19 ديسمبر، 2024 3:59 ص

اولاد الخايبة محور للنكتة الشعبية

اولاد الخايبة محور للنكتة الشعبية

لقد استأثرت العاصمة عبر الانظمة العسكرية المتعاقبة بالاهتمام دون المحافظات حيث طبيعة هكذا انظمة تفرض عليها ان تعمل وفق فكرة العقل المتحكم بالجسد كما ان لصوصيتها ستعني حتمية نقص الموارد واذا اضفنا لها سوء الادارة وفسادها فستكون النتيجة  رأس كبير فوق جسد هزيل لا يقوى على حمل لاذع نكاته  .
تقرر انشاء ملاعب ومنشآت ستفوق ملعب الشعب لأستقبال خليجي (21) المفترضة … وعلق احدهم :  ان الملاعب والبطولة يجب ان تكون في بغداد !! قطعا ً لانها العاصمة ورأس السلطة المركزية وعليها ينصب واليها يوجه كل الاهتمام الشحيح اصلا ً .
توقعت بعد السقوط المبارك ان نندفع للأمام خطوة ونصبح مواطنين من الدرجة الاولى كسكان العاصمة وتختفي او تتراجع على الاقل –  تسميات مثل ( محافظات , وشروگية)  . لكني على اية حال لم  اكن كغيري إذ لم اكن قد بنيت توقعي على مجرد النية الحسنة بل شرطته بخطوات نقوم بها على صعيد الواقع فنخلق بيئة تحيل المفردات المذكورة الى استعمال ممات وبما اننا لم نقم بها لذا استلزم بقاءها لأن البيئة الحاضنة – خيبتنا – لا زالت قائمة ولأن الناطق بالبغدادية هو بالضرورة ارقى حضاريا ً من الناطقين بسواها  لذا دخلنا جميعنا ( التابع والمتبوع ) بسباق سخيف محموم .
فقد اضنى المتبوع نفسه بخلق مفردات جديدة تميزه عن التابع وتبقي المسافة قائمة من خلال تعويض تلك المفردات التي سقطت عندما جرت على لسان التابع ولم يعد من المُجدي استخدامها . ولم يتورعوا حتى عن الاستيراد لأبقاء المسافة  فاستعاروا  البادئة ( ح ) من اللهجة المصرية واصبحوا يقولون  ( حنروح / حنشوف )
تجلى هذا السباق ببرنامج ( اكو فد شلتاغ ) حيث لن يصعب حتى على المتخلف عقليا ً ان يلاحظ ان الرواي للنكتة – الفرد الأعلى – يتكلم البغدادية وان الشخص موضوع النكتة – الازدراء – يتكلم اللهجة الجنوبية  .
ان سر الاضحاك في النكتة يكمن بواقعيتها وكلما كانت النكتة اكثر واقعية اصبحت اكثر اثارة للأعجاب وهذا هو السبب عينه  وراء انتشار النكتة السياسية بزمن الطغيان بل وتزداد اضحاكا ً كلما زاد الواقع إيلاما ً حتى ان الطاغية نفسه يجد نفسه مندمجا ً فيسخر من شعبه  _ نكتة صدام حول الغنمة وصاحبها الكردي  ايام الثمانينات – او سخريته من نائبه الدوري الهزء او من الشروگية  ابناء الناصرية والعمارة .
وصفة الواقعية الموجودة في طيات النكتة هي وراء التجاهل المحمود للكرد – وليست خفة دم الرئيس جلال طلباني وركوبه الموجة حسب طريقتنا والتنكيت على الذات واظهار تمرغ وحرفنة بالامتهان لمراحل تثير الاشمئزاز  _ هو السبب وراء نسيان البرنامج لهم  اذ لم يعد الكرد اتباع للمركز بل فاقوه بالانفتاح والرفاهية والكهرباء أي نجحوا بخلق واقع فرض قواعد جديدة .
منذ سقوط [أغلام الغربية] ودخول الستلايت وانا لم ستمتع بأجمل من المواقف المضحكة التي يعملها الكويتيين ضدنا – مستثنيا ً طارق العلي الذي يجري حقده علينا مجرى الدم في الجسد – والسبب طبعا ً ليس لعبقرية كويتية بل لواقعيتها . وبالمقابل لم اشاهد ابدا ً برنامج او مسلسل عراقي واحد يسخر من الكويتيين … !!
قد لا ابالغ اننا لسنا بحاجة لعمل منظم من قبيل مسرحية او مسلسل تهيؤ الجو لموقف كوميدي ضد الكويتيين – كما ينهكون انفسهم – بل يكفينا فنان كوميدي لا زال في بدايته يقول نكاته بالمباشر ارتجالا ً .
لكن لم يحصل ذلك لانه وان حصل سيكون غير ذي موضوع فالكويتيين هم ارقى حضاريا ً اقتصادهم اقوى ويعيشون برخاء تجاوزنا بمراحل كما انهم اقوى سياسيا ً وهم من يخنق موانئنا اذن هم الاعلى ونحن الادنى ولن تفلح نكتة الادنى ضد من هو اعلى  .
ان روحك الرياضية يا شلتاغ وهجائك المقذع المذل بحق ابناء جلدتك وتمرغك لن ينقذ صاحب العقال بل سينقذه نفس ما انقذ الچراوية الكردية …استغناءها عن زيارة اطباء بغداد حتى لا تصبح موضوع نكتة لفنكم الخاوي .
ان الصعيد بمصر محور الهجاء بالسينما والفن المصري عموما ً ولم ينفعه انجابه لعبد الحليم وام كلثوم  وانور السادات وجمال عبد الناصر وطه حسين ومحمد متولي الشعراوي , لتراخيه – الصعيد –  عن خلق واقع مختلف …
غيّر واقعا ً تخلق قوانين لهذا الواقع الجديد على انقاض القديمة وإلا  فاستمرئ النكات بحقك استصغار ليس اوله عريف شلتاغ ولن يكون آخره اكو( فد) شلتاغ .

أحدث المقالات

أحدث المقالات