بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا ﴾
صَدَقَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
ان الامر بيد الشعب إما تدمير البلد او انقاذه
إِخْوَتِي، أَخَوَاتِي، أَبْنَاءَ شَعْبِي الْكَرِيمِ…
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
بِاسْمِي وَنِيَابَةً عَنْ إِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي فِي مَشْرُوعِ “الْمُنْقِذُونَ”، أُوَجِّهُ هذِهِ الرِّسَالَةَ مِنَ الْقَلْبِ إِلَى الْقَلْبِ، لِكُلِّ عِرَاقِيٍّ وَعِرَاقِيَّةٍ، دَاخِلَ الْوَطَنِ وَخَارِجَهُ، لِكُلِّ عَالِمٍ وَمُفَكِّرٍ، وَلِكُلِّ مُزَارِعٍ وَكَادِحٍ، لِكُلِّ سِيَاسِيٍّ شَرِيفٍ، وَإِعْلَامِيٍّ حُرٍّ، وَأَكَادِيمِيٍّ غَيُورٍ، لِكُلِّ رَئِيسِ قَبِيلَةٍ، وَشَيْخِ عَشِيرَةٍ، وَشَابٍّ وَشَابَّةٍ فِي رُبُوعِ وَطَنِنَا الْعَزِيزِ.
أَدْعُوكُمْ الْيَوْمَ، بِصَوْتٍ نَابِعٍ مِنْ وُجْعِ الْوَطَنِ، وَبِمَوْقِفٍ مِنْ ضَمِيرٍ حَيٍّ، لِنَزْرَعَ بَذْرَةَ الْأَمَلِ مَعًا، لِنُضِيءَ بِهَا نَفَقَ الْخُرُوجِ مِنْ هذَا التِّيهِ الطَّوِيلِ، إِلَى حَيْثُ الِاسْتِقْرَارُ، إِلَى حَيْثُ الْحَيَاةُ الْكَرِيمَةُ لِأَبْنَائِنَا وَأَحْفَادِنَا.
لَا يَخْفَى عَلَى الْجَمِيعِ أَنَّ غَالِبِيَّةَ أَبْنَاءِ الشَّعْبِ الْعِرَاقِيِّ قَاطَعَتِ الِانْتِخَابَاتِ، وَتَضَاعَفَتْ أَعْدَادُهَا يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ، بَعْدَ أَنْ كَانَتْ تَتَسَابَقُ عَلَى صَنَادِيقِ الِانْتِخَابِ لِتُدْلِيَ بِأَصْوَاتِهَا فِي أَحْلَكِ وَأَخْطَرِ الظُّرُوفِ.
الْيَوْمَ أَصْبَحَتْ غَيْرَ مُؤْمِنَةٍ بِجِدِّيَّةِ وَمِصْدَاقِيَّةِ الْأَحْزَابِ وَالْكُتَلِ السِّيَاسِيَّةِ الْمُتَوَاجِدَةِ عَلَى السَّاحَةِ الْعِرَاقِيَّةِ، الَّتِي لَا تَتَطَوَّرُ وَلَا تَتَعَلَّمُ مِنْ أَخْطَائِهَا، فَعَزَفَتْ عَنِ الْمُشَارَكَةِ، لِأَنَّهَا لَمْ تَجِدْ أَمَامَهَا أَيَّ بَدِيلٍ مَوْثُوقٍ؛ وَلَا نُخَبًا يُمْكِنُ التَّعْوِيلُ عَلَيْهَا فِي بِنَاءِ مَشْرُوعٍ سِيَاسِيٍّ قَادِرٍ عَلَى النُّهُوضِ بِالْبَلَدِ وَالْعُبُورِ بِهِ إِلَى بَرِّ الْأَمَانِ.
