23 ديسمبر، 2024 1:14 م

انهيار العراق في نصف ساعة

انهيار العراق في نصف ساعة

لم يكن سبب التأخر في كل الميادين في العراق بسبب قلة الواردات والخيرات , بلد اختلفت فيه الموارد البشرية والزراعية واستخراجات الارض من ذهب اسود ( النفط) , بساتين ونخيل وفواكه وجبال ومراقد مقدسة , سياسة لم تسخر تلك الخيرات لخدمة المجتمع بل جل اهتمام الدولة كان للحزب الواحد  والقائد الأوحد و وان وجوده ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه , لذلك رأيه سديد وعمره مديد وكل فرد من حاشيته عتيد , لتكون تلك الضرورة مرتبطة بأمن واستقرار البلد , تلك السياسة والافكار اثبتت فشلها حينما ادخلت العراق في حروب همجية ونزاعات داخلية وابادة جماعية تجاوزت القوميات والاديان والطوائف .
لا يمكن اختزال تاريخ العراق برجل ومرحلة , بلاد امتدت من عمق تاريخ الحضارة ومنبع الدين والعلم والقانون والسياسة , اول من علم الشعوب على الكتابة وخط القوانين واقامة مماليك الفدرالية ( ملك الجهات الاربعة ) , حضارة لم تتوقف في يوم من الايام , ومن خلال العشرة سنوات المنصرمة لم تتوقف الدماء يوماّ , التقيم للواقع يعطينا تصورات الحقائق وادارة الحكم , المواطن لا يهمه سعة الهوة بين السياسين ان كانت المؤوسسات تدار بالشكل الصحيح , ولكن اخطاء الساسة زج بها للشارع لتنظر كل فئة وطائفة بالعداء للاخرى وكأنها عدو يأكل حقه , لم يتوقف ذلك الحشد لحد معين وبتصاعد مستمر كلما اقتربنا من الانتخابات بخروقات نوعية نتيجة ازمات متوالدة ضحيتها مواطن مسكين باحث عن لقمة عيشه لا يعرف متى تأتيه الاقدار السيئة , الدولة لم تعد حامية للمواطن بل انها خادمة للمسؤول على حساب دماء الضحايا بفعل الخطابات والافعال المتشنجة الارتجالية التي بها تدار الملفات , ولم يتردد المعنيون من زج ابسط الخدمات في مزايداتهم السياسية . انتخابات مجالس المحافظات خدمية لتحسين واقع متدني متردي , تفاوتت الشعارات البعيدة عن هدف الانتخابات , وارتسم التشنج على اغلب المرشحين ومن اختفى خلف الرموز دون تقديم مشروعهم واكتفوا بشعارات العزم والقوة والاصرار وكأننا في معركة حقيقة  وليس في تنافس لتقديم الخدمة , وكأن السلطة مطلب اساسي للمرشح وان الناخب يجهل التصويت ليدعم المرشح بتزكية رئيس القائمة كي يختاره الناخب .
 من الملفت للنظر نجد ان دولة القانون في اعلان كلتها للانتخابات وقف قادة اصحاب تاريخ جهادي وسياسي الى جانب رئيس الوزراء , وفي طيات الخطاب معاني قائد الضرورة المتحدث بصيغة الأنا وكأننا لا تحكمنا ديمقراطية بصندوق اقتراع واي مسؤول موظف عند المواطن  والحديث ينطلق من قلب المجتمع بصيغة نحن , بينما جلس المرشحون للانتخابت كجمهور للتصفيق وكأنهم اعضاء ليس لهم الاّ التأييد , فبعد 24 ساعة من تفجيرات وسقوط مئات الضحايا جهاراّ نهاراّ وقبل الثلاثاء الدامي الثاني وايام يصعب وصف دمويتها , فنجد تلك الدماء سلم لتسلق السلطة واداة للانتخابات مثلما يمتهن المواطن  حينما نرى صورة امرأة عراقية شريفة تنشر في بغداد وعلى وجهها علامات الانكسار وهي تتسلم مبلغ من المال من مسؤول , علامات السرور اتضحت على المسؤول وكأنه يدفع الصدقات من ماله الخاص  ولا تعرف تلك المرأة ان في المظروف جزء من مالها المسروق ,
فكان خطاب رئيس الوزراء ( لولا دولة القانون لأنهار العراق ) ويصفق المرشحين ويرفعون ايديهم ان طلب منهم التصويت لتكون النتيجة 100% , ونسأل هل ان العراق متجه للأنهيار ؟   , وكلام الطائفية والتقسيم لم يعد سرأ  ولم يتردد من كان يخجل من اطلاقه  , واليوم وجد الدعم لذلك التقشسيم من مشعان الجبوري العائد للعراق قبل يومين وبرفع التهم عنه قبل يومين  وبحماية الدولة ليطلق شعار التقسيم , قبل ان يثبت انه مواطن ودخل للعراق دون ختم الجواز , يا ترى هل نحن ماضون الى الامام بلا عودة للماضي ام في تراجع في تبادل السلطة السلمي وتهديد أمن البلد , واذا افترضنا ان  اعلان نتائج الانتخابات في المؤتمر بعد الفرز لا يستغرق اكثر من نصف ساعة في مفوضية الانتخابات , وخسارة قائمة دولة القانون , نتيجة الاستياء الكبيرة من سوء ادارة الملفات , سوف يجعلها تنهار ويبحث قادتها عن رمز جديد لضمان وصوله والوصول به , ولا يستغرق ذلك الانهيار اكثر من يوم واحد , واذا رجعنا الى خطاب رئيس الوزراء يعني ان العراق سوف ينهار في نصف ساعة من اعلان النتائج ,,