وحيد انا …وحيد …
إذ لا صديق ولا رفيق …
فارقتهم مذ ازمنة الخوف واللامبالاة
ودعتهم قبل الرحيل
وهتفت بكلمات السلام
ودعوت لهم
بكل الطيبات
مضيت …
لا ألوي على شيء
…
وحيد
انا والطريق
خطواتي واثقة
إذ انا امضي
حيث اشاء
فلا اشارة من أحد
ولا دعوة من غريب
انا وارادتي فقط
نسير في الطريق
…….
اوقفني …جبل الفولاذ
اوقفني …طالبا اليَّ ان اقدم له مستمسكات العبور
وهي كما تعلمون…لا تتوفر للغرباء
وانا غريب
إذ تركت ارثي كأي راحل
لا يأخذ معه
سوى ما مضى من الاعمال
…………..
حاولت ان امضي
حاولت ان لا اعيره اهتماما
لكن وجدتني عاجزا كمن اصيب بشلل جوارحه
هتف بي مجددا
قدم لي مستمسكات العبور
قلت انا غريب وليس للغريب مستمسكات
خرجت بجوارحي وخلفت ارثي للآخرين
قال
وما كان ارثك…؟ اعلمني عن ذلك …؟
وبعد لحظة من الصمت
طرفت عيناه ثم اضاف
عسى ذلك ان ينفعك
الحق اقول لكم ,انني وجدت في ذلك السؤال راحة لي
إذ سيمكنني من ان اسرد له حوادث ايامي الماضيات
وهي فيها الكثير الكثير من الدروس والعبر
منها ما يبكي ومنها ما يضحك منها ما يفرح ومنها ما يحزن
لمَّا طال بصمتي المدى وانا اعالج التذكر والفكر صرخ جبل الفولاذ بي معَّنفا:-
قلت لك قدم مستمسكاتك وإلا….
ظهر الغضب في عينيه وهو يقول كلماته ظهر لي ذلك من خلال احمرارهما وتركيز نظرتيهما القاسيتين في عينيَّ.
كان صوته قويا كأنه قاصف الرعود فارتجفت واجبت :-
يا صديقي وهتفت لنفسي كيف ادعوه صديقي وانا لم اقابله الا للحظة خلت وهل وجدت يوما صديقا صدوق …الحق انني آثرت ان اكون هكذا بعد ان زالت الاماني وضاعت الآمال وبليت بالمآسي فما اخرجني منها الا بارئي إذ مكنني الصبر وتكلفت الجلد …
كان يتابعني بل يحوطني بل يرصدني وانا اراجع افكاري وحين طال به الانتظار ونفذ صبره رأيته يحرك نحوي يدين فولاذيتين صارتا اشبه بسجن محكم وقبل ان تنطبقا عليَّ رحت اصرخ مرعوبا:-
يا صديقي ليس عندي اي مستمسكات فقد اخبرتك أني خرجت وحيدا لا ألوي على شيء وتركت ارثي للآخرين.