هنا ارتسمت على ملامح جبل الفولاذ سمات الغضب الشديد وصرخ لائما ومعَّنفا وان كان على بعد مسافات من الازمنة والامكنة ذلك الذي امتنع عن اعطاءاي شيء لتغطية الحفرة التي يمكن ان يؤدي تركها بتلك الصورة الى هلاك وموت محقق وطرقت مسامعي كلماته متلاحقة كأنها سهام من نار قائلا:-
يا للشقي لو وجدته يوما سأسحقه بيدي هاتين ,واضاف متسائلا:-
كيف سولت له نفسه التعدي على طريق عام يحدث فيه حفرة يستفيد منه لسقي بستانه ثم يتركها مكشوفة رغم تأكده من ان هذا يشكل خطرا على الحياة وهلاكا للآخرين …؟
وبعد لحظة من الصمت وكأنه راح يراجع افكاره اضاف:
كيف استساغ الامر ورضي ان يبني اقتصاد نفسه وعائلته على حساب الارواح البريئة …؟
عجبت له كيف غضب لهذا الأمر ولاحت على شفتيّ سيماء ابتسامة هي للدهشة أقرب منها لأي شعور آخر فما كان منه إلا ان فاجئني السؤال قائلا:-
– ما بالك …؟ اراك غير مهتم للأمر وكأن الذي قلته هو غير الحق الصراح…؟
– كلا…كلا …اقسم لك ان ما تفضلت بقوله هو الحق الصراح.
– اذن ما تعني ابتسامتك هذه…؟
– ذلك لأن ما يحدث هذه الأيام اشد وانكى من هذه الحالة التي اثارت غضبك بل واقسى من ذلك بكثير.
سألني بنبرة فيها من الغضب والدهشة الكثير:
– كيف ذاك…؟
فأجبت والحزن والغضب يملئ نفسي:
– في هذا الزمن الذي يسمونه الزمن الحاضر ,زمن التقدم والحضارة, زمن العلم والحرية ,زمن الديمقراطية والرأي الحر ,زمن غزو الفضاء واعلاء شأن العلم والحرص على العمل المثمر واستغلال الوقت بأدق ادق ما يمكن ان لا يضيع منه حتى الثواني والدقائق بل وحتى اجزاء الثواني ,في هذا الزمن هناك تجار يبيعون المواد الفاسدة فيمرض الناس بأمراض مختلفة منها ما يؤدي الى الموت باعتبارها امراضا مستعصية ويضطرون الى بيع كل ما يملكون ليوفروا لأنفسهم او احبائهم العلاج المطلوب ورغم ذلك يخفقون في كثير من الاحيان لأن الداء يكون مستعصيا ومصادره كثيرة لاتعد ولا تحصى.
…………………
لماذا اقف امام البحر واتحدث اليه واراقب السماء التي تعانق المياه في الافق تشكل لوحة رائعة الجمال إذ الزرقة تعانق الزرقة ,زرقة السماء وزرقة المياه.
افق ازرق …وعند قدمي يدنو الماء يدفعه موج البحر فتبتل اطراف ثوبي وانحني اليه الامس المياه بيدي واغترف منه ومن تراب الارض غرفة اقربها من فمي بل واضعها حرفا على جبيني وبعد ان انتهي من كتابة الحرف اعرف ان الكلمة لن تكتمل فأكتب الحرف الثاني وهي بهذا ايضا لن تكتمل فأكتب الحرف الثالث فالرابع ومن ثم اضيف علامة على الحرف الاول اجعلها علامة رفع لا علامة كسر لتكون الكلمة اسما لوطني كما قال الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري لن أكسر عين العراق فأقول هو العًراق برفع العين وليس العِراق بكسر العين.