23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

ان لم تكن أمريكيا ً فأنت إيراني !

ان لم تكن أمريكيا ً فأنت إيراني !

لم يعد بالإمكان القبول بالمعادلات الصفرية ضمن منظومة العراق الجديد، عراق ما بعد داعش والمتشبثين، لان لغة إلاقصاء لم تؤتي أكلها سابقاً، ولن تؤتيه، العراق الذي يبنى على القبول بحكومة وطنية لا حكومة محاصصة، بمعارضة وطنية لا معارضة طائفية او قومية، سيكون هو الحل .
محاولة إثبات ان الحكومة المقبلة اذا تواجد بها ( فلان ) فهذا يعني انها تمثل الرؤية الإيرانية في العراق، وإذا تم ابعاد ( فلان ) فهذا يعني ان النظرية السعو**_**امريكية تم تطبيقها، إنما تعكس سطحية كبيرة في قراءة المشهد السياسي العراقي، وتغض طرفها عن التحولات المجتمعية والسياسية الكبير والعميقة ضمن منظومة القيم والثقافة السياسية العراقية، سواء للمجتمع او النخب السياسية، لم يعد مقبولاً قبول معادلة ( ان لم تكن مع ايران فأنت مع أمريكا، او ان لم تكن مع أمريكا وبعض العرب فأنت مع ايران ) !
الموضوع أعمق واكبر من معادات او تبعية، العراق ينضج سواء على مستوى النخب السياسة التي انتقلت من التيارات التي ترتبط بمكون، الى تيارات وقوائم وطنية عابرة، عبرت من حيث الأفراد والمكونات، وكذلك عبرت من حيث الأفكار والمناهج والفلسفات، اذ يعتبر تطور عميق ومهم في العقلية السياسي من الناحية الإدراكية لظروف المرحلة وإرهاصاتها الخطيرة، بعد التراكمات العميقة التي نطمح بعبورها .
اما على مستوى الجمهور فان الانتخابات الأخيرة، هي اول انتخابات يخوضها بمفهوم الحق لا التكليف، بعدما أخلت المرجعية مساحتها بصريح العبارة، لنقرأ السلوك السياسي للمواطن العراقي كسلوك سياسي ابتعد عن الجنبة العقائدية ( بمعنى المعيار الطائفي ) في اختيار الممثلين، ليبحث عن السياسي الذي يمثله سياسياً في تطلعاته لبناء الدولة وسيادة القانون والتعايش المجتمعي، وبهذا فهو وان لم يتخلى عن عقيدته ولكنه لم يعد بعقلية الخائف او المخوف من المختلف عقائدياً، لتكون خياراته اكثر تحرراً وراديكالية تجاه الخيارات التقليدية التي اعتمدها في التجارب الانتخابية السابقة .