وَبَعْدَ تَكْلِيفِنَا لِتَشْكِيلِ حُكُومَةٍ إِبَّانَ أَحْدَاثِ تِشْرِين سَنَةَ ٢٠٢٠، وَإِصْرَارِنَا عَلَى أَنْ تَكُونَ حُكُومَةَ كَفَاءَاتٍ وَلَيْسَتْ حُكُومَةَ مُحَاصَصَةٍ، جُنَّ جُنُونُ أَغْلَبِ أَحْزَابِ السُّلْطَةِ الَّتِي حَالَتْ دُونَ تَشْكِيلِهَا، لِتَصْحِيحِ المَسَارِ الَّذِي كَانَ شِعَارَنَا.
وَمُنْذُ ذَلِكَ الوَقْتِ، دَأَبْتُ عَلَى التَّوَاصُلِ وَالتَّشَاوُرِ، وَلِقَاءَاتٍ مُسْتَمِرَّةٍ لِتَشْكِيلِ مَشْرُوعٍ سِيَاسِيٍّ وَطَنِيٍّ مُسْتَقِلٍّ، بِقِيَادَةِ نُخَبٍ بَدِيلَةٍ، وَهُوَ أَفْضَلُ المُمْكِنَاتِ لِلْخُرُوجِ مِنَ الأَزْمَةِ البنيوية السِّيَاسِيَّةِ مُنْذُ ٢٠٠٣ إِلَى يَوْمِنَا هذَا.
إِنَّ مَشْرُوعَنَا لَيْسَ رَدَّةَ فِعْلٍ عَلَى فَشَلِ “عِشْرِينِيَّةِ الِانْتِقَالِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ”، وَلَا مُجَرَّدَ تَوْظِيفٍ لِأَزْمَةِ النُّخَبِ السِّيَاسِيَّةِ – فِي الحُكُومَةِ وَالبَرْلَمَانِ – بَلْ هِيَ أُطْرُوحَةٌ سِيَاسِيَّةٌ لِتَصْحِيحِ المَسَارِ، وَالعُبُورِ بِالبَلَدِ إِلَى بَرِّ الأَمَانِ.
وَلِأَنَّ مَشْرُوعَنَا تَكَامُلِيٌّ، لَا مَشْرُوعًا تَضَادِّيًّا، فَإِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَكَاتُفِ عَامَّةِ أَبْنَاءِ الشَّعْبِ، وَالنُّخَبِ الوَطَنِيَّةِ، لِإِيجَادِ نِصَابٍ سِيَاسِيٍّ جَدِيدٍ كُفُوءٍ وَنَزِيهٍ، قَادِرٍ عَلَى بِنَاءِ مَسَارٍ وَطَنِيٍّ مَوْثُوقٍ وَمَقْبُولٍ.
فَلْتَتَّحِدْ قُوَانَا الوَطَنِيَّةُ المُخْلِصَةُ فِي تَحَالُفٍ يُعِيدُ الثِّقَةَ لِلنَّاخِبِ، وَيَزْرَعُ بَذْرَةَ الأَمَلِ فِي نُفُوسِ أَهْلِنَا وَأَحِبَّتِنَا فِي عِرَاقِنَا الحَبِيبِ.
مِنْ هذَا المِنْبَرِ نَدْعُو الأَكَادِيمِيِّينَ، وَأُسَاتِذَةَ الجَامِعَاتِ، وَالمُثَقَّفِينَ، وَمُؤَسَّسَاتِ المُجْتَمَعِ المَدَنِيِّ، إِلَى أَدَاءِ دَوْرِهِمُ الوَطَنِيِّ وَالأَخْلَاقِيِّ فِي تَوْعِيَةِ النَّاسِ لاِخْتِيَارِ الأَصْلَحِ، وَالأَنْزَهِ، وَالأَكْفَإِ، وَرَفْضِ المُسَاوَمَاتِ الرَّخِيصَةِ عَلَى مُسْتَقْبَلِ العِرَاقِ.
