مرَ قسطٌ طويل من الراحةِ استوردنا فيه عقولاً بدل عقولنا لتأتي لنا بواقعٍ احسن فسارت بنا الامور عكس ماتمنيناه الى ان وجدنا انفسنا لانملكُ حتى من يفكر عنا فأصبحنا نسيئ الاختيار بكل شي حتى في مأكلنا ومشربنا ومنامنا ، مع اننا حين ننظر بعيننا الى المرجعية الدينية نجدها كانت تعي الواقع فهي محور المجتمع العراقي وتمثل الأمان لكل الفئات وان نظرتها المجسدة لما مرت به البلاد في الفترة الماضية من فوضى وانهيار للبنى التحتية والفوقية للفرد وافرازات مابعد الازمة وتفهمها للواقع الذي نمر به هو ماجعلها تُبدي رغبتها الدائمة الى زرع المواطنة بروح المواطنين وتوطيد العلاقات المدنية وحثهم على الاختيار الصائب في خوض الانتخابات المقبلة عبرَ المرور بصلب المواضيع البناءة في انتاج جيل واعٍ متكامل مثقف ويدير مؤساسات البلد بصورة صحيحة لا بالتقدم الطبقي الملموس بكل شيء ، هنا هيَ تحدد التفكير المنطقي بمزج الديموقراطية بمفاصل المجتمع بالابتعاد عن ملوثات الفكر والأرتقاء بهِ على جميع الصعد ومن ضمنها توظيف قيم ثورة الحسين (ع ) وتطبيق شعائره والحث على المبادرة كما في عهودها السابقة في ان يصبح الفرد على مستوى المثل الانسانية لينهض بمشروع الاصلاح والتراحم ونبذ الفرقة بين الصفوف ومخاطبة من تسيس وتاسلم وانطوى على نفسه وزجها في اقفاص حديدية وجعلها قابعة في ظلامهما فالعقل الفاعل هو اداة قاتلة ومُخلصة في الوقت نفسهِ كلاً حسب استخدامهِ كونهُ قد يقودنا ايضاً الى الخلاص بفضاءٍ اوسع نستغل بة طاقتنا المتفجرة للعمل بجد وانجاح لما تطاله افكارنا سيما وأن الجذور الممتدة لآلآف السنين في عمق الاصالة العربية لايزال اثرها قائم رغم التصحر الذي يمر على اجسادنا فالانسانية لازالت موجودة في قلوبنا والتعامل بها حاضر عند شدائد الامور لأنها زقت لنا من ثدايا امهاتنا ، اذن القضية ببساطة تتطلب منا توطيد العلاقة بين النفس والذات وتتبع حذر الخطأ في الاختيار عبر جعل جانبنا الاخر منفتح ومطلع على ما يدور حولهِ ومايسير عليه ، فنحن لو استزدنا من وعي الثقافة واصبحنا مطلعين اكثر على القانون الذي تدار به الدولة ويُحكم به علينا لوجدنا ان الكثير من الحقوق التابعة لنا لم تتحقق ولم تؤخذ الى اللحظة الانية مع ان العملية بسيطة كي تُبصرها انظارنا وحينها فقط نكون مستعدين لتصفية المرشحين الجدد الذين نختارهم لاستحصال ما اغتُصب من مُتطلباتنا فنحن شعب لطالما ثار على الظالمين كما دونَ لنا التاريخ ذلك ولاتزال هذه البذرة موجودة ومخيفة بالنسبة لكل غاصب .