ألمقولة أعلاه من ألأمثال ألتراثية ألمتداولة .أن ألنفس البشرية في طبيعتها تجنح الى ألفرح ؛فنلاحظ ألفلاح يغني بعفوية بمجرد أن يشاهد مجهوده في أرضه تحول ألى جنائن متنوعة من ألمحاصيل وألأزهار والمروج .أن للفرح جذور في تاريخنا ألأسلامي ؛عندما سمع صحابي صوت المزامير والدفوف تخرج من بيت ألنبي {ص}؛جاء متسائلا ؟! أمزامير ودفوف تضرب في بيت النبي{ص} ؛فأجابه ألنبي {فلتعلم ألأمم أن ديننا دين فرح{يقصد بألأمم من أهل الكتاب من اليهود والنصارى } وهناك أحاديث وأمثال يتداولها الناس مثل { روحوا قلوبكم ساعة بساعة فأن القلوب أذا كلت عميت }.أن الفرح عادة يكون عاملا فاعلا أذا كان مبنيا على حب الناس ألأخرين بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو قوميتهم أو جنسهم.أن ألألفة والمحبة بين الناس تؤدي الى أستقرار ألمجتمع ورفاهيته.
هذه المقدمة هدفها توضيح بعض جوانب الغلو الديني والسياسي في عالمنا العربي وألأسلامي التي تدفع ألأنسان ألى تفخيخ نفسه وقتل أناس أخرين لايعرفهم ولايعرفونه ؛أو تكفيرهم لمجرد ألأختلاف في ألمذهب أو ألطائفة أو الفكر ألسياسي.
نسمع ونرى مايحدث من حوادث مأساوية في مجتمعاتنا .أن ألتربية العائلية هي أحد ألأسباب ألتي أدت ألى ألتخلف والتحجر الذي وصلنا أليه ؛وألتي تعتمد على حرمان ألمرأة من حقها في التعليم وتجريدها من حقوقها المشروعة وكذلك تربية ألطفل التي تعتمد على العنف وألأرهاب الجسدي وألعقلي.
أن المدرسة لها دور أساسي فيما وصلت أليه شخصية ألأطفال المضطربة ؛بينما كان من المفترض أن تلعب دورا رئيسيا في بناء شخصية الطفل وجعله عنصرا بناءا في المجتمع يحب الجميع بغض النظر عن معتقداتهم ؛وكما يقال { ألعلم في الصغر كالنقش في الحجر}.
أن تأثير ألعامل {الديني /ألسياسي}على شخصية الفرد كان له دور مدمر؛ والتي تعمل على بث روح الفرقة والتحريض بين أبناء الشعب الواحد ؛وتناست دورها في بث روح الحب والوئام والسلام بين الناس؛حيث تم أختطاف سماحة الدين من قبل مجموعة من الجهلة!!.
وأليكم بعض ألفتاوي الدينية وألقرارت ألسياسية ألمتداولة وألمطبقة في العديد من الدول ألعربية وألأسلامية:لقد كثر ألأستعانة بحالات ألأجتهاد أو أستصدار ألفتاوي بأسم الدين في عصر ألأنحطاط ألعربي الأسلامي خلال العصور الوسطى ؛وأليوم ألتاريخ يعيد نفسه .لقد أصبح عالمنا العربي عبارة عن سوق هرج بمثل هؤلاء الشيوخ المتخصصين في فتاوي الجنس وألمرأة لاغير ؛كأن ألمجتمعات تحولت الى جنس أنثوي علينا محاصرته ؛والجنس هو الهاجس الوحيد الذي يشغل عقولهم ؛لأنهم لايجرأون على توجيه ألأنتقاد وأصدار الفتاوي بحق رؤوس الفساد من القادة والزعماء والشيوخ وألأمراء في ألدول ألعربية {ألكاتب تميم منصور}.
نشر الداعية ألأسلامي ألمصري خالد عبد الله على صفحته في التوتير مؤكدا أستعداده لعقد قرآنه على أمرأتين سوريتين ؛وذلك بهدف نصر ألثورة ألسورية!!.
يفتي ألشيخ علي ألربيعي ؛ بأن خلع ألمرأة لملابسها أثناء ممارسة ألعلاقات ألجنسية مع زوجها يبطل عقد زواجها ؛وهذا هو عنصر ألأنحطاط ألحقيقي!!؛ويرى هذ الشيخ أن زيارة ألأهرامات في مصر حرام وتعتبر شركية وتشّبه ألمرتدين في ألأسلام ؛وفتوى بقيام ألمرأة بأرضاع مديرها ثلاث مرات في اليوم بحضور زوجها لكي تصبح آمه في ألرضاعة!!؛كما أفتي أن أكبر ألكبائر نزول ألمرأة ألى البحر حتى لوكانت محجبة لأن البحر ذكر!!.أما الشيخ عبد الباري ألزمزمي رئيس الجمعية ألمغربية للدراسات ؛قد أفتى بأن الدين ألأسلامي يبيح ممارسة ألجنس مع الجثث شريطة عقد قران بين الطرفين قبل ألموت !َ!ولكنه لم يحرم تقبيل أيادي سلطانهم محمد السادس ؛وتقبيل جنرالاته أيادي ولي عهد الملك ألبالغ من العمر 12عاما!!.ألشيخ عبد المحسن ألعبيكان ؛حرم على ألمرأة ألأنترنت ألا مع محرم!!.
