23 ديسمبر، 2024 8:56 ص

ان غدا لناظره قريب في العراق؟

ان غدا لناظره قريب في العراق؟

سياسيا، الواقع تغير و غيّر معه الوضع الاجتماعي بشكل ملحوظ، و اصبح العراق اقتصاديا في وضع مقلق غير مستقر بعد الانتفاضة التي لم تستجب لها السلطة بشكل يلائم ما تتطلبه التغييرات سواء نتيجة القوانين والقرارات التي اتخذت خوفا خلال مدة قصيرة جدا او محاولات ترضية المنتفضين بالوعود و تسجيل ما يمكن ان نعتبره موقفا متخبطا و فوضويا من كافة الجوابن خلال هذه الاشهر. من المعلوم ان كل ما يحدث هو الحفاظ على المصالح و التحايل على المنتفضين، و كل حسب موقعه و نظرته لهذا البلد الذي لم يُبن على اسس صحيحة منذ انبثاقه كما هو المعلوم. برزت تساؤلات بعد التكتيكات الكثيرة التي استخدمتها الاحزاب الاسلامية منذ بداية الانتفاضة مما جعل البرلمان حائرا و اصبح العوبة بين ايدي الاطراف بالرغم من ان الاحزاب هي التي تفرض نفسها على البرلمان نتيجة قانون الانتخابات السابق و دور كل حزب في العملية السياسية التي اهلكت الناس خلال هذين العقدين تقريبا.
الاجدر للقول في اليوم هو ما يتوقعه اي متابع يعتمد على خبرته و حنكته و تجربته و الذي يتوقف في التفكير في نقطة واحدة مشتركة واحدة لدى الجميع و هي تقدير و استدلال مستقبل العراق و تركيبته السياسية و دور مكوناته و تاثير التدخلات الخارجية في كيفية امكانية الوصول الى ضفة الامان مع كل التضحيات التي قدمتها الشباب خلال هذه الاشهر، و هم برهنوا على ما لم يتوقعه السياسيين من خلال ما اظهروه مع ما يتوائم مع العصر و الحداثة في كافة جوانب الحياة و طبقوه من خلال هذه التظاهرات و بسلوكهم و تعبيراتهم و شعاراتهم بكافة مستوياتهم و اعمارهم.
لابد ان نقول يقينا، ان الغد لن يكون كالامس سياسيا كان ام اجتماعيا و العلاقة الجدلية مترابطة بينهما و ما يحدثانه في الجانب الاقتصادي سوف صع العراق في مك التغيير المنتظر. لن يكون هناك حزب ديني سياسي بشكل مطلق كما هو عليه الان، لن يكون هناك حزب عرقي متشدد، لن يكون هناك حزب مذهبي متوافق مع الشريحة الخاصة به والتي تحمل المذهبية فكرا و عقيدة كما كان، على الرغم من الدور الكبير للتوجهات و الاعتقادات و الاختلافات الظاهرة بينهم جميعا و تاثيراتها على الحياة العامة طوال هذا التاريخ العريق.
النتيجة البديهية لما يمكن ان يحصل عليها المنتفضون قبل اي شيء و التي تعتبر هي الخطوة الاولى التي برزت اخيرا هي ما اجبرت الاحزاب على الحذر و الاستسلام في اول الامر لما هو المطلوب من الشارع و من ثم محاولة كسب الوقت كي يخرجوا البساط ان امكن من تحت ارجلهم بمناورات و تكتيكات يومية و محاولات عسكرية مخابراتية لفض التظاهرات بشكل دائم كي يطمئنوا من سلامة الطريق للعودة الى ما كانوا عليه، الا ان استمرارية الانتفاضة و اصرار الشباب اخسرهم رهانهم على الوقت ايضا.
اليوم السلطة امام الخروقات القانونية و الدستور من جهة و ضغوطات استمرار الانتفاضة من جهة اخرى. اي ان النتيجة لم تعد بامكان ان نتصور بان تكون لصالح الحرس القديم و من بقائه في التسلط على الشعب العراقي خلال هذه المدة و بعهدها، الا ان الدقة و استمرار الشباب على مسيرتهم بالنفس ذاتها و القوة و الاصرار ذاته سيؤدي الى الخروج من الامر بنجاح و تتحقق الاهداف بنسبة كبيرة جدا. فالغد لن يكون كالامس من كافة الجوانب بعد مرور هذه الاشهر و استمرار الحال بهذا الشكل و باصرار الشباب على تحقيق اهدفاهم كما بدءوا من اليوم الاول، و هذا م يدع ان يسجل التاريخ لهم و سوف تتغير العملية السياسية رغما عن المحاولات اليائسة من وضع العصي في العجلات السائرة و لم تبق ولو نسبة قليلة من الحالة الشائبة بعد مدة ان بقت الارادة على حالها كما يراها الجميع اليوم و لمدة قليلة اخرى.