23 ديسمبر، 2024 1:04 ص

انهيار التعليم وسيلة ممنهجة لتدمير العراق

انهيار التعليم وسيلة ممنهجة لتدمير العراق

ما يجري في العراق عملية ممنهجة لتدمير القيم قبل تدمير مؤسسات الدولة وتدمير القيم يعني أفساد كل شيء ابتداء من التعليم الى القضاء الى الاخلاق وصولاً للدولة الفاشلة والمجتمع الجاهل الذي يراد لة ان تنمحي تلك القيم من ذاكرته .
وان من اول أهداف سلطات الاحتلال بعد 2003 هو هدم التعليم واستهداف الكفاءات وأساتذة الجامعات وتغيبهم بطريقة وحشية ودعم الجامعات الأهلية الهزيلة والمدارس الدينية التي تدعوا الى الفرقة والخلاف وتهميش الجامعات الحكومية الرصينة لان التعليم هو الاساس في بناء المجتمع وبناء القيم وبناء الاخلاق وبناء التقدم والازدهار في كافة المجالات التي تشكل إساس نهوض الدول التي تسعى لرفاهية شعوبها وان تدمیر أي أمة لا یحتاج إلى قنابل نوویة أو صواریخ بعیدة المدى وانما یحتاج إلى تخريب التعليم وتدني نوعیة المناهج والسماح للطلبة بالغش والنجاح الجزافي لانه يموت المریض على ید طبیب نجح بالغش !
وتنھار البیوت على ید مھندس نجح بالغش !
ونخسر الأموال على ید محاسب لص نجح بالغش !
ويحرف الدین على ید شیخ دجال منافق نجح بالغش !
ویضیع العدل على ید قاض نجح بالغش !
ویتفشى الجھل في عقول الأبناء على ید معلم نجح بالغش !!!
وعلیه فإن انھیار التعلیم يعني انھیار الأمة بكاملھا.
وفي مقابلة تلفزيونية مع استاذ جامعي سأل المذيع الاستاذ ماذا تتمنى ان تحققه في حياتك فقال نفسي أكوّن ثروة لا مثيل لها، فرد علية المذيع ولكن هذا ليس من اختصاصك وانما من اختصاص رجال الاعمال فقال له الثروة التي أعنيها هي ان ينال اغلب خريجي الجامعات شهادات عليا في مختلف الاختصاصات فأنها الثروة الحقيقية لنهضة الأمة .
وهناك حادثة معروفة تم الإشارة اليها في كثير من الأوساط بعد سقوط الاتحاد السوفییتي .. حيث القي القبض على وزير الخدمة المدنية في موسكو وكان يعمل لصالح المخابرات الامريكية وقد تم استجوابه من قبل ضابط في المخابرات الروسیة الذي قال له : أنا كنت مسؤولاً عن مراقبتك فلم أجد لك علاقة مع المخابرات الأمریكیة ولا تواصل ولا مراسلة ..
فماذا كان دورك؟
قال كنت أعین كل خریج في غیر تخصصه وفي غیر مجاله .. وأشجع علي ترقیة الأغبیاء مع دعایة إعلامیة لھم .. وأعيِّن الرجل المناسب في المكان غير المناسب .. وأحاول دعم الفاشلين دون صعود الكفاءات بحجة عدم توفر الشروط .. وأدفعھم للھروب والهجره حتى يبقي على رأس الدولة العجائز القدامى والأغبیاء الجدد .. فأصیب الاتحاد السوفییتي بالإفلاس الفكري .
وهذا ما يحصل في العراق الذي لم يعاني فقط من الإفلاس الفكري وانما من كل ما يحمي منظومة المجتمع من مخاطر الافلاس ابتداءاً من الإفلاس المالي الى الإفلاس الديني والاخلاقي الى الإفلاس التعليمي والفكري .. ولكن من يستجوب الفاشلين الذين أحكموا قبضتهم على الدولة بقوة السلاح ودمروا البلاد والعباد ويتفاخرون بعمالتهم للاجنبي !!