23 ديسمبر، 2024 6:20 م

انهم بحاجة لشيء من وطنية .. ليت ساستنا يقرأون ملامح الساهر عند ذكر العراق ؟!

انهم بحاجة لشيء من وطنية .. ليت ساستنا يقرأون ملامح الساهر عند ذكر العراق ؟!

الظروف صعبة والابداع متزايد.. تلك أهم مواصفات الانسان العراقي.. لا تحده المعاناة عن تحقيق المعجزات 

يدرك مصورو ومخرج برنامج “ذا فويس” من قناة “mbc” حالة حميمة، يمر بها كاظم الساهر؛ فيلتقطونها، عند ورود إسم العراق، ويعرضونها ملء الشاشة.. مذكرين؛ عل الذكرى توقظ الاحساس.

ثمة زهو تلقائي عميق، ينبع من لحظة تخلقه نطفة من ظهر ابيه ورحم امه، يتجلى على ملامحه، من دون شعور، لأن الانتماء الوطني، يتجذر في الانسان، فطريا.. لا يأتي ولا يزول بقرار منه؛ انما هي قوة لا مسماة.. غير قابلة للمساومة المعقلنة، والحسابات المنطقية، كما يقول الشاعر مظفر النواب:

“عراقي هواي وشيمة فينا.. أن الهوى خبل”

حمدا لله، أن العراقيين مشرفون، حيثما حلوا ، وأينما يرتحلون.. إنهم يشرفون الامكنة، بإعتدادهم بالذات، من دون مصادرة الآخرين، ولا “يبخسوا الناس أشياءهم”.

لذا؛ فأن عراقيا مغتربا عن الوطن، سنوات طويلة، يحق له ان يفخر إنتماءً لوطن لن يخذل ابناءه، ولن يخيب فرحتهم بعودته اليهم معافى.

فالعراقي قبل 9 نيسان 2003، ما كان ليتحدث بالوطنية، ووجد الجذور المغروسة في طين الرافدين وطمي السهل الرسوبي؛ لأن ذلك يعد نفاقا للطاغية المقبور صدام حسين، الذي جير الوطنية لنفسه.. إذا قال صدام قال العراق؛ وحب الوطن، وكرامته والانتماء له، تترجم سوقا الى حروب هوجاء، قطعت دابر الرؤيا التأملية.

خمسة وثلاثين عاما، عشناها في ظل تخبطات، ما زال معظم تبعاتها عالقا في وجدان الاجيال، بحاجة لمناهج اجتماعية وتعليمية مدروسة لإزالته، واحلال الإنموذج الامثل، بديلا عنه.

تداعيات وجدان الساهر، لانتماء فطري، غادره على الصعيد الواقعي.. عمليا؛ باكتسابه الجنسية الكندية، تدل على أن الوطنية فيض انساني يجعل الوعي يهفو برهافة، خارج نطاق الاوراق المستصدرة من مديرية نفوس هذا البلد وتلك الدولة.. انه انسان كوني، انطلق من العراق، وساح في الفضاء غير المحدود.

ولأن الاصوات العراقية المشاركة، ضمن حلقات البرنامج مشرفة.. مستوفية ادواتها، فحق لكاظم الفخر بوطن، ينجب المبدعين، على مر الأزمنة.. وفي كل حين، منذ تشكلت الدولة لليوم.. الظروف صعبة والابداع متزايد، تلك هي أهم مواصفات الانسان العراقي، الذي لا تحده المعاناة عن تحقيق المعجزات.  

ما  يحتاجه ساسة العراق والدول العربية الاخرى، هو شيء من انتماء لبلدان تمنحهم اكبر مما يستحقون… ولو عرفوا كيف يغرسون بذرة الوطنية، في عمق وجدانهم، لحق لهم ان تسحر ملامحهم ملايين المعجبات وآلاف المقلدين.