أما فتاوي غلاة ألسلفية والوهابية وبعض المعممين من الشيعة التي تحث على التفرقة والتكفير فحدث ولا حرج ؛فطبقا لماذكره د. كمال الهلباوي ؛في مقالته في القدس العربي ؛انه ألتقى في ندوة أسلامية في القاهرة مع شاب مصري تدين حديثا ؛على أيدي ألسلفين بعد التغير في مصر؛قال له{أن ألشيعة ليس لهم دين !َ!} وعندما سأله عن اليهود وألنصاري قال نعم أن لهم دين؟!!.في كتاب أصدره أحد غلاة الشيعة أن من لايؤمن بولاية ألأمام علي ؛ يدخل ألنار وأن صام وصلى وحج وأدى الزكاة طوال حياته ؟!!.أما ألساسة ألعرب فشعاراتهم {من لايكون معنا فهو ضدنا } والموت والعار لأعداء الثورة ؛ورأينا كيف تحول حلفاء ألأمس أعداء اليوم يسحلون بعضهم ألبعض ألأخر في الشوارع أو يعلقون على أعواد ألمشانق!!.تصوروا أن بعض المشايخ يصفون طرق تعذيب عباد الله في النار بأنها تزيد على أكثر من خمسين طريقة ؛وكأنهم يصفون طرق التعذيب في قصر النهاية أو في سجون ناظم كزار ؛ماهذه السادية!!؛بينما جاء في القرآن ألكريم بأن ألجنة {عرضها السموات وألأرض}وأن رحمة ألله وسعت كل شيئ؛ وانه جل وعلا كتب على نفسه الرحمة وهوغفور رحيم؛والنبي{ص} يوصي أصحابة في دعوة الناس الى دين التوحيد{ بشروا ولاتنفروا ويسروا ولاتعسروا}.
كيف يستطيع ألأنسان أن يفكر أويعيش في هذا الوسط المشبع بالجهل والتجهيل والتكفير وأباحة سفك ألدماء البريئة ؛ويصبح أنسان سوي يساهم في دفع عجلة ألحياة ألى ألأمام ويلتحق بركب العالم ألمتحضر؛أخبروني يرحمكم ألله؟!!
ألطفولة في معظم ألدول العربية وألأسلامية مغتصبة من قبل ألأباء والكبار ؛فهو مضطهد في البيت وألمدرسة وألشارع ومحاسب على حركاته وسكناته .قارنوا بين ألأطفال في بقاع ألعالم ألأخرى وطريقة تربيتهم ومعاملتهم والحقوق ألمتوفرة لهم بألأستمتاع بطفولتهم ألبريئة وبين أطفال يفخخونهم ويرغمونهم على الدخول في ساحات ألمعارك ويطلقون عليهم طيور الجنة!!. في كثير من الدول العربية لايعرف ألأطفال السينما لأنها ممنوعة عليهم لأنها تفسد أخلاقهم .يصرفون ألمليارات على الأسلحة؛ وتخلوا مدننا من مسارح ألأطفال وألمنتزهات وألملاعب الرياضية ؛ونتوقع منهم أن يبدعوا كما يبدع أقرانهم في الدولة ألمتحضرة.في بعض الدول ألعربية ؛ تستمر ألأحزان وألبكاء والعويل شهورا للتأسي بالرموز ألأسلامية ألتي كرمها الله بجنة عرضها ألسموات وألأرض.
ماذا نتوقع من أطفال يعيشون في أجواء القتل وألحزن سوى أن يكونوا في شبابهم وقودا للحروب والفرقة والتشرذم ؛كما نراه هذه ألأيام من قتل وحشي وبربري بين أبناء البلد الواحد .
أشيعوا البهجة والفرحة وحسنوا التعليم ؛وأعيدوا رجال الدين والسياسة ألى جحورهم وغرفهم ألمظلمة ؛ لنتخلص منهم ومن أفكارهم ألظلامية فهم لايختلفون في قدراتهم التدميرية عن ألقنابل ألذرية والجرثومية وألأمراض الوبائية ؛وسترون كيف تتقدم الشعوب ألعربية وألأسلامية وتلتحق بالعالم المتحضر ؛ستسعدون عندما تنطلق ألحناجر وهي تغني وترقص للحياة كما ترقص ألطيور وهي تنتقل من زهرة الى آخرى ومن شجرة الى أخرى.
أن الظلم وألأرهاب والحروب أثرت على نفوس و مشاعر ألعراقين ؛وتركت بصماتها على شعرهم وأغانيهم .مع أحترامي وتقديري للمطربين قحطان العطار وسعدون جابر ؛أنقل لكم مقاطع من أغانيهم في سبعينات القرن الماضي ؛فالأول يقول في مطلع أغنيته {يكولون غني بفرح وآنه الهموم غناي ؛بهيمة زرعوني وامشوا وعزو علي ألماي}والثاني يقول { أتلولحي أتمرجحي أحنا خلانه وكتنه تراب مابين الرحي؛ شما يطول الجرح بينه يطيب بس ما ينمحي } ؛تأمل حالة اليأس والأحباط في ألأغنية ألأولى ؛وعمق الجروح التي أثرت في وجدان ألأنسان بحيث أصبح يرفض ألغفران والصفح عن أخطاء ألآخرين لجسامتها!!
بينما تلاحظ عكس ذلك في غناء المرحومين عبد ألوهاب وعبد الحليم؛فالأول يقول في مطلعة أغنيته{ أنسى الدنيا وريح بالك أوعى تفكر بلي جارالك}والثاني يقول {عيش أيامك عيش لياليك خلي شبابك يفرح بيك؛ ضحك ولعب وجد وحب} .
يجب أن نغير ثقافتنا ألسائدة ألتي تعتمد على أليأس والحرمان ؛ألى ثقافة الحب والفرح والتفاؤل؛وكما يقال تفاؤلوا بالخير تجدوه.