18 ديسمبر، 2024 8:07 م

انهيار الوهم التركي في سورية

انهيار الوهم التركي في سورية

لم يعـــد خافياً على أحد الدعم المباشر الذي تقدمه تركيا للتنظيمات التكفيرية الإجرامية بسورية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ومدى الانسجام الكبير في تحركات هذه التنظيمات الإجرامية وسيرها في خط واحد مع العمليات العسكرية لقوى العدوان والمرتزقة، وحصولها على الأموال والأسلحة المختلفة للمشاركة في قتل الشعب السوري.

 

وتتجلى الحقائق من يوم إلى آخر، عن علاقة هذه التنظيمات الإجرامية التكفيرية بتركيا، وبأنها صناعة تركية، وما نشرته الصحف والتقارير الأجنبية مؤخراً عن عودة نشاط “داعش” في البادية السورية إلا دليل قاطع على اشتراكها مع المرتزقة في معركة واحدة ضد الشعب السوري.

 

وللتوضيح هنا فـإن النظام التركي عمل منذ 2011 كممول لمعارك التنظيمات التكفيرية الإجرامية التي تقاتل في جبهات ضد الجيش السوري، فمنذ أن نادى أعداء دمشق للحرب في سورية انبرى النظام التركي لحشد المرتزقة للقتال في جبهة أمريكا ولصالحها، وقد انطلقت تركيا حاشدة المقاتلين والأموال، وجندت الآلاف من المرتزقة، ونقلهم إلى سورية للالتحاق بتنظيم “داعش” تحت شعار مواجهة النظام السوري الذي كان الستار له.

 

وإذا ما ركزنا على مجريات الأحداث في سورية جراء العدوان منذ حوالي 10 سنوات، فـإن الشواهد والأحداث أثبتت كيف قدمت تركيا الدعم المالي لهذه العناصر المتوحشة، حيث دعمت تركيا وحلفائها الجماعات المسلحة بالأسلحة والأموال، كما سهلت للقوى المتطرفة ترسيخ سيطرتها على الأراضي في بعض المناطق السورية.

 

وبحسب المعطيات الحالية، بدأت وحدات من الجيش السوري بالانتشار في ريفي حماه وادلب وهذا يكشف الحقيقة التي يجب أن تدركها تركيا، إن التنظيمات المتطرفة العالقة في إدلب والمناطق الأخرى مصيرها الهزيمة والإنكسار، ما يعني أن تحرير إدلب يشكل بوابة جديدة لعبور الأزمة السورية وطوي صفحة أخرى من كتاب التنظيمات التكفيرية.

 

من الطبيعي أن تفشل تركيا في سورية، بعد أن ضخت ترسانتها المليئة بالأسلحة الفتاكة، بالإضافة الى ملايين الدولارات في هذه الحرب على الشعب السوري بداعي إسقاط الدولة السورية، بالنتيجة سقطت تركيا في الامتحان السوري، وكل ما أنجزته هو تدمير للبنية التحتية و قتل الآلاف من الأطفال و النساء، في حين لا يزال الجيش السوري يدك الجماعات الارهابية بنيران الصواريخ و يرفض رفع الرايات و الاستسلام، وإنطلاقاً من ذلك فشلت تركيا في تحقيق أحلامها بالمنطقة، الأمر الذي تسبب في الإضرار بمصالحها كونها اتبعت سياسة خارجية خاطئة، فضلًاً عن زيادة نفوذ موسكو وطهران في المنطقة ووقوفهما ضد أهداف تركيا وأدواتها، التي لم تتمكن من إيجاد موطئ قدم لها في المفاوضات الجارية المتعلقة بتسوية الأزمة السورية.

 

واليوم لدى سورية فرصه كبيره رغم كل المعضلات التي تعاني منها للدخول على خط رسم خارطة العالم الجديد بالتعاون مع ايران وروسيا ، فقد اثبت هذا التحالف قوته على الأرض وذلك بصموده في حرب الدفاع عن سورية طوال فترة الأزمة، وهذا التحالف المنتصر اليوم عمليا على المشروع التركي-الأمريكي والإسرائيلي سوف تعززه سورية بقوتها وعظمة جيشها.

 

مجملاً…..لا تزال سورية تخوض حربها الشرسة من أجل بقائها والحفاظ على وجودها، فهي تقاوم إرهاباً هو الأشد على مر العصور، فاليوم يـراهـنون على خراب وسقوط سورية، لكن لن يحدث ذلك بمشيئة الله، فسورية باقية بفضل أرواح شهدائها اللذين ضحوا بدمائهم الذكية كي تبقي سورية صامدة .

 

باختصار شديد… إن من مصلحة الجميع أن تنهض سورية وتتعافى كي تمارس دورها التاريخي في حفظ الأمن القومي وإحباط كل المخططات التي تستهدف تفكيك دول المنطقة. كما أن رهان “قسد” على المحتل الأمريكي رهان خاسر وأن المخرج الوحيد من الوضع القائم هو الحوار الوطني بعيداً عن إملاءات الأمريكي والتمترس بالمطالب التعجيزية التي تهدد وحدة الوطن أرضاً وشعباً. وعليه نتمنى من كافة الدول أن ترفع يدها عن سورية وأن تتوقف تماماً عن التدخل في شؤونها الداخلية والوقوف ضد تمويل الإرهاب، وأن يجرى اتفاق على إنهاء الجماعات والنشاطات الإرهابية ووقف كل أشكال الدعم الغربي لها.

 

وفي النهاية آمل أن يعيد السلام إلى أرض السلام “سورية” التي حوّلوها الغرب وحلفاؤه أرضاً للحديد والنار والقتل والدمار والذبح والخطف، باسم الحرية وهم أبعد الناس عنها.

[email protected]