في عصر العولمة وانتشار وسائل الاتصال وتأثير الفضاء المفتوح انبرى الكثيرون لتحقيق مشاريعهم، كلاٌ يبكي على ليلاه محاولا ان يأثر على قلوب الناس وعقولهم بكل ما اوتي من وسائل للوصول الى الهدف المنشود.
ولان المعارك الحديثة تدار اعلاميا وكلما كنت محترفا وتملك التقنية وراس المال كلما وصلت لاهدافك بسرعة كبيرة..
ولخلق هذا التأثير على الناس وتغيير قناعاتهم بصورة ممنهجة ومؤثرة لابد ان نمر عبر الاعلام لما له من تأثير كبير على المجتمعات والافراد وبما يحققه من تأثير على مجريات تطور المسيرة البشرية، بل وان هناك سببيه بين التعرض لوسائل الاعلام والسلوك البشري.
وقد يختلف تأثير وسائل الاعلام حسب وظائفها وطريقة استخدامها والظروف الاجتماعية والثقافية واختلاف الافراد انفسهم وقد تكون سببا لأحداث تأثير او عاملا مكملا ضمن عوامل اخرى.
ومن ابرز الظواهر الاعلامية التي لها تأثير واضح في السنوات الاخيرة، انور الحمداني وبرنامجه استديو التاسعة ولا احد ينكر ما لهذا البرنامج من دور في التأثير على العراقيين والذي استطاع الحمداني وماكنته الاعلامية ان يستقطب الكثير من المشاهدين ويؤثر فيهم.
حتى انه كان احد الأسباب التي ادت الى افشال المالكي في حصوله على الولاية الثالثة.
الحمداني لا ينطق من فراغ بل هو مشروع طائفي مقيت هدفه اظهار الشيعة بمظهر المظلومين والمضطهدين، حيث استطاع الحمداني خلال الفترة التي قضاها في تقدم برنامجه استديو التاسعة ان يؤسس لمفهوم ان فساد الحكومة العراقية وفشلها وسرقاتها لا يمثل الشيعة بل هو حالة شاذة تمثل من يتصدى للسلطة فقط، وقد نسي او تناسى الحمداني وعلى مدى 12 عاما من حكم الشيعة ملفات الفساد والخراب الذي تسبب به حكام العراق “الشيعة” وان ما يحدث لا يمثل الاشخاص فقط، بل هو منهج وعقيدة يسير عليه هؤلاء من قرون.
ثم لماذا يحاول الحمداني ان يدافع بل ويستميت في دفاعه عن المرجعية الشيعية في النجف ويظهرها بمظهر الحامي والمدافع عن الشعب العراقي ويناى بها عن كل الماسي والفواجع التي عانى منها الشعب العراقي عامة والسنة خاصة.
اظن الحمداني قد غفل او تغافل على ان أصل البلاء الذي حل بالبلد هي المرجعية والتي ساهمت بصورة كبيرة في ادخال الاحتلال الأمريكي وتغاضت عنه، بل هي من حرضت على الحرب الطائفية وأشعلتها في عام 2006 و2014.
الا تقف معي بان ما يفعله الحمداني كذب مكشوف لا يقبله عقل او منطق وهو من مؤسسي المشروع الطائفي المقيت..!!
الحمداني وقناته وبرنامجه يعملون ضمن اجندة طائفية هدفها التأثير على الراي العام في الداخل والخارج واظهر الشيعية بمظهر الضحية وهذا ما يدعو الى الضحك والسخرية..
ثم اني ومن خلال متابعتي للحمداني وبرنامجه استديو التاسعة لم اجده يوما ذكر جرائم الميلشيات الشيعية الطائفية وجرائمها بحق السنة.
وهنا أتساءل اذا كان الحمداني وطنيا وهمه الدفاع عن العراق ومصالحه..!! لماذا يستبسل في الدفاع عن الشيعة فقط.
هذه ليست الا دلاله على ان الحمداني طائفي وبامتياز ويعمل بخطة واضحة الاهداف للتأثير على عقول المتلقين في محاولة منه لتخليص الشيعة من السمعة النتنه التي الصقت بهم في الفترة المنصرمة.