمحسوبية ، فان رئيس الوزراء عندنا ماهو الا رئيس صوري للسلطة التنفيذية . كما انه وبقية الوزراء لايتمتعون بالهيبة والاحترام اللازمة لادارة الدولة ، ولا ادل على ذلك من منع رئيس الوزراء من دخول اقضية ونواحي ديالى . واحتجاز وزير الداخلية في محافظة بابل من قبل ميليشيات خارجة عن سيطرة الدولة . ومنع وزير الموارد المائية من ممارسة مسؤولياته بامر من الكتلة التي ينتمي اليها . . يرافق ذلك كله ضعف القضاء وخضوع رئيس مجلس القضاء الاعلى لاهواء قوى كثيرة متنفذة بحكم السلاح او بحكم المال المسلوب من الدولة . وفقدان البرلمان لسلطته الرقابية . وتعدد مصادر اتخاذ القرار . فاصبحت الدولة في مهب الريح . وليس هنالك من سبيل للتخلص من كل هذه الفوضى التي تعم العراق الا بالعصيان والثورة . وفي الحقيقة فان الثورة قد بدأت فعلا ، لأن اي تحرك شعبي او تمرد يعني ان الشعب يريد التغيير ، وهذا هو ما حصل فعلا في العراق . علما ان الثورة تقوم اساسا على هدم البناء السياسي القديم واقامة بناء سياسي جديد يقوم على العدل والمساواة وانصاف المظلومين .
فالثورة اذن هي الطريق الوحيد امام الشعب لتصحيح واقعه الاليم هذا ، وحكم نفسه بنفسه ،. وما دام الشعب قد بدأ فعلا بهذه الثورة من خلال التظاهرات والانتفاضات المتكررة فأن الحتمية التاريخية توجب نجاح هذه الثورة وان طال الزمن . ونحن لا نشك بهذه الحتمية ولكننا نحاول ان نذكر القائمين عليها والمشاركين فيها بالاسس الواجب اخذها بنظر الاعتبار ومنها :
١-;– تشكيل تنظيم قوي ومتماسك .
٢-;– اختيار قيادة للضبط والتوجيه .
٣-;– تحديد اهداف واضحة للانتفاضة والثورة .
٤-;– توفير وسائل اعلام الكترونية تكون متاحة للجميع لشرح الاهداف وتحشيد الجماهير .
٥-;– تجنب اي حديث عن عسكرة الثورة، لأن قوة هذه الثورة في سلميتها .
اننا اذ نذكر بهذه المبادئ والاسس ، ندعو الى تحشيد الجماهير اكثر فأكثر ومشاركة جميع قطاعات الشعب بالتظاهر والاعتصام ، لكونه واجب لكل من له غيرة على ابناءه وعلى وطنه الآيل للضياع . وللخلاص من الطغمة الحاكمة التي جلبت لنا كل هذه الويلات .
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .