ليست المرة الاولى التي يتطرق فيها مسؤولين بدول مجاورة الى موضوع الحشد الشعبي وكأنه قضية إقليمية تحتاج الى التدخل والمعالجة وليست شأن داخلي عراقي لا يحق لأيا كان التدخل فيه.. فالجبير وزير خارجية السعودية ولأكثر من مرة ومسؤولين في دولة الامارات وقبل ايام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والتطاول مستمر؛ ان لم تجد الحكومة العراقية القنوات الدبلوماسية والإجراءات الداخلية اللازمة لمنع التدخل في الشأن العراقي ليس على مستوى الحشد الشعبي فحسب بل في كل القضايا ذات الشأن والمساس بالسيادة العراقية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الحشد الشعبي دون غيره؟ ما الذي في الحشد الشعبي يثير المخاوف في نفوس الدول المجاورة؟ هل تكوينه العقائدي ام قياداته ام قوته الضاربة التي لم تعرف طعم الهزيمة لحد الان؟
والاخيرة هي ما يجب ان نتوقف عندها ، فالحشد الشعبي ومنذ تأسيسه استجابة لفتوى الجهاد الكفائي المباركة يسطر الانجازات والانتصارات منفردا او بمشاركة القوات الأمنية والحشد العشائري والبيشمركة.. باختصار أينما وجد الحشد حسمت المعركة وتحقق الانتصار ، وعلى ما يبدو ذاك ما يثير المخاوف في نفوس المسؤولين في كل من السعودية وتركيا والأردن خصوصا والدول الكبرى ذات المصالح في المنطقة عموما ، وهذه المخاوف ترسخت بعد ان أبدى العراق استعداده للتدخل في سوريا بعد انتهاء معركة الموصل ، بل ونفذ ضربات جوية في البوكمال قبل شهرين؟
إذن المخاوف من قوة الحشد الشعبي ومن قدرته على تحقيق الانتصار ، ومن دوره المستقبلي في المنطقة.. هي الحقيقة وراء استهدافه المتكرر إعلاميا ، يضاف الى ذلك خشية هذه الدول من امتلاك العراق لقوة ضاربة تحميه وتصون سيادته وتدافع عن مصالحه او عودته الى لعب دور اقليمي مؤثر وهي التي تريده ضعيفا وممزقا.
بعد كل ذلك ، اما آن الأوان للعمل على إيقاف هذه التصريحات المسيئة؟ اما آن الاوان لرد الجميل الى تضحيات الحشد بالحفاظ على مؤسسته من التجاوزات؟.
واذا كان الامر خارجيا يتعلق بالدبلوماسية النشطة اولا ، والضغوط الاقتصادية ثانيا. فانه داخليا يحتاج الى اتخاذ اجراءات عاجلة وبالشكل التالي:
· منع التصريحات السياسية الداخلية التي تستهدف مؤسسة الحشد الشعبي.
· ايقاف الحملات الإعلامية المسيئة للحشد الشعبي عبر القنوات الإعلامية المحلية.
· زيادة التركيز والتغطية الاعلامية لفعاليات الحشد الشعبي الانسانية في مساعدة النازحين بالمناطق المحررة.