عندما ترتبط الهوية الوطنية بنظام سياسي ينهار بانهياره فان هذا الكيان لايمكن اعتباره باي حال من الاحوال وطنا. لماذا يخضع ويتراجع ساسة الشيعة امام البعث وارهاب داعش الطائفي والشوفينية الكردية رغم وجود كل الامكانيات الهائلة والدعم الشعبي عندهم لاجل تحقيق الانتصار في دحر الارهاب والحفاظ على وحدة الوطن، اخلاقيا الاجابة في غاية البساطة والوضوح انهم يقاتلون بنفس سلاح العدو ونفس عقلية العدو اي كظالم حاكم مسلم ظلمهم قد عم وساد شعبهم فهم يقاتلون من اجل النفس الامارة بالسوء كما هو الحال مع العدو وبكل شر وظلم انفسهم الامارة بالسوء وهو ايضا سلاح عدوهم، اي لم يكن قتالهم لله ولا لجوئهم لله واستعانتهم به هو سلاحهم هذا اولا ، وثانيا وهو الاهم انهم لا يملكون لا القرار ولا الاختيار وليس ثمة من مشروع او برنامج او استراتيجية وكل ما يقوله ليس سوى شعارات فارغة من محتواها وجل ما يفعلوه هو ردود فعل محدودة بائسة في افضل الاحوال. كما انهم يفتقدون الى الرؤية البعيدة المدى في عجز واضح عن القدرة على التنبؤ والتخطيط. ولقد كتب الدكتور عزيز الدفاعي مقالة عن التيار الصدري في موقع الحوار المتمدن عنوانها هو ( الاغتيال الثاني للشهيد الصدر) تسائل في هامشه عن حقيقة التيار الصدر قائلا:. ((كنت اتمنى ان يوضح لي احد العارفين ما معنى (التيار الصدري) ؟ هل هو حزب او تجمع سياسي شيعي يضم كل من ادعى تقليد الشهيد الصدر الثاني قولا وفعلا وسلوكا كمرجع ديني ام اتباع الجماعة التي رافقته وسايرته وسارت معه وأتباعهم وأشياعهم ؟.. ام انه تجمع لأناس تعلقوا بالشهيد الصدر ومواقفه عاطفيا ووجدوا في السيد مقتدى وريثا شرعيا له ؟؟؟؟)) وكانت اجابتي له هي في قولي له ع ردا على تساؤلاته لى صفحته في الفيس بوك((انه تجمع لأناس تعلقوا بالشهيد الصدر ومواقفه عاطفيا ووجدوا في السيد مقتدى وريثا شرعيا له !!!!!!!!!! الدكتور عزيز الدفاعي انا احد طلبة السيد الشهيد محمد الصدر وكنت اعمل معه في البراني ايضا والتقيت به طيلة سنوات مرجعيته ليس ثمة من مشروع وجدته ولا برنامج ولا حتى اي التزام اخلاقي وسلوكي بوصايا سيدنا رضوان الله عليه ان الامر لايعدو مجرد عاطفة فقط وارث عائلي للاسف اما بخصوص السيد مقتدى الصدر فان موقفه من السنةهو الخوف من استفزازهم وهو يرى ان التصعيد يمزق العراق كما تمزقت سوريا وانها الابادة المفتوحة في حرب لانهاية لها لذا فان التنازل لهم هو صمام الامان لمنع المزيد من الانهيار وهو يرى الفساد في ساسة الشيعة وتبعية حركات المقاومة لايران على حساب العراق بحسب رايه وتصوره فضلا عن وحشية وانتهاك حقوق الانسان من قبل بعض المرتبطين بالحشد الشعبي اما السيد عمار الحكيم وغيره من الساسة كالجعفري والعبادي فهم ممن يريدون ان يركبوا موجة التقسيم في الاقليم لانه يتصور بانها امر حتمي الوقوع.))
