23 ديسمبر، 2024 1:27 ص

اوباما السيد العبد

اوباما السيد العبد

يوم عجز  صدام حسين عن مواجهة الموقف الامريكي القاضي بتأديبه وتحجيمه لم تتفجر قريحته الا برسم صورة الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش على ارضية مدخل احد الفنادق العالمية في بغداد ، وقد استغل انقضاء فترة حكم بوش ليفعل ذلك ،  لكن ديمقراطية بيل كلينتون لم تمنعه من استهداف هذا المدخل بصاروخ دقيق وغرفة نوم الفنانة ( المسكينة التي أُجبرت على رسمه ) بصاروخ اكثر دقة دخل الى غرفة نومها بدقة متناهية لا كمثل الدقة الامريكية التي اسقطت الاسلحة والاغذية الى داعش العدو بدل القوات العراقية الحليفة التي نالها بعض من الصواريخ الامريكية !!،  هذه واقعة حقيقية تثبت ان الامريكان ، جمهوريون  وديمقراطيون، لايختلفون كثيرا عن العرب في نظريتهم بأخذ الثأر ، مع الفارق طبعا ، لان العربي حريص جدا على اخذ الثأر من ابناء جلدته ويمكن ان ينسى ثارات اخرى !!
ورغم الاختلاف الواضح والتاريخي المعروف بين الحزبين ، فالحزب الجمهوري يميل لاستخدام العنف والمواجهة المباشرة في تحقيق مصالح امريكا في حين يتجنب الحزب الديمقراطي ذلك ويلجأ لاسلوب الانقلاب واستخدام الادوات في حروب النيابة حفاظا على الوجه الديمقراطي لامريكا دون النيل بمصالحها . فان ما فعله بيل كيلنتون كان بسبب بشرته البيضاء التي تتوافق مع وجه امريكا الابيض التي حاربت الهنود الحمر في بدايتها واحتقرت الافارقة السود حتى عهد قريب ،
بالتأكيد هذا لم يكن متاحا لاوباما ذو الخلفية الافريقية والمسلمة ليحذو حذو كلينتون ، وهو يتعامل مع الشرق الاوسط بسياسة امريكية معروف للقاصي والداني مدى تحكم اللوبي الصهيوني والماسونية العالمية بالتأثير الثابت على سياساتها الثابته امام القضايا الجوهرية . وهذا الاوباما ( الاسود ) يشعر بالنقص ازاء لونه ، رغم ان ذلك اصبح تراثا يؤشر لهمجية البيض ازاء الملونين ، لكن يبدو ان عقدة اللون هذه لها اسبابها عند اوباما لان بعض الممارسات التي تحدث في هذا الزمن ، وان كانت فردية ، لكنها تؤكد ان المجتمع الامريكي وإن نجح ( قانونيا ) في تجاوزها فانها مازالت موجودة  ،  لذا هو لايريد ان يلحق اي اذى بامريكا البيضاء يتسبب بالعار لبني سحنته المختلفة ولايريد ان يكون متعاطفا مع خلفيته المسلمة على حساب خلفية مسيحية ويهودية تتحكم بمقدرات المال والسلاح والسياسة بعد ان ادرك عقم دعوته ( الشخصية ) في القاهرة بعد فترة وجيزة من توليه الولاية الاولى ، لذلك تجد السيد ، العبد ، اوباما مترددا في كل مواقفه ، فتارة هو يريد مقارعة الارهاب واخرى لايريد ان يرسل جندي واحد للمنطقة ، وتارة يريد اسقاط الاسد واخرى يخشى من البديل ، وتارة يريد عراق واحد واخرى يوافق وجهة نظر نائبه بايدن .
لكل هذا قرر الشعب الامريكي معاقبته بخسارة حزبه للاغلبية في مجلس الشيوخ مما يجعله عرضة لامرين لاثالث لهما ، اما التبعية لسياسة ونهج الجمهوريين او العزل ، وفي كلا الحالين هو يخسر سياسته التي سلكها او يخسر اول كرسي اسود في البيت الابيض .