11 أبريل، 2024 7:53 م
Search
Close this search box.

اوراق البوكر تتناثر على اراضي الشرق الاوسط وامريكيا بيدها اقوى الاوراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ احتلال داعش لأكثر من ثلث الاراضي العراقية وثلثي سوريا وامريكيا تلاعب طهران بطريقة رتيبة تبعث على الملل مثل لاعب ثري يلاعب اخر همه الوحيد الربح ليسدد ديونه ، و كانت تستدعي تركيا ودول الخليج  للعب دور او دورين لبث روح المنافسة بعد انسحاب أوربا من الطاولة  بهدف سحب روسيا وحتى الصين ان ارادت ولكن بلا جدوى ، وفجأة وبدون مقدمات دخل اللاعب الروسي وابتعد الايراني وهنا بدأت الاثارة . فما الذي حدث ؟؟
روسيا خرجت من الحرب الباردة مثقله بالجراح ، منهارة تلثم جراحها وهذا ما جعل امريكيا المتفردة بالعالم توجه نظرها الى اماكن اخرى بعيدة عنها، استغلت روسيا هذا الانشغال ورممت ما استطاعت اليه سبيلا وبدأت تحاول معالجة جراحها ،وبالفعل استطاعت خلال هذه الفترة الوقوف على قدميها وبدأت تحقق تقدما في طريق العودة الى العالم كلاعب مهم ، الى هنا الامور طبيعية بالنسبة للأمريكان فهم لا يعنيهم الامر “العب ولكن لا تتمادى ” ولكن بوتن فهم الرسالة بطريقة خاطئة وعاش حلم استعادة امجاد الامبراطورية الروسية وبدأت شطحاته الكثيرة هنا وهناك ومن اهمها أعادة طائراته “القاذفة” الاستراتيجية المتهالكة التي ورثها من الاتحاد السوفيتي الى الخدمة وبدأت تتحرك قرب الحدود الامريكية بطريقة استفزازية ، فيما راحت طائراته المقاتلة تراقب وتعترض سفن وبوارج حلف شمال الاطلس وتخترق حدود دول اعضاء فيه، وتدخَل في اوكرانيا واحتل شبه جزيرة القرم والحقها بروسيا ، معتمدا على سلاح استراتيجي فعال هو الغاز الروسي الذي يمد أوربا بالطاقة “الكارت الذي استطاع به تحييدهم في الازمه الاوكرانية  وحتى السورية ” وساعده بذالك ارتفاع اسعار النفط الذي وفر له مداخيل ممتازة منحته حرية اوسع باستخدام ورقة الغاز ضدهم ، وبعد كل هذا النجاح ضن ان بإمكانه العودة للمربع الاول كمنافس ند للولايات المتحدة وجاءت اخر شطحاته هي اعادة العمل بسلاح القطارات المحملة بالصواريخ “صواريخ عابرة للقارات ولديها القدرة على حمل رؤوس نووية محمولة على مقطورات مخفية في قطارات نقل الركاب والبضائع في روسيا وبالإمكان اطلاقها من اي مكان من الاراضي الروسية وخطورتها تكمن في صعوبة رصدها ومعرفة مكانها ” وهذا السلاح الذي بذلت الولايات المتحدة ابان عهد السوفييت جهودا جبارة لإيقافه وتفكيكه . من هنا كان لابد للولايات المتحدة الامريكية ان تجر أذني بوتين لأنه تمادى اكثر من اللازم  فساهمت بخفض قيمة النفط الى مستويات متدنية ورفعت الكارت الاحمر بوجه ايران لكبح جماحها ووجهت الفصائل المسلحة في سوريا الى دمشق وباندفاع غير متوقع باتت دمشق على حافة السقوط وبسقوطها ستختفي القاعدة العسكرية اليتيمة خارج روسيا وبهذا ستفقد مكانا استراتيجيا مهما على سواحل البحر الابيض والاهم تأمين طريق لانبوب الغاز العراقي عبر الاراضي السورية الى أوربا كبديل للخط الروسي ، لإعطاء دول الناتو حرية اكبر في التحرك للجم الدب الروسي “واقصد هنا الغاز المتواجد في المناطق الغربية من العراق التي تقدر مخزوناتها بأضعاف الكميات الموجودة بحوزة الروس ” وهذا واحد من اهم الاسباب التي جعلت امريكيا تتمسك بالأنبار مضحية بما تبقى من الاراضي العراقية . هنا لم يعد لروسيا خيار اخر سوى الدخول بصفة رسمية للدفاع عن مصالها