13 أبريل، 2024 2:43 م
Search
Close this search box.

انهم يتقاتلون … بالطبع من اجل الكعكة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما زالوا يتصارعون كالثيران من اجل بقايا وطن طعّنوه ومزقّوه شر ممزق ولم يكفهم ما فعلوه به وباسمه بل ما زال هناك الكثير في جعبتهم ويبدو اننا امام نزال سيطول كثيرا فالكل تسّلح وجنّد واستعد جيدا لجولات من الصّراع الابدي تحت شعارات الوطنية والنضال والجهاد والتحرير ورفع المظلومية فبغير هذه البهارات والتوابل لا يصلح العمل السياسي في بلاد ما بين النهرين والذي اصبح يدر ذهباً و ماساً على من اختاره كمهنة وعمل اما شعارات ومفردات التنمية والبناء والنهوض والعمل من اجل الوطن والمواطن اصبحت لا تطرب المسامع بل انها من كثر ما نذكرها وتتردد على الستنا امست سمجة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة لانها تؤذي مسامعهم وتذكرهم بفشلهم وخيبتهم في توفير ابسط الخدمات لوطن ينازع من اجل البقاء.

احزاب .. تيارات .. حركات.. تحالفات .. تفاهمات .. تقاطعات .. اجتماعات .. تسويات .. ميليشيات .. رصاص .. بارود .. تي ان تي .. فساد .. لصوصية .. نزاهة .. برلمان .. وزارات .. شعارات .. امام هذا الكم الهائل من التقاطعات يبدو ان الوطن اصبح متعبا من احتواء ابنائه ولم شمل العائلة فالاولاد العاقون اصبحوا عائقا وعبئا حقيقيا في عودة العائلة الى وضعها الطبيعي وما يخيف حقا انهم نزعوا ثوب التراحم والمودة ولبسوا قناع القسوة والعنف والدموية يا لصعوبة الامور فالحلول اصبحت من المحرمات لانها تغني طرف وتحرم اخر من الكعكة، الكعكة التي هي تكفي الجميع وتزيد غير ان قابيل ابى الا ان يرتكب مجزرته انها الانا القدرية.

الامل .. مفردة تستوطن العقل العراقي علها تنقذه من جحيم الصراعات التي لا ذنب له فيها سوى انه خلق على ارض تعشق الدماء ولا ترغب في هدوء او سكينة لان انين الضحايا يطرب سمعها ويجعلها تطلب المزيد فهل لهذا الامل من وجود ام اننا نستسلم من كثرة الصفعات ونحاول النهوض والصمود بعزاء الامل والرغبة في البقاء حباً في الحياة وكرهاً للموت والرحيل لاننا نعتقد اننا امام استحقاقات لم تتم بعد وعلينا اتمامها قبل الرحيل.

ارحلوا .. ارحلوا فلقد رحلتم من عقولنا وقلوبنا.. ارحلوا.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب