22 ديسمبر، 2024 11:44 م

انهيار الانسانية في هذا العالم

انهيار الانسانية في هذا العالم

في زمن تتصحر فيه الإنسانية وتتييس فيه عروق جذورها وتذوي في مهدها ولا تبقى هناك شجرة خضراء تكون معلمة لها لتعيد الأمل لهذا العالم المنكوب والمأساوي بكوارثه المتلاحقة التي لم تدع له متنفسا نظيفا حيث ابتلى بتجذير هذا التصحر والقضاء على أخر أمل له لاسترجاع إنسانيته المنتهكة . لا حاجة لنا للخوض في مظاهر احتضار الإنسانية ،فأينما تدير وجهك لا ترى الا البؤس والشقاء والحروب والدمار ويكون الكلب اغلي قيمة من الإنسان ، فعندما يفقد الإنسان إنسانيته يتحول الى وحش مكشرا عن أنيابه يبحث عن فريسته والفرائس كثيرة لينشب أنيابه فيها ويمتص دماءها ليتركها ا تعاني من سكرات الموت بين الموت والحياة لا يرجى منها شيئا وما ان ينتهي ليبدأ في فريسة اخرى تكون هدفا لإطماعه وهكذا فان الدماء لا ترويه وانما تفتح شهية للمزيد منها والدمار لا يشفي غليله ، ان المنظرين له يقدحوا الفكر ليبتدعوا نظريات جديدة في فنون صياغة الافكارالتي تدس السم بالعسل لتسويقها الى هذا العالم الذي يعجز عن التصدي لها لان ماكنة إعلامهم الجهنمية تسوقها فمن نظرياتهم الفوضى الخلاقة ، صراع الحضارات ، نهاية التاريخ وغيرها من النظريات ليسرقوا ما تبقى من عقولنا ومن إيماننا ومن ثروات شعوبنا الا تبا لهم وما صنعوا وما فكروا وتبا لنا لاننا سرنا في ركابهم وتبنينا نظرياتهم لاقامة إمبراطوريات الشر ولا نرى الا الشروالايغال فيه وهو رديف للاذى وللاانسانية ، والمأساة تشير الى سقوط مدوي للعقل والمنطق وسقوط مدوي للتآخي الإنساني والتعاطف الاممي وبالمقابل فان المجرم المغتصب لعذرية الدول يتوج إمبراطور العالم، فان لم تستطع الشعوب المنكوبة التصدي لهذا الشر فعليها ان لا تنسى التاريخ وكيف ان إمبراطوريات عظيمة هوت وتلاشت عبر التاريخ لأسباب ذاتية فهي مغرورة بجبروتها وتمددها بما لا يتماها مع قدراتها البشرية والاقتصادية فيكون مالها مزبلة التاريخ