23 ديسمبر، 2024 3:35 م

ان الله يحب ان تصلوا صفا بدل التقاتل متناحرين

ان الله يحب ان تصلوا صفا بدل التقاتل متناحرين

التفاتة رئيس الوزراء.. نوري المالكي، الى محافظة الانبار، بزيارة ذللت كل الصعاب العالقة، وإن جاءت متأخرة، لكن خير من الا تجيء.
فهي تنطوي على تطبيع لحالات أخرى مماثلة، في محافظات نظيرة، ما يعني توزيع العناية، على الجميع، من دون حساسيات اثنية.. شيعة وسنة وكرد وتركمان، يستغلها نهازو الفرص، ويشتغل عليها صيادو المياه العكرة، الذين تقول عنهم الامثال الشعبية، في السينما “يريدون جنائز يشبعوا فيها لطما”.
ولن تعطِ الحكومة؛ إذا ارادت ادارة البلد بوعي، فرصة يستغلها المندسون في العملية السياسية؛ قاصدين تخريبها من الداخل، بموجب توجيهات مسبقة، تلقوها من بقايا الارهاب العالمي والبعثية وداعش والقاعدة والاخوان، وكيانات نشأت من أخطاء الدولة، التي تسببت باضرار هوجاء لقادة الجيش المؤمنين بمهنيتهم، ليس ولاء للطاغية المقبور صدام حسين الذي جيرهم لدكتاتوريته كرها؛ فلم تحسن الحكومة التعاطي معهم؛ واهدتهم للطرف الاخر بلا ثمن، جراء تخبطات حكومية غير مدروسة.. من دون تأمل في الواقع ومؤدياته المستقبلية، ولا تفهم لأبعاد كل خطوة تقدم عليها.
يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه.
والان زيارة المالكي للرمادي، ستسهم بتهدئة الامور وهو يامر بتسويتها، علنا نتدارك ما تبقى، فننتشل الحطام، من ان تذروه الريح رمادا.
أن رجلا بمنصب رئيس وزراء يجب ان يتجرد من انتمائه الشخصي والفئوي، اندغاما بالدولة، ما دام على رأس المسؤولية، التي تحتم ان يفني ذاته بالمجموع.
حتى لو اقتضى الامر ان يصلي الشيعي كاتفا يديه من دون تربة، وان يسبل السني يديه الاثنتين، وجبينه يركع على تربة، فالرئيس يتجرد من فئويته انخراطا بمن هم ضمن رئاسته.
وتلك بديهة فلسفية، تقضي، بان ينحت كل واحد، بذاته، موضع التصاق بالاخر، ليتكامل البشر مع بعضهم، والرؤساء اولى بذلك من سواهم، فهم في مقدمة الممتثلين للفلسفة الاجتماعية، التي تسهم في ترصين بناء مجتمع قويم.
اوعز دولته بمكاسب جديدة للعشائر والصحوات، وصحح الخطأ الذي ارتكبته الحكومة بالتخلي عن الصحوات، بعد ان ورطتهم، بمواجهة ابناء جلدتهم، ثم تركتهم لهم مكشوفين، مثلما تخلت عني شخصيا، بعد اعدامي صداما وجردتني من الحماية والتقاعد، مقصيا خارج المنطقة الخضراء، التي آوت رجالا غير مطلوبين ولا مهددين مثلي.
صحح المالكي خطأ الحكومة بحق الصحوات، ونتمنى ان يعيد النظر باخطاء أخرى، تحيق بالعراق نسفا للبنات التأسيسية.
كما نحيي فيه روح التعامل باسلوب حضاري اعتمادا على التوعية الوطنية، بعد مداهمة مستحقة، للعاصين، بقوة عسكرية ضارية.
مثبتا ان العراق قوي يحنو عل ابنائه المسالمين، ويقيل عثراتهم تسامحا اذا غرر بهم، ويحرص على اعادتهم للصف الوطني بدل العقاب.
عين ابناء الصحوات في الجيش والشرطة، وامر باعادة اعمار مدن محافظة الانبار كافة، وبهذا حقق فحوى الآية القرآنية الكريمة، التي يقول معناها ان الله يحب ان تصلوا صفا، والا تتقاتلوا في ما بينكم متناحرين، فتهنوا وتذهب ريحكم ويشمت بكم العدو.