18 ديسمبر، 2024 9:31 م

انهيار التحالفات…بداية مرحلة جديدة ام تكتيك اخر

انهيار التحالفات…بداية مرحلة جديدة ام تكتيك اخر

الانهيارات المتتالية للتحالفات الكبيرة التي شكلت على عجالة للحصول على دفة ادارة السلطة والاستحواذ بالتالي على المكاسب والامتيازات ومارافقها من التفاف على الدستور والشرعية وتدخل القضاء السياسي لحسم الامور والبت في موضوع الكتلة الاكبر واحقيتها في استلام الحكم …ومارافق العملية السياسية الهشة في العراق من مناكفات وفضائح واظهار العيوب مضافا اليها الفساد الاداري والمالي في اوج مراحل عفونته…ساهمت بل وعجلت في ان يصبح رفقاء الامس من ألد اعداء اليوم …فلايكاد يمر يوم علينا الا ونحن على موعد مع فضيحة من العيار الثقيل اوهدر للمال العام بلا خوف ولا وجل يتبناها طرف ضد الاخر ومن نفس التحالفات او القوى التي باركوا بالامس تاسيسها.

التحالف الشيعي الوطني ابتعدت عنه مسمياته التي شكلته وباتت كل فئة تتربص الاخرى وتعد عليها خطواتها حتى بات المواطن العراقي المغلوب على امره دائما وابدا في ظل هذه الصراعات غير الحميدة نسيا منسيا واهتمت كل الاطراف بتقوية حزبها على العنصر الاكبر وهو التحالف وصيرت الوزارات والادارات التابعة لها جزءا من موروثها المستحق غير عابئة بالجماهير التي نصبتها واصبح المواطن العراقي المنتمي للعراق حصرا وليس لاحزابهم خارج دوائر الاهتمام وليس له اي استحقاق في عراق التحزب اليوم ولكي تثبت عراقيتك وتحصل على ابسط الحقوق عليك الارتماء في احضان احد هذه الاحزاب التي سرعان ماتحولك وبقدرة قادر الى شخص ذو جاه ونفوذ وتسلط…وماحدث بالامس للتيار الصدري واليوم للمجلس الاعلى الابداية ستتبعها جولات اخرى اكثر حدة منها وسيكون لها صدى اوسع وتاثيرا اعم واشمل.

اما تحالف القوى السنية فبوادر الانشقاق والتجاذبات والتناحرات باتت معلنة ومفضوحة حتى بات المواطن السني بريء من هذه الكتل وشخوصها الكارتونية الذين اثروا على حساب الجموع الجائعة وباتت فضائحهم وارتمائهم في احضان كل من هب ودب حديث الالسن وانشقاقات الحزب الاسلامي والاخوين النجيفي وتحالف القوى خير دليل على ذلك.

ان وعي الجمهور السني بما يحاك ضدهم من ابناء جلدتهم الذين تخلوا في الدفاع عن الارض والعرض ايام حكم الدواعش وما مارسوه من ظلم وتعسف واجحاف بحقهم سيكون له الدور المهم في القضاء على تلك الوجوه التي لم نرى فيها خيرا قط وبات تغييرها حتما مقضيا.

قد تكون تلك التغييرات فاتحة خير على العراق واهله ان احسن المواطن هذه المرة اختياره لمن يمثله بعيدا عن الحزب والطائفة والمجرب السيء لايمكن اطلاقا ان يجرب مرة اخرى ..والوجوه التي جرت العراق الى الويلات والدمار وطوابير الشهداء وقوافل الايتام والالاف من الجرحى والمعوقين والهدر التام للمال العام والديون الكبيرة المتراكمة ليس لها مكان في عراق الخيرين .

وسيعلم الذين ظلمونا نحن العراقيون الى اي منقلب ينقلبون والله المستعان.