وفقا للقانون العسكري العراقي ولمن يقع تحت طائلته إداريا وتنفيذيا فان الجميع يتعرض للمسائلة حينما تكون سلطة وقوة الدولة تفرض نفسها على كل شبر من العراق بصفتها الاتحادية ما بين اقليم ومحافظة ولكن للاسف ما يحصل في العراق لا يشبه أبدا ما موجود في دول العالم وكأننا من كوكب دُرّي آخر له صفاته الخاصة به واساليبه ونظامه .
الضابط والجندي أو اي مقاتل يدافع عن تراب الوطن له كرامته وكيانه المحفوظ في حدوده الممنوحة له وفقا للقوانين المعمول بها ولا يمكن بحال من الاحوال التجاوز عليه واهانة كرامته دون سبب وهذا ما حصل في احدى سيطرات اقليم كردستان على الطرق القادمة من مخمور في اطراف محافظة الموصل والكل يعرف ماذا تعني الموصل وما يجري فيها من معارك شرسة مع اعتى تنظيم ارهابي على وجه الارض حيث حط الرحال ببعض ضباط وجنود الجيش العراقي وهم عائدون من جبهات القتال في احدى سيطرات اقليم كردستان ما عرّضهم الى السب والشتم والاهانة وتمريغ انوفهم بالتراب ومن ثم وصل الامر الى قيام اعضاء السيطرة بالتعذيب الجسدي لبعضهم ورمي الرصاص الحي فوق رؤوس وتحت اقدام الضباط الذين معهم وقد عرضت العديد من وسائل الاعلام صورا مختلفة عن آثار التعذيب التي مورست بحق الجنود اضافة وضع بساطيلهم على رأس الجنود من اجل الامعان في اذلال الجندي العراقي وكأن الأسايش يحاولون الانتقام من صدام وعجرفته باهانة الجندي العراقي الذي يدافع اليوم ويعطي الدماء والانفس من اجل العراق لردع خفافيش الظلام الدواعش التي لا تفرق بين عربي او كردي او بين مسلم ومسيحي وقد رأينا افعالهم وجرائمهم كيف انها شملت الجميع من ابناء العراق وعلى جميع مناطقه .
التساؤل هنا الذي يطرح نفسه امام المسؤولين الاكراد في الاقليم هل انهم يقبلون تلك الافعال من عناصر سيطراتهم في حين ان جميع القوى العسكرية تقع تحت مسؤولية وزارة الدفاع ،
انا اعتقد ان بعض المسؤولين منهم يقبلوا بذلك وقد رأيت وسمعت حديث مسؤول وحدات الاسايش التابعة للاتحاد الوطني في مخمور على قناة هنا بغداد وهو يقول إن مخالفة السيطرات توجب التعامل معهم هكذا واعتقالهم واتهمهم انهم يحملون السلاح في حين انه امر طبيعي ان يحملوا السلاح ففيهم الضباط الذين يحملون اسلحتهم اينما ذهبوا اضافة الى انهم عائدون من معركة وهم جنود فأين هو الخطأ اذن ،، لذلك يمكن القول انه تصرف خارج نطاق سيطرة القيادة الكردستانية وعليها معالجته لأن الصدام بين الجيش والاسايش سيصب في مصلحة الدواعش القتلة ودواعش السياسة ، كما اننا نقف مبهورين أمام تصريح السيد حاكم الزاملي رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية الذي كان رده على تلك الحادثة باهتا جدا ولا يرقى الى مهام عمله البرلماني على وجه التحديد فليس من المنطق ان يهان الجيش العراقي او المقاتل العراقي بشكل عام ويتم السكوت عليه كائنا من يكون هذا المقاتل عربي او كردي او مسيحي او ايزيدي او تركماني او من باقي اطياف الشعب العراقي فلا بد من موقف يتخذه وزير الدفاع لتوجيه الاوامر الى كل السيطرات التابعة لوزارته الالتزام بالروح الوطنية وعدم التجاوز ومحاسبة كل افراد السيطرات التي تتجاوز على المواطنين بشكل عام والمقاتلين بشكل خاص ولابد من معاقبة افراد هذه السيطرة التي تجاوزت على ابناء الجيش والابتعاد عن المجاملات الحزبية والشخصية لحكومة الاقليم بل من الواجب على قيادة وحكومة اقليم كردستان ان تبادر لمعاقبة هؤلاء ورد الاعتبار للضباط والجنود الذين تعرضوا للاهانة .