كَمَا نَدْعُو العُلَمَاءَ، وَأَئِمَّةَ المَسَاجِدِ، وَالخُطَبَاءَ، وَطُلَّابَ الحَوْزَةِ العِلْمِيَّةِ، إِلَى تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّتِهِمُ الشَّرْعِيَّةِ فِي التَّأْكِيدِ عَلَى تَحْرِيمِ بَيْعِ الأَصْوَاتِ، وَفَضْحِ اسْتِخْدَامِ المَالِ السِّيَاسِيِّ. فَكُلُّ صَوْتٍ يُشْتَرَى بِثَمَنٍ بَخْسٍ، هُوَ سَهْمٌ يُغْرَسُ فِي صَدْرِ الوَطَنِ، وَكُلُّ دِينَارٍ مِنْ ذَلِكَ المَالِ هُوَ سُحْتٌ مَحْضٌ، يُثَقِّلُ المِيزَانَ بِالخِزْيِ وَالنَّدَامَةِ.
وَمِنْ هذَا المِنْبَرِ أَيْضًا، وَانْطِلَاقًا مِنَ الوَاجِبِ الوَطَنِيِّ وَالدِّينِيِّ وَالأَخْلَاقِيِّ، نَدْعُو جَمِيعَ مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الِانْتِخَابَاتِ السَّابِقَةِ، لِلمُسَاهَمَةِ فِي الِانْتِخَابَاتِ القَادِمَةِ، لِمَا لِذَلِكَ مِنْ أَثَرٍ أَسَاسِيٍّ وَكَبِيرٍ فِي تَصْحِيحِ الوَاقِعِ السِّيَاسِيِّ فِي العِرَاقِ.
وَنَدْعُو أَيْضًا سَمَاحَةَ السَّيِّدِ مُقْتَدَى الصَّدْرِ، القَائِدَ الجَمَاهِيرِيَّ، إِلَى المُشَارَكَةِ الفَاعِلَةِ فِي الِانْتِخَابَاتِ القَادِمَةِ، فَصَوْتُ سَمَاحَتِهِ، وَتَوْجِيهُهُ لِجُمْهُورِهِ الكَرِيمِ، يُشَكِّلُ فَارِقًا مَصِيرِيًّا فِي تَصْوِيبِ مَسَارِ الحُكْمِ.
نَحْنُ مُتَفَهِّمُونَ سَبَبَ مُقَاطَعَةِ السَّيِّدِ الصَّدْرِ لِلِانْتِخَابَاتِ، وَنَحْتَرِمُ مَوْقِفَ سَمَاحَتِهِ إِنِ اسْتَمَرَّ عَلَى مَوْقِفِهِ، وَلَقَدْ عَهِدْنَا آلَ الصَّدْرِ، عَلَى مَدَى أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ عَامًا، صَوْتًا لِلْحَقِّ، وَعَقْلًا لِلْأُمَّةِ، وَسَنَدًا لِلْمَظْلُومِينَ، لَعِبُوا دَوْرًا وَطَنِيًّا بَارِزًا فِي الإِثْرَاءِ الفِكْرِيِّ عَلَى مُسْتَوَى الأُمَّةِ، وَتَصْحِيحِ مَسِيرَتِهَا، وَمُقَارَعَةِ الظَّالِمِينَ، وَتَوْجِيهِ دَفَّةِ الحُكْمِ لِمَا فِيهِ خَيْرُ الأُمَّةِ، حَتَّى لَوِ اضْطُرُّوا إِلَى غَضِّ الطَّرْفِ عَمَّا يَسُوءُهُمْ، مِنْ أَجْلِ الصَّالِحِ العَامِّ، وَهُوَ هَدَفُهُمُ الأَسْمَى.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ،
اخْتَرْنَا هذَا الطَّرِيقَ لَا تَرَفًا، بَلْ لِأَنَّهُ الخِيَارُ الوَحِيدُ لِحِفْظِ مَا تَبَقَّى مِنْ كَرَامَةِ وَطَنٍ، وَاحْتِرَامِ إِنْسَانٍ
لِنَصْطَفَّ فِي خَنْدَقٍ وَاحِدٍ، لَا ضِدَّ طَائِفَةٍ، وَلَا ضِدَّ مُكَوِّنٍ، بَلْ: ضِدَّ المُحَاصَصَةِ، ضِدَّ الفَسَادِ، ضِدَّ الجَهْلِ، وَضِدَّ كُلِّ يَدٍ امْتَدَّتْ لِتَعْبَثَ بِمَصِيرِ هذَا الوَطَنِ وَالشَّعْبِ، مِنَ الدَّاخِلِ أَوِ الخَارِجِ.
