على الرغم من أنّ التغطية التلفزيزنية لعدد من الفضائيات العربية البارزة للأحداث الجارية في سوريا , منذ اليوم الأول لإنطلاق ” الثورة ” وبشكلٍ يومي ولساعاتٍ طوال وفي كافة نشرات الأخبار , قد إتّخذَ حجماً ووزناً يفوق المتطلبات الإعلامية والفنية في مثل هذه التغطيات , مع ملاحظة اختيار ” الجانب الأيجابي ” في ذلك على حساب المقتضيات الأخرى في الحيادية والتوازن .! , ومن الطبيعي أنّ مثل هذا العرض الإنتقائي المغرض ما كان له ليحدث لولا التوجيهات السياسية المباشرة من الجهات او الدول التي تموّل هذه القنوات , ولنقل السعودية وقطر , ودونما اعتبار واحترام للرأي العام , ولا حتى لسمعة هذه الفضائيات وليس بذلك بجديد وفق ما شهدته دول في المنطقة العربية كليبيا والعراق وتونس وحتى مصر , بجانب السودان الجريح الذي تشارك 6 دول عربية في ضخ الأسلحة الى كلا طرفي النزاع , وكأنّ ذلك بعيد عن الأمريكان واسرائيل .! , وكأنّ ايضا الرأي العام العربي مُغمضٌ لعينيه ويضع كمامات على حواسّه الأربعة الأخرى .!
لكنّ هذه الفضائيات والقائمين عليها او فوقها قد فشلت فشلاً ذريعا ” دونما ذرائع ومسوغاتٍ مصطنعة ” في كشف الغطاء او اللحاف ” ولا حتى جزء منه ” عن الطريقة التي تعاملت بها الأدارة السورية الجديدة مع قادة الفيالق والفرق والألوية العسكرية للجيش السوري ” الأسدي ” السابق ” وبقي الأمر تحت انوار التعتيم الحالكة وبما يشمل الضباط المتميزين , ومن ذوي الدرجات الحزبية الأخرى , بجانب الكوادر الحزبية المدنية المتقدمة , وكأنّ الخروج لمللمتر واحد عن هذا التعتيم هو من كبريات الذنوب والحرام .!