الكل الا ما ندر في العراق شيعة وسنة واكراد من القادة لصوص قتلة وان كان السنة والاكراد يسرقون سرا بصمت ويقتلون بشكل ممنهج دائم الا انهم جميعا الا ما ندر يخضعون للاجندات والضغط الاجنبي. والان قد بدات المرحلة الثانية للمؤامرة الامريكية بعد انتهاء المرحلة الاولى لاحتلال داعش لمحافظات عراقية الا وهي مرحلة التجزئة وحالة فرض الاقليم والجيش الاقليمي كامر واقع من خلال العمل على انهيار العملية السياسية وانهيار الحكومة والبرلمان والدولة او شلها على الاقل والتدخل العسكري الامريكي المباشر في احتلاله للانبار وتجنيده للبعث وداعش تحت مسمى تجنيد العشائر والحرس الوطني الوثني (المناطقي بحسب ترجمة المصطلح الاجنبي الانكليزي ).
اذكر اني كنت قد سالت السيد رضوان الله عليه سؤالا تكرر عدة مرات وهو ما العمل بعد اغتيالك؟! واحدى تلك المرات كانت بحضور اعضاء البراني ولم يجب عن تساؤلي ابدا فلم يكن قد قرر او خطط لشيء ما اطلاقا الا في مرة واحدة عندما اجابني في جلسة خاصة بيني وبينه ان الجمعة باقية والبراني باقي واولادي باقيين واجبته انها لن تبقى لان الاصلاح فيها والنظام يخشى الاصلاح وان بقيت تكون كجمعة الخالصي خطبة تحت اشراف مدير الامن خالية من اي محتوى اخلاقي او اصلاحي وهذا ما حصل فعلا واذكر مرة ان الشيخ جابر الخفاجي كان قد عرض علي امامة جمعة في الديوانية وانها ستكون من خلال وكالة السيد حسين بحر العلوم قدس سره وانها بموافقة مدير الامن وهي يجب ان تبقى لان الجمعة وصية السيد ،طبعا لم يقل ابدا انها فريضة في القران الكريم او وصية الامام الصادق عليه السلام، فاجابته متى كان السيد حسين بحر العلوم مجتهدا عند السيد محمد الصدر؟! الم يحرم راتبه والصلاة خلفه ووكالته فاجابني:. كان السيد يقول اعمل ما فيه المصلحة فاجبته :. اي مصلحة ؟! ومن انت حتى تشخص المصلحة فرد علي:. الجمعة وصية السيد وهي عز المذهب فاجبته :. اي جمعة تلك؟! الجمعة التي تعرض خطبتها لموافقة مدير الامن والتي يطلب فيها مدح صدام وضابط الامن يقف مع سلاحه بجوار الامام امام منبر الخطبة!!!!! هل هذه الجمعة التي اوصى بها السيد محمد الصدر؟!هل هذه الجمعة التي فيها عز الدين والمذهب؟! ومنذ ذلك الحين كانت قد بدات عملية تقديس البيوت العلمية عند التيار الصدري. واذكر مرة ان احد المحامين قد عاتبني بانكم استفزتم النظام في حركة ساعة الصفر وبالتالي اضعتم وصية السيد محمد الصدر بالحفاظ على صلاة الجمعة فاجبته ان صدام ليس بحاجة الى استفزاز كي يبطش بنا ويقضي على صلاة الجمعة ويبدو ان من يريد التنازل امام قادة الاكراد والسنة ينسى بانهم ليسوا بحاجة الى استفزاز او انتهاكات كي يكونوا حاضنة للبعث وداعش في تقسيم العراق وقتل الوطن. وان الاقليم الشيعي ستهدم فيه المراقد المقدسة في سامراء والدجيل وستباد فيه الشيعة في المناطق الكردية والسنية وانها ستفتح باب حرب المياه والنفط وحدود المحافظات بين الاقاليم الثلاثة السني والكردي والشيعي فضلا عن الحروب الداخلية. اننا في حربنا مع داعش نعيد للوطن العراق هويته التي مزقت وحياته التي سلبت باغتيال عبد الكريم قاسم وعادل سلام في شباط الاسود. اننا لانحارب الا لبناء دولة ووطن وصنع هوية وليس الحرب على السلب والقتل والنهب والسلطة والنفوذ كما يفعل اغلب القادة من ساسة العراق. ان علينا ان نعيد للعراق حياته.