الاستراتيجية  فاختارت التدخل الجوي معتقدة انها لن تثير حفيظة احد كون امريكا و أوربا تفعل نفس الشيء، وبان التواجد الايراني على الارض السورية المدعوم من حزب الله وبعض المليشيات العراقية إضافة الى ما تبقى من الجيش السوري سيكون كافيا اذا ما ساعدتهم الطائرات الروسية لإفشال هذا الهدف . نسيت روسيا او بالأحرى بوتن انه يلاعب الدولة رقم واحد وانه مهما بلغت قوته وتكتيكاته فانه لن يستطيع مجاراة الولايات المتحدة فقد ولى زمن الاتحاد السوفيتي ولن يسمح له بالعودة مطلقا. وعلى هذا الاساس أمنت امريكيا ايران بإعطائها مناطق ديالى ولاحقا فصل السليمانية عن الاقليم الكردي واحتمال الحاق محافظة صلاح الدين لتكون منطقة عازله بينها وبين الدولة السنية التي تنوي انشائها في الاراضي العراقية والسورية “المقصود هنا كيان او ربما كيانات سياسية ولا تهم التسمية فدرالية كونفدرالية دوله او دول مستقله هذا تقرره المستجدات  المهم ولائها امريكي ”  ووضعت ورقة رفع الحصار عن الحكومة الايرانية” المثقلة بالمشاكل الاقتصادية “على الطاولة مقابل عدم التشويش على المشروع الامريكي لتستفرد بالدب الروسي وتعيده الى سباته من جديد . وبإعلان المرشد الاعلى موافقته على بنود الاتفاق النووي يعني ان ايران قد قبلت الصفقة ، وها هي قوات الحشد والجيش العراقي تحرر صلاح الدين لتطرد داعش منها “بخسائر بشرية ومادية غير محسوسة ” فيما تقوم العشائر السنية بمعية القوات الامريكية بالضغط عليهم بالأنبار لسحب قواتهم للأراضي السورية والهدف هو وضع الروس بموقف لا يحسدون عليه فداعش والنصرة “التي تناقلت الاخبار عن مشروع تفاهم بينهم وبين تنظيم الدولة الاسلامية لتوحيد جهودهم ” اضافة الى قوات ما يسمى الجيش الحر، كل هؤلاء سيوحدهم هدف الوقوف بوجه الروس ومن يناصرهم ، بهذا التكتيك لن يبقى امام روسيا سوى حل من اثنين احلاهما مر “هذا اذا لم تقرر الانسحاب وحفظ ماء الوجه وباقل الخسائر” الاول هو التدخل البري بسوريا كون القوات البرية المتواجدة “مليشيات وقوات النظام” غير كافية لحسم المعركة وبهذا تدخل المستنقع السوري الشبيه بالمستنقع الافغاني وربما اسوء ، كون ارض المعركة بعيدة عن الاراضي الروسية و الطرق البحرية الطويلة هي الوحيدة اماهم لرفد قواتهم مما سيجعل المستنقع الافغاني نزهه بالمقارنة مع ما سيحدث على الاراضي السورية . والحل الثاني هو الاكتفاء بالضربات الجوية وتكثيفها وهذا يعني صرف الملايين والملايين بلا طائل “كون الحرب لا تحسم من الجو ابدا” مما سيزيد الكوارث على الاقتصاد الروسي المتهالك اصلا . وبكلا الحالتين ستضطر روسيا للانسحاب تاركه ورائها خبر هزيمة مذلة للقوات الروسية التي وبكل تأكيد ستسحب دعمها لبوتن وحزبه ليواجهوا مصيرهم .
وضع العراق كدولة ستحدده الشهور القادمة وسيعتمد على حسن التصرف “الذي لا اتوقعه” لمن يملكون الامر في هذا البلد ،المراهنة على روسيا “التي سيلجئ اليها من يحكم العراق اليوم” ان عاجلا او اجلا هي كارثة على كل المديات لانهم سيضعون البلد في مهب الريح وهم عودونا على مثل هذه التصرفات الطائشة ، فالجناح الاكثر تطرفا اضافة لمناصري روسيا في ايران لن يعجبهم توافق بلادهم مع الولايات المتحدة مما سيدفعهم للضغط على اتباعهم في العراق “وهم الطرف الاقوى ” لتنفيذ افكارهم بأيدي عراقية وهنا ستحل الطامة الكبرى لان امريكيا لن تغفر لنا مثل هذا التصرف الاهوج .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب