23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

انه التقسيم لا محال  .. هكذا يحصل التقسيم

انه التقسيم لا محال  .. هكذا يحصل التقسيم

بدءا اود ان اقول عندما تريد قوى معينة- وبدون الدخول في جدال من هي – تقسيم بلد ما  فاول ما تخطط له هي خلق فوضى شاملة في ذلك البلد وفوضى تكون دموية  لا تبق ولا تذر عند ذاك يصبح من السهل تحقيق الهدف .. وبالتالي لم نسمع عن دوله تقسمت عرقيا او دينيا بدون حروب اهلية ..  والهدف الثاني الذي تضعه تلك القوى هو خلق قيادات وزعامات من تلك المكونات لها ميزات خاصة اقلها الغباء والعمالة لتلك القوى … هذه الحقيقة يجب ان  نضعها امام اعيننا  .. عندما احتلت الولايات المتحدة الامريكية – وهذا هو اسمها اليس كذلك – وكما هو معروف  كانت هناك عدة جهات امريكية فكانت وزارة الدفاع وكانت وزارة الخارجية وكانت المخابرات الامريكية وكان هناك البيت الابيض هذه الجهات صحيح انها كانت متفقة على استراتيجية احتلال العراق ووو ولكن ايضا كان صحيحا انها مختلفة على كثير من التفاصيل وكانت هناك خلافات قوية  على عدة امور ولكن هناك خطوط حمراء لهذه الخلافات .. المهم كانت هناك اغلبية  في هذه الجهات تقول ان الحل الوحيد لمشاكل العراق هو تقسيمه مثل يوغسلافيا  الى ثلاثة اقسام – معروفه-  وابقاء مدينة بغداد  المركز ضعيفا وليس المهم من يسكنه  ( انا هنا اتكلم في عام 2003 ) .. وهذا الامر تلمسه حتى عند الجنود يقول لك ان العراق مقسم الى ثلاثة اقسام ومهما تحاول ان تفهمه عكس ذلك فانك لا تستطيع .. طبعا هذه الفكرة غذاها ودفع اليها العراقيون فالشيعه الذين اتصلوا بالاميركان في البدايه ادخلوا بذهنم امر انهم اغلبية في العراق وانهم مظلومون من 1400 سنه ..
والسنة ومثلهم الحزب الاسلامي المعروف تاريخيا بولائه الى الانكليز وهذه الامر لايحتاج الى دليل او اثبات وايضا صوروا للاميركان انهم مهمشون وانهم هم من يمثل السنة في العراق  وانهم خير من يقدر على خدمة مصالحهم ومع الاسف كان المتكلم باسم السنة محسن عبد الحميد ( رئيس الحزب الاسلامي) وهو كان انسانا ( اذا استطعت ان اسميه  ) بسيطا جدا ومحدود الذكاء – واود ان اقول شيئا ساتطرق اليه ان الحزب الاسلامي كان اكثر تطرفا من الاخرين ضد البعثيين واكثر المتحمسين لحل الجيش العراقي  هذه هي الحقيقة اما ما حصل بعد ذلك فذاك امر أخر – اما الاكراد فموقفهم واضح وصريح انهم امة كانت دائما تتعرض للاضطهاد والقتل من قبل ( العرب  )  ولم يسالهم احد لماذا لديكم  حروب مع حكومات ملك فيصل الاول وملك غازي ومع عبد الكريم قاسم ومع البعثيين 1963 ومع عبد السلام عارف ومع البعثيين1968 … وكانت فكرة اضطهاد الاكراد تلقى اذنا واعيه لدى الاميركان وحلفاءها وعمل الاكراد بشدة على زرع فكرة التقسيم والاقاليم بذهن بعض ال… من الساسة الشيعة والسنة  .. ولم يسال هؤلاء انفسهم  ماذا سيحصل بعد الاقاليم وبعد التقسيم لكنهم كانوا كل ما كان  يريدونه ان يصبحوا ملوك وامراء في مناطقهم ؟؟؟  