يبدو ان اولويات تنظيم القاعدة بتشكيلاته المتعددة باتت تورق انظمة المنطقة من حيث خططها الاستراتيجية للعمل على تغيرها ، وتعاملت هذه الانظمة بحذر ازاء هذه الخطط والتهديدات . وتشير التقارير الاستخباراتية الامريكية ان الوضع السوري قد اربك خطط تشكيلات تنظيم القاعدة في اجراء التغيير لانظمة المنطقة وفق الاولويات التي تم وضعها ، نظراً لطول فترة الحرب في سوريا ولم تحرز المعارضة الانتصار على النظام السوري ، فضلاً عن الصراعات بين الجماعات المسلحة والجيش الحر . لذا ركز تنظيم القاعدة على الوضع السوري لحسم الصراع لصالحه ، اضافة الى محافظته على قواعده في العراق وجعل الساحة العراقية امتداداً للساحة السورية لا سيما بعد تأسيس ما يسمى بدولة ( العراق والشام ) . وبعد اطلاع الحكومة الاردنية على هذه التقارير والخطط بدأت تغير من سياستها اتجاه التنظيمات المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة واشعار الادارة الامريكية بخطورة هذه الاستراتيجية واسباب سكوتها عما يجري مما اضطر الملك عبدالله الثاني الى اعادة التنسيق مع النظام السوري وفتح القنوات الدبلوماسية على مصراعيها ، فضلاً عن تواصل التعاون بين المخابرات السورية والاردنية والاستفادة من المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها المخابرات السورية عن تواجد الجماعات المسلحة على الاراضي الاردنية وتعاونها مع الاخوان المسلمين الاردنيين لاسقاط النظام الملكي ، لا سيما وان الخلايا التنظيمية المسلحة في الاردن قد استلمت ادوارها للعمل ( الجهادي ) وتنتظر ساعة الصفر للانتفاضة ضد عبدالله الثاني ولكن بعد سقوط النظام السوري وهي الان تقوم بالتهيأ والتأهب . وتؤكد المعلومات عن اشتراك عدد من اعضاء مجلس النواب الاردني وارتباطهم مع الجماعات المسلحة . ومن بين المعلومات التي وجدت في التقرير منع العراق من مد الانبوب النفطي من البصرة الى العقبة وحرمان الحكومة العراقية ( الرافضية) حسب زعمهم من الاستفادة من تنوع مصادر نقل النفط الخام العراقي الى الخارج وتشكيل جماعات جهادية لتهديد الشركات التي ترسو عليها المناقصات ، وتم عرضها امام انظار الملك الاردني . وجراء ذلك بداً الاردن بسحب البساط من تحت اقدام التنظيمات المسلحة التي يدعمها سابقاً والتي اخفت هذه الخطط عن المخابرات الاردنية . اعتقد ان الاتفاق الروسي – الامريكي الاخير قد اجهض مشروع تنظيم القاعدة مع الاخوان المسلمين الاردنيين في كشف خطط قلب نظام الحكم وبالتالي تراجع الاردن من تأييد السعودية في اسقاط النظام السوري . ان تنظيم القاعدة سوف لن يكون مكتوف الايدي ازاء الرد الاردني وان الايام حُبلى وستسفر عن ازمات جديدة لا يُحمد عقباها .