23 ديسمبر، 2024 9:19 ص

انهم يريدون قتلك يااخي! – رسالة الى محمد عبد الجبار الشبوط

انهم يريدون قتلك يااخي! – رسالة الى محمد عبد الجبار الشبوط

هنالك مقولة شائعة تقول (الاشجار تموت وهي واقفة) وانا اقول ان رجلا بقامة ابي سعدي لن يموت حتى وهو واقف كالشجرة لان اخضرار ابي سعدي اخضرار الفكرة والتاريخ النظيف وزهد المعارض الشريف واليراع المتدفق ثورة وحرية وعدالة اجتماعية واصرارا على الثبات في ساحة الفرسان رغم كثرة الصولات وصهيل الجهات والاف الفرسان!.
محمد عبد الجبار الذي اعرفه منذ 25 عاما لازال هوهو اخضر في عيون هذه الخارطة الثورية الممتدة في افاق الحركة الاسلامية والتيار الديموقراطي وربما كان جهده في استنباط الاليات الديموقراطية في مرحلة كان فيها الاسلاميون غرباء على مصطلح الديموقراطية فكيف بالاليات يساوي جهد جان جاك روسو في العقد الاجتماعي وعبد الكريم سروش في الثورة على التحجر وعلي شريعتي في التشيع الصفوي والتشيع الايراني وربما هو الكاتب الوحيد الذي احدث هزة فكرية في  اعماقنا اواسط الثمانيات حين شق لنا ترعة في العمل الحزبي عبر (كوادر الدعوة الاسلامية) وقال لنا ليس الفتى من يقول كان ابي ان الفتى من يقول هاائنذا!.
كتب في الفكر الاسلامي واشبع المعرفة بجدل الثنائيات الدين والالحاد/ الاسلام والديموقراطية/ التحول والتحجر/ وستبقى عشرات الصحف والمجلات العربية واللبنانية على وجه الخصوص شاهدة على الباحث المجيد والمفكر القادر على الصمود في استحقاق العمل مع الفكرة الكبيرة وتحدي صناعة الهوية العربية والاسلامية الراهنة!.
30 عاما كانت كافية لان يتربع الرجل على كرسي الولاية الفكرية لولاية ابدية تخترق الاعراف السياسية السائدة وتكسر اعتراض من يتحدثون عن تحديد الولايات اذ وحده من يمتلك القدرة على الاقناع وترتيب الاوراق والتفريق بين ماهو منهجي وماهو كلجي في عالم لايعرف الرحمة ولايتعرف على المبدعين والثوار واصحاب الاقلام المجيدة خصوصا في الوسط الاسلامي العراقي الذي كشف في السنوات العشر الماضية من عمر التجربة العراقية الراهنة عن سوء نية وقدرة غريبة في التنكر للطاقات ورفاق السلاح وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لاتقر لهم بذاكا!.
انهم يريدون قتلك يااخي لانك كشفت المستور قبل ربع قرن ودعوت الى التجديد وعرفت البدعة ودعوت الى الابداع ونهضت باكثر من مشروع ومهمة ناهزك على حملها شيوخ كبار في الاسلام السياسي فلم يجدوا مثلبة الا القول ان الشبوط من قوم لوط وانت كنت ولازلت وستبقى عصيا على الانخراط في كتيبة المردة كبيرا في صياغة الفكرة عميق الجذور في تاريخ الحركة الاسلامية.. وكيف ينالون منك وانت جبهة تدفق مقاتلين وافكارا على الطرف الاخر من ساتر الحرية؟!.
ابوسعدي يقف الى جانب كوكبة مهمة من المفكرين العرب كسليم العوا ومحمد عابد الجابري وراشد الغنوشي وحيث تخلو الساحة العراقية من مفكر ينبري الرجل لهذه المهمة في الصباح مرة وعبر اطلالات من وراء الكامرا في الفضائية العراقية وشبكة الاعلام العراقية يلهم ويعطي ويجدد ويوصل الليل بالنهار من اجل بناء اعلام وطني حر سيد مستقل ومن يقف خلف الكاميرا هو القادر على صياغة الرؤية وتغيير السائد واجراء تغييرات حقيقية في بنية الخطاب الاعلامي الراهن وكيف لايجدد من يقف خلف المشهد وهو القادم من رائعة الجواهري.. وان يدا من وراء الضريح حمراء مبتورة الاصبع؟!!.
يده المغيرة التي تشرف على التحول وهو في العراقية والصباح هي ذاتها الاصابع المبتورة التي تمتد الى عالم بالخنوع والضيم والذل والوشاية وهي ذاتها التي تستعيد بزمن قياسي وطنا مهدورا ونزاهة مرتبكة ومشروعا وطنيا غير متوازن!.
ابو سعدي..
اعلمت الان لماذا يريدون قتلك بالوشاية يااخي؟!.