المهم  اميركا  عملت بشدة وحماس على تقسيم المجتمع العراقي اولا بكل الوسائل وانا لااريد ان انفي او اؤكد المعلومات المؤكده عن عمليات تفجير وقتل غامضة  في المناطق الشيعية والسنية  ودائما الفاعل فيها مجهول ولكنه بالتاكيد فاعل قوي له قدرة غير عادية على تنفيذ هذه العمليات بايدي عراقية مجندة ومدربة على ايدي مخابرات قوية.. وايضا لم يدرك الشيعة والسنة ما يخطط لهم ( وانا هنا سوف استبعد الاكراد لانهم داخلون في لعبة تقسيم العراق ) .. لقد كان بايدن نائب الرئيس الامريكي احد المتحمسين لتقسيم العراق الى ثلاثة اقسام .. وكانت مشاريعه ( بصراحة ) تصطدم بجدار قوي هو النسيج المتجانس بين الشيعة والسنة وكان غالبا ما يتعجب من الامر ولم يفهم سر هذا التلاحم … لكن لا اميركا ولا بايدن ياسوا من تقسيم العراق وعملوا بشده على تفكيك المجتمع … ولاقت رغبة اميركا بتقسيم العراق بترحيب من قبل الدول الاقليمية المجاورة  واولها تركيا التي تسعى وتامل في الحصول على موطيء قدم في الخريطة الجديدة للعراق  وهذا موضوع اخر سنتحدث عنه .. ومن الكويت التي لاتنسى العراق وسيكون يوم فرحها تقسيم العراق واضعافه  ومن السعودية التي ستكون مرحبه بجيران ضعيف مقسم .. اما ايران فسيكون من سرورها رؤية عراق ضعيف مقسم وضم اراضي ( دولة شيعيه  ) لها امر مفرح .. ومن الغريب دخول دوله مثل كطر ( قطر ) على الخط لاضعاف العراق وتقسيمه وهي دوله لاتزيد مساحتها عن الاعظمية ولكنها تمثل حركة الاخوان المسلمين العالمية و( الماسونية العالمية ) …  ( وهو امر يدعو للاسف ان قطر تتامر على العراق ومصر وسوريا ) !!!
الحقيقة اريد ان ادخل بتفاصيل لكن ربما في وقت أخر .. عندما حصل ما حصل بسوريا  ادركت الولايات المتحدة ان هناك تفاصيل جديدة تحتاج الى تعديل استراتيجيتها !! الامر الجديد ان في المنطقة تظهر دولة جديدة تضم اراضي من سوريا والعراق .. هنا اميركا رأت الفرصة مواتيه لخلق حرب اهلية في العراق بين الشيعة والسنة وعلى الاكراد المساعدة في رسم الخريطة الجديد .. وهكذا بدأت صفحة جديدة وظروف مؤاتية لتقسيم العراق  وبعد التقسيم ( لن نرى اي وجود لشيء اسمه داعش !! بل سيؤتى بشخصيات سنية وشيعية تحكم هذه الدول او الاقاليم او سمها ما تشاء وطبعا الاكراد عند ذاك سيكون امرهم محسوم  … وتبقى بغداد عاصمة ضعيفة بكل المقاييس ويصبح العراق ثلاثة اقاليم ومركز ضعيف .. لدي تساؤلات تمر بذهني اولها ماذا اذا بدلت اميركا من استراتيجيتها واعترفت ( بالدوله الاسلامية داعش ) .. وثانيهما هل هناك جدية من اميركا والتحالف بالقضاء على داعش وهل هناك حقيقة ضربات مؤذية وقاضية على داعش ؟؟؟ وثالثهما هل فكر السنة والشيعة ماهو مستقبل اقاليهم وهل هم  متاكدون انه لن تحصل حروب حدودية بين حدودهما …. واخيرا انا حزين  عما حصل للعراق وعما سيحصل له ولست متفاءلا بزيارة السناتور ماكين الى العراق فهو علامة شؤم  … لي عودة على الموضوع