23 ديسمبر، 2024 7:52 م

اوباما بين اصدقاء جدد وحلفاء لا يثق بهم !

اوباما بين اصدقاء جدد وحلفاء لا يثق بهم !

بعد تولي اوباما زمام السلطة في البيت الابيض وهو مثقل بالازمات الدبلوماسية وتعهد من جانيه ان ينهي البعض منها حسب الاولويات ، ومن ابرزها سحب القوات الامريكية من العراق واقامة اتفاقية طويلة الامد تمهد للولايات المتحدة البقاء في العراق من خلال توثيق علاقاتها مع زعماء الكتل السياسية ذوي الاعراق والطوائف المختلفة بغية ان تكون هي من يمسك العصا من المنتصف في التعامل مع الازمات العراقية الشائكة . الا ان اوباما  بعد ان قرر سحب قواته ادار ظهره للعراق وتنكر لوعوده للساسة وتفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي والتعاون مع العراق لحماية ارضه وسماءه  ،  وجراء ذلك تحفزت القوى المناوىء للنظام السياسي  في العراق لافشال تجربته في مرأى ومسمع اوباما وهو يغض الطرف عما يحدث . اعتقد ان اوباما اراد ان يعطي اشارة واضحة للمالكي والساسة في العراق ان تخلي امريكا عنكم جاء بسبب ارتفاع الخطاب التحريضي والمعادي لامريكا وتفضيل الدور الايراني على الدور الامريكي في حل الازمات التي تعصف بالعراق وعدم اتفاق الساسة على ابسط القضايا حتى بالحد الادنى ، لذا نبه اوباما الساسة ان هناك قضايا اكثر حساسية ينبغي على امريكا متابعتها والتعامل معها وليس قضايا العراق التي بطبيعتها نفعية ومصلحية ونفوذ بين الساسة العراقيين . امام هذا الواقع شعر المالكي ان لا جدوى بقاء العلاقة مع امريكا بهذه الصورة لذا شد رحاله وتوجه الى اوباما ليعرض عليه ما يمر به ودور امريكا في تخليص العراق من الارهاب الذي اضحى نوعياً وفاعلاً لا سيما بعد تشكيل ( المحور السعودي – القطري – التركي ) وتنفيذ خطة اسقاط الحكومة الحالية وتنشيط الاجتجاجات وتقديم الدعم المالي لها . ان زيارة المالكي و لقاءه بالرئيس اوباما واقناعه بتفعيل الاتفاقية الامنية ، في حين  لن يرتضي اوباما الا بالاتفاقية الاستراتيجية باطرها الكاملة  وليس تجزئة فيها ، مما جعل الرئيس المالكي يوافق بالرغم من انتقاده من قبل السياسيين المناوئين له بعدم وفاء امريكا لوعودها . بعد هذا اللقاء أحست اطراف أقليمية عديدة بجدية المالكي بعرض ازمات حكومته للرئيس اوباما واستجابته المشروطة له  لا سيما تركيا وقطر اللتان ابدتا تغيير سياستهما في العراق ، اما السعودية فلا زالت تتمسك بالورقة الطائفية وعدم قدرتها في الوقت الحاضر التعامل مع الحكومة الحالية .  اعتقد ان اوباما لا يثق بالتحالف مع ساسة العراق وانما يريد ان يركز على ساسة ايران يأعتبارهم اصدقاء جدد  لاستلام ادوارهم المستقبلية في المنطقة ، نُذكر اوباما  ان العراق سيكون خطر في اضعافه والابتعاد عنه وليس في تقويته ودعمه .