19 ديسمبر، 2024 4:27 ص

انه عيد المرأة .. ارفعوا قبعاتكم..

انه عيد المرأة .. ارفعوا قبعاتكم..

هو عيد المرأة إذن…..في كل مرة ارددها هكذا بتشديد مقصود على الحروف.. عيد المرأة… اشعر بأنتشاء كبير، واظل اعدل في جلستي، وارفع رأسي محدقة في مرأة روحي، كأني احاسبها، واشذبها بدل تهنئتها، هكذا بلا ترتيب.. ربما لان الاعياد في بلادي غدت محض دعايات مفرغة من معناها، وهي تمر بنا كل عام مهملة،محملة بالهموم، والخطابات، والامنيات بحال افضل من العام الذي مضى، امنيات بزمن ينصت فيها لكلمة امرأة دون ان ننعتها بالتخلف والجهل بعد ان ترحل!، زمن عدالة اجتماعية وانتقالية  بالمعنى الحقيقي يمكننا  من  رؤية ابداع امرأة نصفق لها في السر والعلن  وبلا رياء..
في أخر إحصائية قرأتها لاعلامية وأكاديمية عراقية،  تقول ان من بين (490) عميداً وهو مجموع الكليات في العراق هناك ست عميدات فقط،  ومن بين 50 جامعة رسمية واهلية ليس هناك رئيسة لجامعة ، ومن بين 71 صحيفة،  مقروءة والكترونية ، واحدة منها فقط توجد رئيسة تحرير، وفوق ذلك سعت قنوات اعلامية  بأستقطاب نساء جميلات حولتهن لدمى ملطخة بالمكياج الصارخ واطلقتهن امام عدسات الكاميرات، تبعا للتشويق وللترويج  عدا بعضهن اللواتي ثرن على القاعدة وحققن حضوراً ملموساً نفخر به…
هذه واحدة من مظاهر العنف ضد النساء في بلادي، وهناك انماط اخرى، اكثر بؤساً بينها ماسجلته منظمة كردية تعنى بالدفاع عن حقوق المرأة في استطلاع حديث  شمل 15 محافظة في شمال ووسط وجنوب العراق، كشف فيه عن ارقام واحصاءيات مرعبة في ميدان تعرض المرأة للعنف الأسري، ووصفت بغداد بأنها (عاصمة الارامل ) بسبب تعرضها للارهاب وعمليات القتل المنظم، ولا من حلول جذرية لتعويضها الجرح الذي اصابها، مقابل ذلك  لم يزل قانون حماية المرأة من العنف الاسري مغيب بين اروقة الجهات التشريعية، حتى الان، يتبعه ضعف بنود العقوبات المنصوص عليها في القانون العراقي ضد مرتكبي تلك الجرائم.
هل بقي شيء في عيدي هذا العام؟ اها نسيت الامنيات.. سأستعرضها على عجل، علنا نحضى ببعض منها في العام القادم، وامامي كل يوم نماذج مشرفة ومشرقة من  النساء في ساحة العمل ، يعملن بدأب ومهارة وهن قبلا أمهات ومربيات فاضلات، الا يجدر بنا كمجتمع يرغب بالانفتاح على العالم والرقي ان نكرم الموظفة الام التي تناضل على جبهتين محكومتين بالصعاب وتشجيعها عوضاً عن تعويق عملها وحرمانها من فرص تسنم المسؤوليات بحجة كونها امرأة؟
الكثير من الدراسات الإنسانية خلصت الى ان مفتاح تطور الشعوب  يقاس بمدى احترامه للمرأة وتقدير جهودها في بناء المجتمعات، فهل سنملك ذلك  المفتاح ام اننا اضعناه في لجة انشغالاتنا؟ يقول المؤرخ  الفرنسي المعروف جاك بيرك ( المرأة وعاء الكون) فهل أحسنا التعامل مع أوعيتنا؟ ومتى ندرك  قيمتها ؟ كل عام والمرأة بألف خير.

أحدث المقالات

أحدث المقالات