بعد أكثر من عقدين من الزمن على وجه التغيير ، نحن نراوح في نفس المحيط ولم نخرج من البركة التي قيدت اقدامنا بازمات متعددة مشخصة وحلولها غائبة ، ولم تتبدل الآمال وتبلدت الى ما يتطلع اليه العراقيون في ايجاد نقطة تغاث فيه أحلامهم على ارض الواقع المؤلم الذي في متناول ايديهم الشيء الكثيرمنه ، ورغم الاحداث المتسارعة داخل البلد وخارجه والتي تحمل في طياتها الكثيرمن التبدلات على المستوى الاقليمي والدولي ، لم تحقق منها أو دونها اي أثر ينظر اليه العراقيون بجدية وأهمية في رفع مستواهم المعاشي والإقتصادي ومدخلا لبناء الرفاهية المنشودة . . .
إن بلدي العراق يواجه تحديات داخلية وإقليمية ودولية ،تشتت القرار المركزي في مواجهة ملفات الفساد الذي يعرقل الاعمار والتنمية ، العراق بلد النهرين ومحافظات لا يوجد فبها ماء ! سوء الادارة في اغلب دوائر الدولة ، قلة تقديم الخدمات للمواطن ، العامة .. كالكهرباء وحركة السيرفي الداخل وعلى الطرق الخارجية ، والخاصة .. في التعيين والعيش الكريم ، صعوبة مراجعة دوائر الدولة المترهله ، وبرلمان متقاعس لا يخفيه ضجيج شعارات فارغة يلوكها لسان النائب لإستفادته الشخصية أو لتياره أو لكتلته في دورة برلمانية ضعيفة المراقبة والتشريع ، ويبقى سؤال المواجهة هل يبقى العراقي في بلده هامشياً خائب المسعى ؟ ، ومتى يتغلب على ظروف فرضت عليه ويعيش اجواء مواطن مزدهر اقتصاديا وثراءا ماليا . .
في كل مراحل التاريخ والتغيير الذي يحدث في بلادنا نهيأ انفسنا كمواطنين للخروج من نفق التهميش وفتح نوافذه لتحقيق احلامنا المؤجلة فتبقى النوافذ موصدة بتاريخ وذاكرة مليئة بالاحداث والشواهد لصفحات معفرة بالالم وضيق الحياة ، وتدور مفاتيحها في حوارات المجالس والمقاهي وتغريدات لواعج نفسية تعكس انماط المرارة واليأس لدى الغالبية من عامة الناس الذي لم يعد يرى انعكاسا لاداء حكومي إداري وتشريعي يلبي تطلعاته التي لا ترقى الى مظلوميته التاريخية .
. . يمكن أن تبقى الامور حسب الظروف التي يدور في فلكها البلد لبقاء نفس التحديات ويجتر العراقيين بصمت كل الاخفاقات بما يمتاز عن غيره من الشعوب بعزة وكرامه ونبل انساني .