18 ديسمبر، 2024 7:20 م

تقديم – هذه الرسالة نشرتها في الربع الاول من عام 2012 وفحواها ان التحدي الايراني يتعاظم في منطقة الخليج والجزيرة العربية ودولها وهو يسعى محموما للقفز الى ضفة الخليج الغربية على وفق وصية قديمة للشاه الى ولده حين قال له امنت لك الضفة الشرقية من الخليج وعليك الا تترك الضفة الغربية ،وحين سرق خميني ثورة الشعوب الايرانية واقتعد عرش الطاوس احتفظ بتلك الوصية وكأنها الوصية 11 التي لا يكتمل الدين والعقيدة ولا كيان الدولة الايرانية التي حملت اسم الجمهورية الايرانية الاسلامية خداعا الا بالالتزام بها،وقد اثبت ورثة الشاه خميني انهم اوفياء لتلك الوصية فوطدوا وجودهم في الارخبيل العربي – الفارسي وقفزوا الى الضفة الاخرى انما بغطاء ديموغرافي عشعش في البحرين والامارات التي تعمل فيها 12 الف شركة براسمال وايدي عاملة ايرانية وجالية مرافقة الله وحده يعلم عددها ونسبتها الى اهل الامارات وكذلك الامر في الكويت وقطر وعمان ،والسعودية التي اقامت ايران اوثق العلاقات مع منطقتها الشرقية على اسس طائفية ،والشرقية السعودية  سفينة تعوم على بحيرة من البترول ،وسكانها يتعرضون  بسبب انتمائهم المذهبي الى حملة تطويع ذهني وديني طائفي ايرانية شرسة ،منذ قبض الخميني على السلطة في طهران ،والشرقية والبحرين هما الخاصرة الهشة للسعودية او الخاصرة الينة امام المدية الايرانية ،وهذه الخطوات انما هي تمهيد للخطوة اللاحقة – القفزة الاحتلالية او الاستحواذية- ولو بالنيابة – على هذه البلدان بعد تثبيت ما بني من قواعد ،تماما كما حصل في اليمن ،قاعدة المثلث الجنوبية لمحاصرة السعودية ،وفك الكماشة الغربية الايرانية التي يمثلها خليج عدن ومضيق باب المندب – فمضيق هرمز وجزر الامارات واقليم – الخليج الفارسي – هو الفك الشرقي لتلك الكماشة ،التي ستطحن دول الضفة الشرقية وحتى السعودية كما تقتضي الوصية الشاهنشاهية او الربانية الحادية عشرة ، وكما يهدد اليوم خامنئي وعسكره ومسؤولو نظامه ، وما تقدم وواقعة السعي الايراني المستدام حتى اللحظة ، للقفز على اليمن عبر طابورها الحوثي ومن ثم الهيمنة على باب المندب ،يبدو واضحا ومبررا وضروريا ما قامت به دول التحالف العربي في عاصفة الحزم لقطع اذرع النظام الايراني الذي صدم بقوة لهذا التحرك وكان يظن دول المنطقة خرافا لصمتها الطويل على تجاوزاته ،ومن هذا المنطلق كان هذا المقال قبل ثلاثة اعوام من احداث اليمن والقفزة الايرانية المتوقعة على ضفة الخليج الشرقية ،والدعوة الى الارتقاء بالشكل الاتحادي لدول مجلس التعاون الخليج الى الكونفدرالية الخليجية ،وتوحيد القوى الخليجية بعامة وفي المقدمة العسكرية منها ، وضم اليمن الى تلك الكونفدرالية ،وهو المسار الذي تجري عربات الدول الخليجية عليه راهنا كما يبدو ظاهرا،وكما كشف تحالفها في عاصفة الحزم الذي طور قاعدة درع الجزيرة الى تحالف ضم القوة العسكرية لدول الخليج التي انضم لها كل من المغرب مصر والسودان والاردن ،وحضي بتاييد اميركا وتركيا وباكستان ودول اخرى ،ثم  طلب اليمن ضمه الى دول مجلس التعاون .

ومع ان هذه الخطوات تاخرت ثلاث سنوات على دعوة هذا المقال الذي بين بصراحة مخاطر فرقة دول الخليج واستمرار اعتمادها الحليف الغربي والاميركي الذي سياتي يوم ويسحب نفسه من هذه الحماية ما لم يبع من يحميهم لمن يشتري على وفق مقتضيات مصالحه ،وهو ما يجري اليوم – اميركيا – بذريعة الكف عن التدخل في شؤون المنطقة وان على دولها ان تتحمل عبء مشكلاتها بنفسها ،الا انها استيقظت حين احرقت النار ذيلها اليمني ،وبكل صراحة ومرة اخرى مع كل تقييمي الايجابي لعاصفة الحزم – ليس خليجيا وسعوديا وحسب – وانما عربيا – الا انها ما زالت دون ما هو مطلوب وما زال التحالف العربي هشا ، ويحمل معه هوامش الخلافات القديمة التي يمكن ان تنقلب الى متون  ربما نسفت وحدة الموقف والامال التي بنيت عليه ليعود الحال اسوأ مماكان .

 ومقالي موضوع اعادة النشر سبق ان نشرته صحيفة الوطن البحرينية – تحت عنوان  – اوراق خليجيه – بعد عام من المؤامرة التي قادتها ايران على البحرين في شباط 2011 ،ومع انها فشلت باستجابة درع الجزيرة لتحدياتها تماما كما هو الحال مع اليمن ومؤامرة الحوثي عليها ،  الا ان الاوضاع في البحرين لم تستقر تماما – ليس بعد عام من وقوعها وحسب وانما حتى الان – وقد وصلت البحرين يوم 26 من كانون الثاني 2012 ليستقبلتي المراهقون ومغسولو الدماغ المتبرئون من انتمائهم الوطني المرحلون امعات الى الانتماء الطائفي ، في طريقي من المطار الى احد فنادق العاصمة بزجاجات الموتولوف مستهدفة الشرطة في شوارع جزر المنامة التي يستوطنون ،وبمناخ سياسي تحريضي متصاعد من رجال دين طائفيين امتهنوا السياسة باوامر ودعم ولاية الفقيه الايرانية و..