الفتنة اشد من القتل.. فكيف اذا رافقها القتل؛ بل المذابح والتدمير وقصف وحرق دور العبادة وحرق كتب الله، والتشريد والتهجير..؟! الفتنة عمياء وموقضها مجرم اعمى.. وعندما تضرب الفتنة تخبط خبط عشواء.. وبعدها لابد ان تعود على صاحبها تخبطه وتدمره!! فالمكر السيء يحيق بصاحبه؛ وعندها لات ساعة مندم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..
اصبح كل صوت شريف اومدافع عن العراق المدمر بشرا وارضا وسماء ..ضرعا وزرعا وقيما وتراثا ومقدسات..اصبح كل من يدافع عن العراق حتى لو بلسانه اوقلبه ،متهما مطاردا
تنتهك داره واملاكه الخاصة وكل حقوقه المدنية ، ويطارد اويسجن ويطارد اهله واقاربه يقتلون او يسجنون او يشردون.. وتلصق به وبهم التهم والجرائم زورا وبهتانا وجزافا ..والامثلة كثيرة ، قبلها أسعد الهاشمي ،ثم كان الدايني وعدنان الدليمي ، والجنابي ،ثم ليث الدليمي .. اليس مفارقة استهداف هذه المجموعة التي اختلفت توجهاتها واتنماءاتها الفكرية لكنها اجتمعت على المذهب ….اليس غريبا ان جميع من ينشط داخل البيت الذي اسسه احمد الجلبي وهم متورطون بجرائم حقيقية ترقى الى الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية خلال سنوات الفتنة 2005-2007 اليس غريبا لم يلاحق احدهم قضائيا ؟! …والسبب معروف …الحصانة الايرانية
وامتدت يد الغدر حتى على الشعراء مثل المرحوم رحيم المالكي بسبب قصيدته التي انتقد فيها الحكومة باسلوبه الساخر..وقبله مفكرين وساسة وكادحين احرار غيورين على هذا الوطن الجميل الجريح النازف المحتل المنهوب؛ المبارك.. وبعدهم كثيرون ..ولكثرتهم يصعب عدهم ! والسيد طارق الهاشمي ليس آخرهم وان كانت قصته اغرب من قصص الخيال العلمي !! وغرابة اخراج القصة اوالرواية وتوقيتها اغرب بكثيرمن المسرحية نفسها !والاسباب كثيرة منها : ــ
1_ تهمة الارهاب والقتل والتفجيرات تعني ان نائب رئيس جمهورية العراق الذي من اولويات مسؤولياته الجسيمة ،الحفاظ علي امن العراق شعبا وحكومة .. ، يعمل على تدمير امنه ..اي تدمير وظيفته وتدميرنجاحه ، وبمعنى آخر تدمير نفسه ! وحاشا ان يكون لهذا الضابط الـلامع ذو التـأريـخ المهني والعائلي المعروف ..ان تكون لديه ميولا (انتحارية !!)..
2ــ ..يتكلم صناع التهم وخبراء فبركاتها عن اكتشافها وعلمهم بها منذ سنوات سابقة لأعلانهم عنها …!! ، فلماذها كتموها وسكتوا عنها كل هذه الفترة ( وهي كما يقولون جرائم،بل جرائم خطيرة وكثيرة ! ) ،هل صمتوا واخفوها لدواعي المحبة والمودة والأنسانية؟!! ام من باب الشهامة ! وهي كما يقولون جرائم ضد الأنسانية وازهاق ارواح الشعب ، ام ان التأليف والسيناريو والأخراج والتوقيت جاء من خلف الكواليس ، ممن عندهم الأمروالنهي ،و لهم السمع والطاعة (جيران السرور)كما تقول جداتنا !!
3ــ طريقة واسلوب الأتهام وتوقيته وفبركته ..وطابعه ونكهته..سياسية،طائفية اعلامية..لخلط الأوراق ..والتغطية على مشاكل الحكومة واخفاقاتها القديمة والجديدة المستمرة..كما انها طريقة بعيدة حتى عن حرفية القضاء واحترامه وأبسط قوانينه وآلياته ..بحيث اصبح القضاءمأمورا تابعا فاقدا لأستقلاليته وعدله ، وفاقد الشيء لايعطيه ..
4 ــ تم التعامل مع رئاسة الجمهورية وكأنها مكتب او قسم تابع لأحدى المديريات البسيطة الخاضعة ..تتلقى تعليماتها من المدير وتنفذ قبل ان تناقش ..!!
5 ــ الفضيحة المجلجلة الأخرى (ومااكثرها فضائح دولة الفافون) ، انها استعمال كل وسائل التعذيب القديمة والحديثة والمبتكرة ، التي تكره الضحية على اتهام غيره وحتى نفسه بكل التهم التي يمليها عليه جلاده .تخلصا من الكي بالنار والكهرباء وجحيم السياط والتعليق بالمراوح ، و…الأماكن الحساسة ..(وفضيحة تعذيب ليث الدليمي بثتها كل وسائل الأعلام .).
6 ــ ذبح الدستور الذي يتشدق المالكي انه يحترمه ويعمل به ، لماذا تجاهل قضائه المسيس نص المادة 93 منه والتي منحت حصانة كافية لجميع المناصب السيادية نزولا الى منصب الوزير ؟! وحصرت التعامل بالتهم الموجهة لمن يشغل هذه المناصب بالمحكمة الاتحادية العليا وليس بالمحاكم الجنائية ؟ ولكن ماذا طبق المالكي من الدستور حتى يطبق هذه المادة ؟
ومـن ليـس لديـه مـقـدس ..لايـعرف الـقـدسـية لأي شـيء أو لأي احـد
ان العراق يناديكم يستصرخكم.. اسحقوا الفتنة واسحقوا من اوقضها ويوقضها ويريد بكم وبهذا الوطن الكريم المستباح شرا.. وانتِ يا وسائل واجهزة الاعلام – عراقية او عربية او عالمية.. ياأحرار وشرفاء العالم جميعا.. ايها المناضلون من اجل العدالة والحرية واستقلال الشعوب.. انشروا الحقيقة..خاطبوا وسائل الاعلام اوقضوها..العراق يذبح ،يهدم ،يسرق، يقتلوا ابناءه بكل الاسلحة.. كل يوم وساعة بل كل ثانية.. والآن بالفتنة.. وسائل الاعلام لاتفضح الحقائق واشرفها يذكر القليل القليل.. وان ذكره يذكره على استحياء وتردد وربما على وجل وخوف.. فتذكري الله يا ايتها المحطات الفضائية، ان الله عظيم سميع بصير عليم قادر جبار.. العراقيون بشر واصحاب حضارة.. اخوانكم في الدين والعروبة والانسانية.. اعطوا للحضارة وللانسانية. اطفال العراق ونسائه وارامله وشيوخه ومواطنيه الابرياء.. ما ذنبهم؟؟! مئات الآلاف ذبحوا ويذبحون كل حين ويوم.. اين الضمائر اين الذين يخشون الله ويتكلمون الحق وينشدون الحقيقة.. اين الامم المتحدة وقراراتها.. اين جامعة الدول العربية واين المؤتمر الاسلامي.. وطن مستباح وشعب يقتل ويشرد.. الله اكبر.. الله اكبر ..