19 ديسمبر، 2024 6:54 ص

انهيار صرح علمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

انهيار صرح علمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

الى / معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المحترم
بعد التحية
    بعد أن سمعت بعودة الكفاءات العلمية الى العراق استبشرت خيرا  وقررت العودة الى دائرتي القديمة التي كنت أعمل بها وهي المركز القومي للحاسبات  التي اصبحت تعرف الان بالهيئة العراقية للحاسبات والمعلوماتية ولحسن الحظ  توفرت لدي الفرصة بزيارة هذا الصرح العلمي  وألتقيت بالعاملين بالهيئة  ولكنني أستغربت من الواقع المرير الذي تمر به هذه الهيئة  واطلعت عما يدور بها بالتفصيل من معلومات خلال لقائي مع  المنتسبين في الهيئة وخارجها  وخرجت بهذه الملاحظات  وأنا أضعها أمام معاليكم الكريم فأذا كان يعلم معاليكم بهذا الموضوع  فأرجوا أن تهمل هذه الرساله وليحفظكم الله ويحفظنا من عواقب تدني المستوى العلمي .
 الهيئة العراقية للحاسبات والمعلوماتية احدى المؤسسات الاكاديمية التابعة لوزارة التعليم العالي  كانت تعتبر مرجعا علميا وبحثيا متطورا في المعلوماتية والحاسبات في العراق والوطن العربي ولها الفضل في نشر مفهوم وتطوير الحاسبات في العراق تخرج منها المئات من حملة الدكتوراة والماجستير والدبلوم العالي بالاضافة الى تخصصها بالدورات المتميزة  والمتفردة في نوعيتها وتميزها ايضا في أعداد البرامج والانظمة ومكننة العمل اليدوي لدوائر الدولة  كان فيها كادر متميز يتمتع بخبرة عالية لاتتوفر في اي دائرة أخرى من مؤسسات الدولة . ما يحزننا الان ان هذا الصرح العلمي بدء ينهار بسسبب ضعف الادارة وعدم قدرتها على المحافظة  على كادرها المتميز وتطويره  الذي اضطر كادرها المتقدم  من حملة الشهادات العليا والاكاديميين والخبراء الى الانتقال الى جامعات اخرى لتصبح  الهيئة عبارة عن ثكنه عسكرية .
 تدار الهيئة من قبل الدكتور عماد الحسيني  وهو عسكري برتبه عقيد في الجيش السابق وحسب ماجمعته من المعلومات تتلخص :
– أنها شخصية مريضة (سيكوباتية)  وهذا النوع من الشخصيات لايعمل بمهنيه  ابداً لايهمها الا نفسها  وملذاتها فقط وهو انسان تضعف لدية وظيفة الضمير فهو لايحمل في نفسة من الاخلاق والعرف  ويميل نحو تحقيق ماتصبوا اليه نفسه حتى دون الشعور بالذنب أو التأنيب في حالة ظلم الموظف .
– عندما تراه اول مرة تشعر نفسك وانت امام شخص عذب اللسان يعطي وعوداً كثيره ولايفي بوعده وعند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية  الموقته ووعوده البراقه ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بالتخبط والافعال الغير مسؤوله .
– شخصيه مرتابه دائمة الشك بالاخرين  ويشعر دائما  ان الجميع يتآمر عليه ويرغبون بأزاحته عن منصبه  فهو متذبذب الرأي  لايستقرعلى رأي والموظفين عنده صنفان اما معه او ضده.
– دائما يحاول ان يتخلص ممن تتوفر بهم الخبرة والذكاء واصحاب الشهادات العليا  ويحاول تهميشهم وعدم وضعهم في مراكزهم  الصحيحة ويعتمد فقط على العناصر الضعيفة المنافقة  التي تتمسح باكتافه أو الذين لديهم معارف من المسؤلين في الدوله  لغرض الاستفادة منهم في تمشية أعماله الخاصة . مما جعلت من الهيئة طارده للخبراء وحملة شهادة الدكتوراه الا من البعض  التخصصات الاخرى التي لايحتاجها في الوقت الحاضر .
اثرت هذه الصفات السيئة على كفاءة وتطوير الهيئة  واحسست كأنها سجنا تقودة مجموعة من المدراء ورؤساء أقسام عديمي الخبرة يعملون بغير تخصصاتهم  وتم اختيارهم على معايير خاصة به تتماشى مع رغباته المريضة وليس على معايير علمية  فمعايير الكفاءة والقدرة الادارية والفنية والمؤهلات العلمية لاتعني له شيئ وانما معيار التزلف والتودد والتجسس على الاخرين هو المعيار الاهم  ويمضي اغلب وقته بسماع اخبار الهيئة التافهه التي يتداولها الموظفين .
 ومن سخرية ماسمعت انه  أصدر كتاب الى الجامعات كافة الى حاجته من الكوادر من حملة  شهادة الدكتوراه في مجال الحاسبات للانتقال الى الهيئة  وسؤالي هنا  اين كنت يارئيس الهيئة عندما اجبرت الكثير من حملة شهادة الدكتوراه  على ترك الهيئة بسبب اعمالك الغير مهنية واجراءاتك الغير قانونية ومحاربتهم أداريا من تنزيل رواتبهم  وتهميشهم كان بمقدورك ان تفتح بهم  الدراسات العليا للدكتوراه والماجستير والدبلوم العالي  وتقيم المؤتمرات بدل ان يصل بك الحال الان الى ان تكون عاجزاً عن فتح اي دراسة .
وختاما يا معالي الوزير وأقولها للتاريخ  أنقذ هذه الهيئة العريقة فأنها كانت نموذج علمي وبحثي  فريد من نوعها ليس في العراق فحسب بل في الوطن العربي .

استاذ مساعد

أحدث المقالات

أحدث المقالات