15 أبريل، 2024 11:56 ص
Search
Close this search box.

اوجلان والبرزاني بين السلام وحدود الدم

Facebook
Twitter
LinkedIn

اوجلان الذي يقبع في السجن منذ سنوات طويله كان قد اخذ على عاتقه مقارعة النظام التركي للحصول على حقوق شعبه الكردي, وقد ناضل لبضعة عقود ولم يحصل على شيئ يذكر سوى المزيد من الدماء والكراهيه والتشرد للشعب الكردي في اصقاع الارض.
الرجل من محبسه اعلن انهاء الكفاح المسلح للكرد في تركيا, حيث وفي مؤتمر صحفي شارك فيه حزب الشعب الديمقراطي الكردي الذي يلعب دور الوسيط اُعلن عن اتفاق بين الحكومه التركيه وحزب العمال الكردستاني يقضي بإلقاء السلاح الربيع المقبل..
والإتفاق يقضي بضمان الحريات الفرديه واعادة صياغة الهويه للمواطن على اسس ديمقراطيه وادراج ذلك في الدستور والقوانين والأنظمه..
واليوم ايقن اوجلان والحزب العمال الكردستاني انه لاسبيل لنيل الحقوق عن طريق العنف والدم, فهم اليوم وبعد تراجعهم عن مطالب الإستقلال تحولوا الى مطالب الحكم الذاتي لينتهي بهم المطاف الى مطلب الحكم المحلي بصلاحيات موسعه وهذا المطلب لاقى الإستحسان من قبل الحكومه التركيه التي قدمت تنازلات قضت بمنح الكرد حرية التعليم والتمايز الحضاري بعد سنوات من التشدد الذي مارسه القوميون الترك ضدهم.
وهنا سيكون الكرد في تركيا قد وضعوا اقدامهم في اول سلم السلام والحياة الآمنه بجهود قادتهم المحنكين ..

اما فيما يخص كرد العراق المساكين فإن السيد مسعود البرزاني اعلن عن ان الأراضي التي وضع اليد عليها هي اراضي قد اصبحت كرديه تابعه للإقليم وقد رسمها بالدم ولن يتنازل عنها وان اي ارض سيضع البيشمركه ايديهم عليها فستكون ارضا كرديه حتى لو كانت بغداد, كما اعلن انهم في انتظار تطبيق الماده 140 من الدستور بشكل تام كي ينفصلوا عن العراق بكل تلك الأراضي في كركوك وديالى والموصل وصلاح الدين..

ولكن هل فات السيد مسعود ان الحدود التي رسمها بالدم كما يقول والتي استولى عليها انما هي قنابل موقوته لايمكن ان تكون سوى بدايه مؤسفه لصراع دموي بين العراقيين عربهم وكردهم وكل قومياتهم؟؟
وهل يغامر مسعود بتجربة الفيدراليه التي هم اعظم انجازكردي في العالم ليتورط في نزاع مسلح مع بقية العراقيين؟؟
فهل ماحصل عليه كرد العراق من فيدراليه ومشاركة المركز بالحكم بنسبه عاليه والتحكم بالثروات وغيرها من الميزات التي لن يحصل عليها اي كردي في العالم ولو بعد مليون سنه هي امور يمكن الإستخفاف بها؟؟

الامر اخطر مما يصوره مسعود للكرد, فقبل ايام قليله رفض البرزاني رفضا قاطعا دخول الحشد الشعبي الى كركوك لحمايتها من داعش.. فاعلن قادة الحشد انهم لن يستمعوا الى كلام مسعود او غيره.. فكركوك عراقيه ومتى ارادوا دخولها فسيدخلوها مما اضطر السيد مسعود وامين عام البيشمركه الى التخفيف من لهجة التحدي بقولهم ان الجيش والحشد الشعبي مرحب بهم في كل مكان ولكن بشرط التعاون والتنسيق مع حكومة الإقليم..
اي ان هناك نفسا عراقيا حيا يدافع عن كركوك وعن كل بقعه في العراق وهذا موجود عند كل العراقيين بالطبع. ..
ثم ان هناك مشكله اخرى وهي العرب السنه في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى .. فهل يضمن مسعود شرائه بعضا منهم مثل هؤلاء القابعون في منتجعات اربيل الذين صوروا لمسعود ان بيدهم الحل والعقد وماهم سوى امعات رفضها الشارع السني بالعموم..؟؟

العرب السنه لن يرتضوا اقتطاع كركوك واي مناطق استولى عليها مسعود بما يسميها زيفا بالمناطق المتنازع عليها والتي تقع في المحافظات المذكوره انفا..
وفي هذه الحال اذا فكر مسعود في الإنفصال عن العراق فإنه سيواجه العرب جميعا في رفضهم استيلائه على مناطق عراقيه, وحينها لن يحصد العراقيون سوى الدمار والالم لما سيحصل من مواجهات بين الطرفين.. وهنا لن يكون لكردستان اي فرصه لقيامها بعد ان يكون الصراع على تلك الاراضي قد اندلع بسبب ممارسات مسعود البرزاني..
واليوم انضم الكثير من العراقيين من التركمان والشبك والفيليه الى الحشد الشعبي وكذلك اليزيديون والأشوريون ايضا لهم اليوم قوه مسلحه وهؤلاء يرفضون بالطبع ممارسات مسعود الذي فقط شعبيته في العراق بشكل كبير..
الكره اليوم في ملعب الكرد في ان يتجنبوا مآسي جديده ليس لها طائل وان يستوعبوا الدروس من كرد تركيا الذين اختاروا العيش في ظل حكومتهم, علما ان كرد العراق حصلوا على مالم يحصل عليه اي كردي على وجه الأرض مثلا مقابل كرد تركيا وايران الذين لم تعترف بهم حكوماتهم الا مارحم ربي ومع ذلك فهم اليوم اما خائفون لايتمكنون من التحرك كاكراد ايران او جنحوا الى السلم كأكراد تركيا.. وياليت تصيب هذه العدوى كرد العراق..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب