قد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، ولكنني وجدت ان هناك تشابهاً في أوجه معينة سآتي أليها.
كنا في الثمانينات والتسعينات انا ومجموعه من الاصدقاء ننتقد حكم صدام حسين في كل الجلسات الخاصة والعامة ( ما عدا طبعاً امام الرفاق ممن هم بدرجة عضو فرقة فما فوق ) . وبالطبع زادت حدة هذه الانتقادات بعد اجتياح الكويت عام 1990، ولكن كان هناك دائماً من يدافع عنه علماً انهم موظفين ولم يكونوا بمراكز حساسة مثلاً، ولكنهم كانوا دائماً يجدون المبررات لتصرفاته ويمدحون في فكره وعبقريته .
الحقيقة كنت أستغرب منهم واقول في نفسي .. هل حقيقةً هم مؤمنون به رغم وضوح الاخطاء الكارثية التي ارتكبها وجرت علينا الويلات ، الا انه كان علي الانتظار لسنواتٍ أخرى لأعرف الاجابة عن تساؤلاتي، وهي ان الشخص عندما يكون طموحاً ويود ان يرتقي في سلم الوظيفة ويتسنم مراكز مرموقة عليه ان يكون حذراً ولا ينتقد صدام حسين لأنها سوف تحسب عليه لاحقاً وسيجد من يخبر عنه انه لم يكن من محبي صدام وبما ان مقاليد الامور كلها بيده و لا أحد يتبوأ مركزاً مهماً ان لم يكن صدام راضياً عنه كل الرضا .
تذكرت ذلك خلال هذه الفترة الاخيرة عندما التقيت الكثير وقرأت تحليلات الكثير ايضاً ورأيت انهم يلفون ويدورون ويلقون باللائمة لسوء اوضاعنا الحالية على دول وشخصيات عديدة فد تصل احياناً الى دول الاتحاد الاوربي وأحياناً أخرى بان كي مون الامين العام للامم المتحدة، الا انهم يتحاشون ذكر ايران وهي نفسها التي صرحت على السنة العديد من مسؤوليها انهم من يديرون الامور هنا، لا وبل هناك من صرح منهم ان القرارات في 4 عواصم عربية بيدهم.
أقصى ما يمكن ان يذكروه هو ان لأيران دور مؤثر بالعراق وان من حق ايران ان تدافع عن مصالحها او ما يمس أمنها القومي، واحياناً أحس ان هؤلاء ايرانيون أكثر من أيران نفسها. يبدو ان القصة هنا تكررت وهي ان من يملك طموحاً للارتقاء بمركزه الوظيفي او يود الاحتفاظ بمركزه المرموق عليه هذه المرة ان لا يذكر ايران بسوء لانها اكيد لها عيونها المبثوثة في كل مكان وان هذا سيحسب عليه لاحقاً ووانه لن ينال ما يطمح اليه ان لم تكن هي راضية عنه كل الرضا ، طبعاً هنا لا أنكر ان هناك فعلاً من بتصورها انها حامية للعراق والمذهب وانه يدافع عنها باخلاص .