مائدة الكرم الاشرفية في رمضان
هذه الاوراق لا تنسى حقا فهي تستعيد ايام رمضان الجميلة في مدينة اشرف ،ولم تكن اشرف بعد ان نزع الاشرفيون سلاحهم مقابل تعهدات اميركية خاصة معسكرا بل مدينة عامرة شوارع وحدائق وبنايات وفنادق ومكتبات ومدارس وقاعات احتفالات ضخمه ومتاحف وان كنت انسى فلن انسى جامع الزهراء الذي كانت منارته تلوح من بعيد قبل ان نصل المدينة ، وهنا يجتمع الاشرفيون لاداء الصلوات وبخاصة في ايام رمضان ولياليه البيضاء ،وكنت اسمي اشرف ( لؤلؤة الصحراء) فقد ابدع الاشرفيون في بنائها وترسيم شوارعها وحدائقها ومنشاتها واوصلوا لها الماء من نهر دجلة قريبا من سامراء عبرانابيب وشبكة تتوزع على كل مؤسسات المدينة وتغمر بحيرتها وانهارها وحدائقها لتغدو منتجعا حقيقيا او جنينة مزهوة بالماء والخضراء والورد ، في عمق دهماء العظيم ، حيث تسفي الرمال وتتناثر اشواك الصحراء ومن الصور التي ما زلت احتفظ بها جسر مجسم هندس على شكل جسر الكارون على احد جداول المدينة بينما توزعت تماثيل الشعراء الايرانيين والعراقيين على اركان حديقة المكتبة التي ضمت الاف الكتب العربية والفارسية والانجليزيه والاشرفيون لم يحتفظوا بالماء لانفسهم فقط بل وضعوا حنفية على بوابة مدينتهم يتزود منها بالماء جوارهم الذين هم ايضا اغلب ايام رمضان ضيوف على مائدة الكرم الاشرفية اما الافطار فكان الاشرفيون يبدعون في تطييب الطعام واكلتهم المفضله هي الرز والكباب ( جل وكباب ) بينما كانوا يطيبون لضيوفهم العراقيين التشريب والشوربه والاكلات العراقيه المميزه ، وتبسط المائدة لحظة يرتفع صوت المقريء محمد من مكبرات مسجد الزهراء بالاذان الذي يعد كما هي عادة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها الايذان بالافطار ، مائدة الكرم الاشرفية اطعمت الاف العراقيين في اتعس اوقات محنتهم بعد الاحتلال فكيف كان رد الجميل الاشرفي ؟
هجرهم المالكي من بيتهم الاشرفي الى معتقل ليبرتي ومنع مرضاهم من العلاج وقطع عنهم الماء والكهرباء بل وحتى الحاجات الاساسية التي كانت في رمضانهم جواهر مائدتهم ،ومع ذلك لم تلن لهم قناة ولا انكسروا وواصلوا مسيرة الصبر الاشرفي المعروف ووقفات التحدي البطولية ،ان هؤلاء الرجال جديرون بالنصر والمجد الذي سيبنون في فيئه ايران الحره ، وهم يستحقون كل اعجاب وحضور في ذاكرة الانسان العراقي والايراني وفي اوراق الزمن والتاريخ – رمضان مبارك ايها الصامدون الا ان الغد غدكم وسيكنس التاريخ كل الذين حاربوكم