23 ديسمبر، 2024 11:25 ص

ان مسير الاربعين أعظم تظاهرة في تاريخ الانسان الواعي الحر

ان مسير الاربعين أعظم تظاهرة في تاريخ الانسان الواعي الحر

ملحمة استمرت قرون وتوبة وندم وأسى وشعائر توارثتها الاجيال وتحدي وصمود وإقدام وعزيمة وتضحية واصرار
ودماء وارواح أزهقت وقتل وتشريد وتطريد وعزة وكرامة وجهاد وولاء ،هذه هي زيارة الاربعين زيارة العزاء وزيارة الاستدراك والبيعة الدائمة .
لكن مع كل هذه الملايين الزائرة من عشاق الحسين وملايين الارجل الزاحفة هل تركت لوعة الحاضر ومخاطره وراء ظهورها وخلفت أحزانها وتعزت بعزاء الحوراء عليها السلام حقا وصدقا ؟؟ .هل كل ثكلى وجدت بعلي الاكبر حزنها ولوعتها فتعالت على جراحها؟ . وهل كانت المرأة صادقة ومخلصة ومنتفضة من اعماق ذاتها فالتحقت بمسيرة الاربعين مواسية لزينب الحوراء عليها السلام حقا وحقيقة؟.
وهل كان الر جل صادقاً وغيوراً تستنهضه مشاعر الكرامة والإنسانية والولاء ووجد بأبي الفضل العباس عليه السلام المثل الأعلى؟ … ان شعائر الاربعين ومسيرة الخلود هي تظاهرة الإنسان الواعي الذي تنطلق من دافع الحب المجرد عن كل غاية سوى غاية الولاء ..الولاء يستبطن العزة والكرامة والعبودية الحقيقية لله تعالى .فكانت مسيرة الاربعين أعظم تظاهرة في تاريخ الانسان الواعي الحر المندفع الى تحقيق أهدافه الكبرى بأسلوب وهيئة لم تشهدها سوى قضية الامام الحسين عليه السلام . مسيرة الاربعين الوجه الذي يلحظ منه عمق الانتماء بين الحاضر والماضي وعمق الإخاء بين الانسان والإنسان وعمق الصلة بين أولياء الله تعالى وبين الموالين .
هذه المسيرة هي قدر العراق والحب والولاء وعمق الانتماء للحسين وهي الدعوة المباركة التي يجب ان يحملها اهل العراق هذا الشعب شعب الانبياء والاوصياء الذي سوف يحمل لواء العدل والعلم والحرية ، والذي سوف يثبت للتاريخ وللحاضر ان ثورته العظيمة ستنفجر من واقع الألم الكبير وسيتحد أبناؤه من واقع الفرقة التي افتعلها الاعداء المغرضون.
ومسيرة الاربعين يجب ان تكون أكبر من شعيرة تقليدية فهي الوقود الذي يحرك في هذه الأمة عناصر الوحدة الصادقة وتُأصل بين أبناء الدين الواحد مشاعر الحب والانتماء .
ولنتخذ من الحسين عليه السلام رمزا لوحدتنا وأملنا واستقلالنا وتحررنا من قوى البغي …
ومن أجل إعادة الأمة إلى الفهم الحسيني المبارك الذي ابتعد عنه الكثيرين والسير على نهجه النير، ومعرفة ما هي الأسباب الرئيسة التي من خلالها ثار الإمام الحسين عليه السلام، وأعلن ثورته الإلهية المقدسة، والتي ضحى بالغالي والنفيس من أجلها، وبذلك حقق المنهج الرسالي السماوي المحمدي الأصيل الذي بينه في خطابه الأول الذي أعلن به صراحة للقوم ما هو سبب ثورته المباركة؟ وما هي مبادئها التي لابد لكل من يدعي الانتساب للإمام الحسين عليه السلام أن يسير عليها؟ … هذه المحطات المهمة في الثورة الحسينية المباركة لابد أن يعيها الذاهبون إلى كربلاء سواء سيرا على الأقدام أو غيرهم لكي يستلهموا منها الروح الحقيقية للثورة، وحتى لا تخرج الثورة عن الغاية التي من أجلها كانت تلك الملحمة الحسينية الخالدة، هذه المحطات في المسيرة الكربلائية نبه لها سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في بيان رقم – 69 – (( محطات في مسير كربلاء )) والذي نص فيه سماحته بقوله :
((…وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الأمين ((عليهما الصلاة والسلام )). إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار…))