7 أبريل، 2024 7:11 ص
Search
Close this search box.

اوراق معلقة وثقافة المسؤولية وحميد عبد الله

Facebook
Twitter
LinkedIn

في برنامج اوراق معلقة على قناة الاتجاه عرض موضوع ثقافة المسؤول لاستبيان رأي المشاهد في هذا الموضوع الجوهري ، وكعادة البرامج التي يتصل بها المواطنون وجدنا نسبة اقل من المألوف في طرح القضايا المطلبية والشخصية وهذا يبعث الامل الذي نرجو ان لايكون وهما ، فالاعلام العراقي تبنى للأسف مهمة الاستعلامات للسيد المسؤول بشكل اكبر مما ينبغي عليه ، فلاتجد برنامج يتناول قضايا تهم الشأن العام الا ووجدنا المتصلين غالبا ما يطرحون معاناتهم الشخصية مع الدولة وآلية عملها….
تحدث احد المتصلين والذي سمى نفسه حمزة لينتقد الاعلامي الدكتور حميد عبد الله لعدم فسح المجال له في اللقاء مع وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي ، ويشهد الله اني تابعت برنامج الدكتور عبدالله ووجدت الدكتور يكرر مناشدة المتصلين بان تبتعد اتصالاتهم عن المطلبية والخاصة ويحثهم على الاقتراب من الشأن العام ، ولهذا فتحية كبيرة للدكتور حميد عبدالله وهو ينتهج الوطنية والمهنية في الاعلام ، وكان أملنا ان يتصل بالقاضي عبد اللطيف ليستوضح حقيقة السيارات الكاشفة للعبوات والمتفجرات والمفخخات لنعرف الحقيقة الغائبة بين الاسدي وعبداللطيف .
الغريب ان المسؤول غالبا ما تنتفخ اوداجه ويرتفع رأسه وهو يطل علينا من خلال الشاشة الصغيرة ليستقبل اتصالات المواطنين ويعدهم بالفرج القريب لمشاكلهم ، ووجدنا اغلب القنوات الفضائية تحاول جاهدة ان تستضيف المسؤولين لتفتح الباب على مصراعيه لمعاملات المواطنين في ترويجها من خلال قناتهم ، حتى باتت هذه القنوات متمرسة بدور الاستعلامات ، والطامة القديمة والمزمنة نشهدها في شبكة الاعلام العراقي والبرنامج الذي يقدمه السيد فائق العقابي في استضافة مسؤولي الوزارات ليتجه البرنامج الى حل مشاكل المواطنين الذين يتصلون بالبرنامج ، والملفت للنظر ان يلتفت الاعلام اذا كان مهنيا ووطنيا ان يساءل المسؤول عن سبب اضطرار القنوات لتتقمص دور الاستعلامات بدلا من عدم استحداث آلية في دوائر المسؤولين لحل مشاكل المواطنين وترويج معاملاتهم…؟؟!!
في برنامج اوراق معلقة حاول مقدمه ان يثير المواطن في التساؤل عن ثقافة المسؤول المتحركة في الواقع ويقارنها مع ثقافة المسؤولية المفترضة ، ويبدو المقدم بعدما استبد به اليأس – كحال المواطنين – من المسؤولين توسل بهم ان يأخذوا الامتيازات بشرط تقديم الخدمات ، وربما اختلف مع السيد المقدم لاشترط على اي مسؤول كان بتقديم الخدمات واخذ حقوقهم التي تنسجم مع رضا الارادة الشعبية ، ومازاد على رضا الارادة الشعبية فادعو الله مع من يتفق معي ان تكون نارا في بطونهم دنيا وآخرة ….
ان ثقافة المسؤول تنبع من النظام الذي يتحكم بالدولة والمجتمع ، ويؤلمني حقا ان اقول ان نظامنا المتحكم لهو ديمقراطي ولا هو ديكتاتوري بل اقول هو ديكتاتورات صغيرة اشبه بنظام طبقة النبلاء في اوربا ابان العصر الوسيط ، ونستطيع القول ان المسؤول في العراق ودون استئناء ينزع الى الديكتاتورية اكثر من شعاراته الرنانة بالديمقراطية ، ولعلي اعزو ثقافة المسؤولية المتخلفة والتي تجنح الى مناهج الديكتاتورية الى رب الدار المتمثل برئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب والوزراء والنواب واما دون ذلك فينطبق عليهم مثلنا الشعبي ” على حس الطبل خفن يرجليه ” ، ولعلي اشير الى مقارنة بسيطة بين محمد مرسي رئيس مصر الذي سارع بعد تسنمه الرئاسة باللقاء مع رؤوساء الجامعات ونوادي الاساتذة للرفع من شأن التعليم بمصر ، واما في بلدنا المنكوب بساسته فلم نجد هكذا لقاء من رئاستنا الثلاث بل وجدنا الرئاسات تعقد اللقاءات تلو اللقاءات مع العشائر والاعلاميين – مع احترامنا للجميع – ، والمؤلم ان نجد دولة رئيس مجلس الوزراء يحضر احتفالا اقامته نقابة الصحفيين بمناسبة ذكرى تأسيسها 143 مع انتهاج هذا الاحتفال نفس المنهج ابان الديكتاتورية من خلال بذخ الاموال العراقية على الفنانات العربيات وبالتأكيد على بعض الاعلاميين العرب الذين حضر بعضهم حبا بغنيمة المال ورفض الاخر كرامة لنفسه كمحمد حسنين هيكل .
نخلص بنتيجة ان السادة المسؤولين تحركهم ثقافة بناء السلطة الشخصية والحزبية والفئوية واما ثقافة بناء الدولة ؟؟؟ فلاتظن خيرا ولا تسأل عن السبب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب