22 ديسمبر، 2024 10:26 م

انطباع راودني خلال مظاهرات ساحة الحبوبي يوم الاحد 2 / 8 ترسخ بعدها وهو ان الروح العلمانيه للشعب العراقي قد استفاقت من غفوتها في التي ادخلها بها البعض وهي ان العلماني كافر وحتى افتوا بصدق هذه الكذبة ولذا على من لا يحتمل سماع هذه الكلمة ان يعتاد على سماعها ..علمانية علمانية علمانية ……..علمانية ولن اقول مدنية رغم انها كذلك لكن نكاية بمن ابغضها حتى دفع ثمن ان يسرق منه  700 مليار دولار وسأصر على قولها حتى وان اصر الناخب على ان يبغضها مجددا  ً ورضى ان يسرقوه 700 مليار اخرى إذ لا بأس فانا لست اقلهم صبرا ً وسأجلس هناك في ركني حيث انتشي شامتا ً.الان ادرك الشعب ان المعادله البسيطة ليست قدمت لك موكب حسيني فانتخبني لا فالموكب حق ضمنه الدستور لكن وفرت لك خدمات فانتخبني.
وبعدها عند مرافقتي لصديقي ّ – وهما ذوي توجه ديني – جرى الحديث بالطبع عن الخيبة الكبرى بالإسلاميين وقال حسين انه يستغرب من اصرار قائد احد الكتل الدينية على الالتقاء بالنساء في النجف تحت عنوان التوعية الدينية وانه كان يستطيع ارسال نساء اليهم اذا اراد وقد لام بداية ازواجهن على ارسالهن , وقال انه لن ينتخب الاسلاميين نهائيا ً بل سيتحول الى الشيوعيين والتف الي ّ مبتسما ً “سأتحول الى الشيوعيين ” قالها بأسلوبه المزاحي المعتاد لكنه كان يعنيها. لقد كانت كلمة اما غبية أو لئيمة وهنا لا اقصد صديقي شخصيا ً بل باتخاذه نموذجا ً لنمطيه تفكير لدى الكثيرين يؤمنون بها فهم يصرون ان هناك في اقصى الطرف احزاب اسلاميه تسترت بستار الدين وسرقت تحت لواء شعاراته واستغلت بساطة الناس وانه يوجد بأقصى الطرف الاخر كبديل شيوعيين كافرين ولا بأس ان اضطررنا لانتخابهم مصرين ان لا يلاحظوا ان في المنتصف تيار مدني علماني .
هناك تيارات اسلامية مأدلجة تريدان تحكم  باسم الدين وهناك علمانيه وهي اما مأدلجة وهي الاغلب مثل العلمانية البعثية والقومية والشيوعية وهناك علمانية مدنية غير مادلجة ولها شخصياتها المعروفة وإدماج الحزب الشيوعي ضمن العلمانية المدنية خطأ كبير وستراتيجي وقد وقع التيار المدني الديمقراطي بهذا الخطأ فأدخلهم ضمن التحالف المدني في حين انهم افراد مأدلجين ابعد ما يكونوا عن المدنية إذ المأدلج سيبقى اخلاصه لحزبه وادلجته دائما وأبدا وهم ينظرون للفرد على اساس الفرد الجمعي بينما التيار المدني ينظر للفرد بفرديته تماشيا ً مع الفطرة السليمة فالإنسان يجوع ويلتذ ويشعر بالخوف والأمان لوحده وحتى عندما يؤمن بالأفكار فيؤمن بها كفرد لا كمجموع كما تحاول الانظمة والأفكار الشمولية فعله ومنها الحزب الشيوعي لذا هم فكرا  ًيتناقضون مع التوجه المدني .
وهكذا احزاب مادلجة تتصف دائما  ًوعبر تاريخها بالانتهازية حتى انهم عندما دخلوا على خط التيار المدني تسلقوا عليه وجعلوا التركيز على مرشحيهم فقط فهم اقصائيون كحال كل الاحزاب المؤدلجة سواء بعث او احزاب اسلامية او قومية .
ان الحزب الشيوعي عمليا ً لم يعد له وجود فهو منتهي بحكم التاريخ وما تبقى منه يجب وضعه بمتحف التاريخ الطبيعي بجانب الاحفورات او غرفة الانعاش دون امل بالاستيقاظ لانه بحق حزب الدريديين من ذوي الاسنان المتساقطة حصرا ً وكل تاريخه انه يفتخر بانقلاب 58 المشؤوم وانه سحل وقتل بالشوارع لكن القدر لم يمهله طويلا وانه شارك بجبهة مع حزب البعث فهو حزب سلطه اولا وأخيرا ويرضى بأي فتات .
انه شيطان لكنه مقعد قد اصيب بالشلل بعد ان فقد ادواته في جولة شر لكنه لا يزال شيطان ونماذج حكمهم انتجت اسوأ دكتاتوريات ككوريا الشمالية والناس في ظله يفضلون الموت عند اجتياز جدرانه وأسلاكه الكهربائية على العيش تحت ظله كما في المانيا الشرقية وكوريا كما انه انتج طغاة قتلوا من شعبهم بأكثر مما قتل منهم عدوهم كما فعل ستالين . بل ان شره الديالكتيكي لطالما ارتد عليه فقام بقمع كل اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تقريبا ً في الثلاثينيات وانه طمس صور لينين من تاريخه.
انه حزب مترنح فقد عمقه الإستراتيجي وفكر متهرئ بالي كحال الاسلام السياسي والبعث لكن حياتنا الفكرية لا تختلف عن باقي جوانب الحياة لدينا فهي متخلفة وبطيئة في الاستيعاب وفي تبني التغيير فسبب وجوده الوحيد للان هو تخلفنا الفكري وتراجعنا عن حركة الحياة برفض كل مرفوض فنحن نتأخر كعادتنا وينبغي على افراده ان ينضموا للتيار المدني الاقرب لهم وان يتقبلهم التيار بدوره كأفراد وليس كمنظومة حزبية.