وَمِنْ هذَا المُنْطَلَقِ، أَتَقَدَّمُ بِدَعْوَةٍ خَالِصَةٍ مُخْلِصَةٍ لِجَمِيعِ الكُتَلِ وَالحَرَكَاتِ وَالتَّيَّارَاتِ وَالشَّخْصِيَّاتِ السِّيَاسِيَّةِ المُسْتَقِلَّةِ، وَكُلِّ مَنْ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ القُدْرَةَ وَرُوحَ التَّصَدِّي وَالعَمَلِ كَفَرِيقٍ وَاحِدٍ تقديم نفسه للترشح للانتخابات لِلِاشْتِرَاكِ مَعَنَا فِي هذَا المَشْرُوعِ الوَطَنِيِّ، مَشْرُوعِ (المُنْقِذُونَ)، وَالدُّخُولِ فِي تَحَالُفٍ وَطَنِيٍّ مُسْتَقِلٍ، وَخَوْضِ الِانْتِخَابَاتِ المُقْبِلَةِ، لِتَحْقِيقِ أَمَلِ العِرَاقِيِّينَ بِرُؤْيَةِ عِرَاقٍ مُزْدَهِرٍ، يَسْتَحِقُّهُ شَعْبُنَا الغَيُورُ.
إِنَّ خَلَاصَنَا اليَوْمَ، يَبْدَأُ بِعَزْلِ الأَسْمَاءِ الَّتِي أُشْبِعَتِ اسْتِهْلَاكًا عَنِ القِيَمِ الَّتِي زُيِّنَتْ بِهَا، وَإِعَادَةِ القَرَارِ إِلَى مَصْدَرِهِ الحَقِيقِيِّ: إِرَادَةِ الشَّعْبِ، وَالتَّحْكِيمِ المُسْتَمِرِّ لِضَمِيرِ الوَطَنِ، لَا لِرَغَبَاتِ المُتَنَفِّذِينَ.
نَحْنُ لَا نَبْحَثُ عَنْ سُلْطَةٍ، بَلْ عَنْ كَرَامَةٍ، لَا نَطْلُبُ مَجْدًا لِأَنْفُسِنَا، بَلْ مَجْدًا لِعِرَاقٍ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَكُونَ فِي مُقَدِّمَةِ الأُمَمِ، وَيَجْمَعَ أَبْنَاءَهُ تَحْتَ رَايَةِ الوَطَنِ، لَا رَايَةِ الحِزْبِ أَوِ الطَّائِفَةِ.
عِرَاقٍ يُنْصِفُ شُهَدَاءَهُ، وَيَصُونُ حُقُوقَ مُوَاطِنِيهِ؛ وَمُقَدِّمَةُ هذَا الطَّرِيقِ هِيَ: بِنَاءُ الدَّوْلَةِ؛ دَوْلَةُ النِّظَامِ، لَا دَوْلَةُ الأَشْخَاصِ… دَوْلَةُ العَدَالَةِ، لَا دَوْلَةُ الشِّعَارَاتِ، دَوْلَةُ الحِوَارِ، لَا دَوْلَةِ الإِقْصَاءِ.
قُوَّتُنَا مِنْكُمْ، وَأَمَلُنَا بِكُمْ، وَمَصِيرُنَا فِي أَيْدِيكُمْ.
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾
الأمين العام لمشروع إنقاذ وطن (المنقذون)
نيسان ٢٠٢٥
يمكن التواصل معنا على الايميل ادناه: