أيها الوطن الجريح! ماذا أقول بعد طي فصل آخر من كتاب الغربة؟ كيف أصف المصيبة، وأنا أتهدهد كل يوم بالهمهمة الرتيبة. فالكلمات المحبوسة في فمي ترتعش من قشعريرة الغربة شتاءا، ومن لظاها صيفا. وتتحول الهمسات اليائسة إلى أحاسيس بائسة، تختلج في صدري المثقل، وتنصهر في أتونه المداري لتلفظ نيازك بلون دمي الحامي، ولكنها سرعان ما تتفحم من جديد حالما تلامس غلافك الجوي الشديد.
ماذا جرى لك أيها الوطن المنحور على مدى الدهور، أتبقى مظلما ولا تشهد النور، سبحان الله من مهد الحضارات الى مقبرة الأحياء والأموات، ما أن يندمل فيك جرح حتى يستجد مائة جرح؟ كأنما كتب على جبهتك العابسة: لا للمعافاة، لا للسعادة، لا للأمان، نعم لحياة الذل البائسة والمصائر اليائسة، نعم للنفوس العارية اليائسة. لا أعرف كيف أشكو ولمن اشكو؟ فالمعاني أمست عمياء تتخبط في رواق الكلام، متأرجحة كالسكارى في الزحام، والألفاظ كسولة بلا تعبير تتراخى في طريقها الشائك العسير، كأمرأة حامل في شهرها الأخير، مستقبل غامض مريب يعبر عن اللاشيء واللاإنتماء العجيب. فالسيادة، السلام، الكرامة والعزة والإستقلال، وغيرها من حلم الأجيال، عبارة عن محطات رئيسية كالبرق تمر وتتلاشيى رويدا في طريقك الوعر، تتجاهلها كأنك نائم وتعاملك كحالم، كأنكما عميان لا تحس بها ولا تحس بك، أنت والأمان بصراحة نقيضان.
تساورني الشكوك حول حقيقة ما جرى وعمٌ، وأنا أدرك تماما أن بعض الظن إثم! لكن إحتلالك من قبل الطغاة هي الحقيقة الوحيدة، أتساءل كيف سقط من البعض سلاحهم، وهم على يقين بأن السلاح إن سقط من يد المقاتل الهمام فأنه سيرتد بقوة إلى نحره مفعما بشهوة الإنتقام؟ وهل سقط عفويا وفي غفلة منهم؟ أم أسقط بفعل فاعل مجهول لأمر معلوم؟ هل كانت أياديهم رخوة؟ أم كان السلاح أثقل من أيديهم؟ هل كان سلاحا حقيقيا؟ أم لعبة أطفال، توهموها سلاحا فعال، وحسبوها حقيقة وليس خيال؟ هل غادرتهم النخوة، واعتبروها مجرد نزهة وسلوة؟ لا يقدر ساحر وعالم ان يحل هذه الطلاسم.
سأتلو عليك وطني ما لا تدري، من أفكار محبوسة في صدري، منذ الطوفان الأمريكي الجارف، الذي حمل معه كل تلك الطفيليات والشوائب، سيرحل حتما والأمة ثابتة في مكانها، وولن يتغير إسمها العربي وعنوانها، الظنون تضغط على أضلعي الواهنة وأخشى أن تهشمها في لحظة راهنة. في الغربة تتشابك العواطف وتختلط الألوان، وتتغير ابعاد الزمان والمكان، فتضطر لفتح ذراعيك مرحبا بالغم كضيف، متأسفا عما لحقك من ظلم وحيف، في بحر الظنون ما بين غريق وعائم، القلب مهموم مريض، والحزن لا غيره رفيق.
احلامنا في الغربة رتيبة ومملة. لكن ذواتنا الخارجة عن الملة، وخطواتنا الضالة عن الطريق السليم، واندفاعنا غير الملجم في وحشة العدم الأليم، تجعلنا نتعلل بهم ونتسامر معهم، معللين النفس بأفيون الآمال، رغم قناعتنا بأنها المحال. لعل الأفق يبرز متغافلا عن تسلل شبح خفيف، مع أول دفقه من الضياء الرحيب لتعود تعابير وجهك السليب. وجه شاب فتي ملأته التجاعيد والحزن، كبركة ماء راكدة تشكو الأسن.
الغربة والوحشة تؤأمان سياميان متلاصقان لايمكن أن ينفصلا عن بعضهما لأن في ذلك موتهما معا، والأمل مارد ضخم يتوسد الغيوم بعين مغمضة وأخرى مفتوحة، في عينيه نظرة تساؤل: هل ستعود الطيور المهاجرة إلى أكنانها المخضرة الحاضرة، بعد أن أعياها سفر لا يطاق، وطوى اجنحتها مرارة الفراق؟ أم ستبقى تدور في فلك الإحتمال إلى أن يعالوها تراب المحال؟ يتعثر اللسان بحجارة الجواب، ويطول الإنتظار بتعدد الأسباب! ما اسأم الإنتظار وما أحقره! اليس في إنتظار غودو عبر، لمن أعتبر فعلامنا لا نعتبر أيها البشر؟
أي وطني البائس المكبل بقيود السجان! لقد ألبسك الطغاة كفن اليأس والأحزان، ووضعوك في تابوت النسيان، ليواروك التراب وأنت حيً وجسدك دافيء ريان، كيف تتحقق الوفاة طالما القلب ينبض بالحياة؟ ومع هذا يدعي أخوة يوسف بكل صلافة محبته. ربما صمتـك المحير شجعهم، وصبرك المفرط، وجمودك المذهل، أقنع الجناة بأنك فارقت الحياة، وشهادة الوفاة هي الحد، لكنها لم تنجز بعد؟ لقد إنتهت العصور الجليدية يا وطني، فتحرك ولو قليلا، وتزحزح، أو على أقل تقدير تنحنح، لتشعرهم بأنك حي وموجود، ولم تغادرهم بعد لعالم الخلود. حرك يديك ومزق الكفن الأبيض؟ إنهض يا وطن إنهض! كفاك عجزا وتأفأفا، فالشرفاء يمدون لك سواعد من حديد، ليساعدوك على كسر الجليد، والنهوض من جديد، فساعد نفسك قليلا، فقد عرفناك للمجد سليلا!
كفاك وطني عشقا لأبي الهول فقد سأم منك ومن معاشرتـك. فخطواتك أثقل من جبل شاهق، وصبرك أطول من بحر رائق! أمرك يشتت الفكر، ألا يؤرقك عينيك السهر، ولم يومك بشهر؟ إن لم يكن صبرك قد نفذ، فقد نفذ منا الصبر، وكفانا بؤسا وقهر! أسمع يا صاحب النوايا السليمة: لقد علمنا التأريخ بأن الصبر نصر وغنيمة، ولكنه إن تجاوز الحدود تحول إلى شلل في العزيمة. وعلمنا إن التردد هو الصفحة الأولى من كتاب الهزيمة. وأن كانت الهزيمة كلمة مؤنثة فأن النصر مذكر. ومن التأنيث ما سمى عن التذكير، فكفاك نوما، إنهض وغادر السرير! إنهض وابعد الخمول عنك! فالضربة التي لا تقتلك تقوي بدنك وتنعش روحك، فشدً من أزرك، وتقلد سيف العزيمة وألبس درع الأقدام ولا تملٌ، وتوكل على الله ولا تستعن بغيره، فمن إستعان بغير الله ذلً.
كفاك عجزا يا وطني تجاه الخونة الكلاب! فمهما فعلوا بك أراك تبخل عليهم ولو بنظرة عتاب! أي وطني المنتهك عرضه من قبل الغرباء والعملاء! أي شر أصابك وأي بلاء؟ صدقني وراء كل إحتلال جلاء، ووراء كل مرض شفاء، ووراء كل فقر ثراء، ووراء كل فراق لقاء. أصدقك القول بأنه سيبقى الحنين إلى أحضانك شغلنا الشاغل. فأشواقك تغلي في صدورنا كالمراجل، تفور كالبركان على قلوبنا االصدأة، وتتصاعد أبخرتها إلى عقولنا المتكلسة، لترطب أفكارها المتيبسة. قد يكون حب من طرف واحد، ولكن ما باليد من حيلة، فقد عجزت الوسيلة. أجل أيها المعلم الأول للبشرية والطالب الفاشل في هذه الألفية.
ما الذي دهاك! وأثبط عزيمتك لتتحول من جبل يعانق السماء إلى حفرة حقيرة جوفاء تتجمع فيها الأزبال من كل الأنحاء؟ أرفع رأسك كقبة مزهوة شهباء، ولا تنكسه كمغتصبة هتك عرضها الغرباء، جاهر بصوتك بكل مرتع، كزئير أسد وليس كنقيق ضفدع. تحرك قبل الفوت، فالحركة بركة، والجمود موت. تَذكَر مواعظك فهي راسخة في عقولنا الى اللحد، فإن نسيتها فنحن لم ننساها بعد.
ألم تُعلمنا بأن الخوف كساح الشعوب، والإقدام يطهر الأبدان من الذنوب! وأن الصعاليك فقط هم التائهون في غياهب الجهل، يعيشون على الهامش بلا أمل. حتى جبابرتهم يبقوا صعاليكا صغار، يلازمهم الخزي والعار، طوال الدهر ليلا ونهار. حتى لو تخطوا كل بحار الممكن، فأن الإعتراف بهم غير ممكن! أما زلت ثابتا على رأيك الصائب بأن الفساد والطغيان قطب سالب، والحرية تغيب في ظل حاكم عقيم عايب، ووطن مختطف سائب، وشعب مخصي خائب؟ أو لست القائل بأن الأفكار البارعة كطيور جميلة رائعة، تعشعش بين الأغصان اليانعة، وتتغنى بالأنوار اللامعة، وتحلق بأجنحتها في السماء، وترفرف برفق وجمال وبهاء، تحط على العقول المعتمة فتنيرها بعصا سحرية ملهمة؟ بينما الأفكار السيئة خفافيش تهوى الظلام والزرائب، تعشش بين الأطلال والخرائب، تخشى الضوء الباهر لأنه يشوش عليها رؤية المناظر.
ألم تجزم بأن الحق طلق الباطل بالثلاثة أمام الله الأحد الواحد، ومنذ فجر التأريخ لم يجتمعا تحت سقف واحد، فان حضر الماء بطل التيمم. وان جاء الحق وجب التسلم. ألا تعلم بأنك الحق و(لا يضيع حق ورائه مطالب) مهما شاعت خرافات المحتل من مطالب، وتمادت عفاريت السلطة القاهرة، في تحويل هزائم منكرة إلى انتصارات باهرة، إنها محاولة فاشلة بنا لا تليق، كتأنيق فتاة بلهاء، وتزويق عجوز شمطاء(وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر)! ألم تعلمنا بأن العملاء مثل الثعابين يرفعون رؤوسهم لإفتراس ضحاياهم تحت ظلال الإحتلال، ولكنهم يختفون ويهربون إلى جحور مظلمة بعد الجلاء والزوال؟
أتفق معك بأن الغربة خارج الوطن جنحة أليمة! لكن أليست الغربة داخل الوطن تُعد جريمة؟ في الغربة القسرية تتشوه صورة الحياة الباهرة بطلاء الباطل فتتداخل الملامح ولا تفقه منها شيئا، وتستشعر بزحف الشيخوخة المتعسرة، تتقدم يوم بعد آخر كجيوش منتصرة، تلاحق فلول الشباب المهزومة بثبات، وتفرقهم في جميع الجهات، تستريح تارة في كهف جبل من هم، وتارة في بطون وادي من غم. مثل ممسوس تائه محرج، يبحث عن أي مخرج، مرعوب لا يدرك ولا يفهم، إن كل الطرق المعوجة تؤدي إلى جهنم. ربما أكون قد أخطأت أو أجرمت بفراقك ولكن جسامة الأخطاء الفادحة لا تغير محصلة النتائج الواضحة. وأنت العارف بالتقدير، بأن الخيار بين الموت والحياة لا يحتاج الى تفكير، حياة الإنسان ترسم المصير.
ايه ياوطن الآهات والتناقضات! أعيش مغترباً متشوقا لترابك الطاهر المدنس، وحضارتك اليانعة الذابلة، وثقافتك الواسعة الضيقة، وإسلامك الصحيح المنحرف، وعروبتك الموجودة المفقودة، وكبريائك العالية الذليلة، وغناك الفقير وفقرك الثري. إنك بحار عميقة من التناقضات لا قاع لها، وطود من الطلاسم لا حلول لها. تجعلني حائرا بما آلت إليه أحوالك! وكيف يُقتل ويشرد ابنائك وتُسرق أموالك. أضع رأسي المثقل بالهموم على كتف أبن زريق البغدادي، نشكو كلانا من لوعة الفراق، ومعاناتنا من الحب والأشتياق، أو أتأبط ساعد أبي فراس الحمداني أشاطره الهموم والأماني، مثل حمامة ناحت بقربه وهي تعاني. لم يكحل أبن زريق عينيه برؤيتك ، مات شهيد الغربة بلا رفيق، فهل سأكحلها برؤياك أم سأنضم إلى قافلة أبن زريق؟ وفكُ أسر أبو فراس الحمداني وعادت له حريته من ثاني، فهل سيفك أسري، وأتحرر من قيود المكان، أم أظل معتقلا في زنزانة النسيان.
سلوتي في غربتي هي أنين مكتوم، وأنيسي في وحدتي حنين مأزوم، أخدر النفس الهائمة بأفيون لقاء قد يطفأ جمرات الشوق المستعرة بين الأحشاء. ويتراكم الرماد في العيون كعفريت جاثم فوق النيران في إغفاءة عميقة، وفجأة تهب نفحة هواء بريئة حبست في الصدرظلما، وأطلق سراحها توا لتدغدغ شرارة ماجنة صغيرة تتراقص بشهوة حمراء، كأفعى لعوب بلهاء أمام ساحر هندي ماهر، ومع كل إلتواءة وألم يكبر في قلبي الورم، وسرعان ما ينفجر قيحا وصديدا، وما زلت يا وطني مكابرا عنيدا. ككبرياء نغل وعناد بغل.
أترقب سنوح الفرص وأتلهف لرؤيتك كتلهف كلكامش لعشبة الخلود، أشعر أحيانا كأني برفقة بيكت ننتظرغودو وقد أبى أن يعود! وأشعر أحينا بأن الغربة صخرة ثقيلة تتدرحرج وكأني أشارك سيزيف بدفعها، وكلما رفعناها للأعلى قليلا هبطت للأسفل كثيرا! أحاول ترويض الأفكار المتوحشة كنيتشة، واستقي من ديكنز الآمال الكبيرة، لكن زرادشت شوبنهور يبعد عني شبح التفاؤل، وأرول يقول اسمع ايها الأنسان، انت تعيش في حقل الحيوان! ما يقيدني هو ضيق المجال وعسر الأحوال! فأنت تعلم بأن الخيارات محبوسة في قلعة الغربة والتعجب، ولم يطلق منها إلا سراح الترقب.
وطننا المبتلى بالسدر والعمائم، عندما هتكت الأعراض وإنتشرت الأوبئة والأمراض، تحولت إلى خرائب وأنقاض، وساد الفساد، وسبيت النساء، وقتل العباد، وخوًن الأجداد، وظلم الأحفاد، وشوهت صورة الأمجاد، نزع المعمم النكره، عمامته الوسخة القذره، متقيئا بففتاويه المنكرة، يدخل صومعته المظلمة كقلبه والمقفره كعقله. يموهنا بالزهد الزائف، وكلنا بثرواته في لندن عارف، السكوت أحيانا أثمن من الكلام! ثم ما نفع الكلام وقد أطلقت علينا السهام، رحم الله أبا تمام. فالسيف أصدق والمعنى أعمق.
شهر صاحب السدارة العميل رمحه الملثوم، ممتطيا صهوة حماره المهموم، مدافعا عن أصحاب المظلومية السائدة ضد أصحاب المظلومية البائدة، فكان أظلم من دعاة المظلومية أنفسهم! وسرعان ما تبين أن رمحه دونكشيوتي خشبي، كسر قبل أن يخوض الجولة الأولى من المعركة، فترك الميدان والخبيص ولم نعد نسمع له حيص ولا بيص. ينطبق عليه قول الرصافي:
إن ديك الدهر قـد باض ببـغداد وزارة
ووزير ملحق كالذيل في عجز حمارة
وهو لايملك أمرا غير كرسي الوزارة
احزاب دينية متهرئة مأفونة، تفوح منها رائحة العمالة والعفونة، تتشدق بالإسلام كما تريد وهي تكفر به من عيد لعيد. تذكرني بقول غاندي” أن اعظم انتصارات الشيطان تكون حينما يظهر وكلمة الله على شفتيه”. زمرة اشرار وابالسة، عملاء، أذلاء، جبناء، سفهاء. دمامل في بدن الدين مليئة بالقيح والصديد، آن الوقت لنفجرها وننظف أجسادنا من وساختها، ونتعافى من جديد.
أيها الوطن المبتلى بأبنائه والمبتلية أبنائه به! قد نجد عذرا في تسامحك مع من يتنكر لك! لكن لا عذر لك في تسامحك مع من يفسد فيك ويسلبك ثرواتك، ويؤدلج ويشرع العمالة بكل رعونة وسفالة. إننا على ثقة بأن الخيانة، العمالة، السرقة والهزيمة، كلمات مؤنثة منجبة وليست عقيمة لذلك نخشى تناسلها، فالجار الفارسي شديد الخصوبة، وملابس العملاء مكشوفة ومثقوبة.
وطني! ليس ليً سوى أن أحلم بك، أليس الحلم جنة الفقراء والمعدمين، وسعادة اليتامى وملهاة المغتربين! لكن حتى هذا الحلم أصبح طريدة يلاحقها الطغاة أينما رحلت وأينما حطت، بعدت أو قربت محاولين أصطيادها بكواتم صامتة. الا يكفيهم شقاء شعب كامل يعيش في وهوان ومذلة؟ ويصيح بلا حياء هيهات منا الذلة؟ الشعب الفقير الذليل يتبع المرجع اينما مال يميل.
أرفق رسالتي ببطاقة شوق، ربما يتسنى لك أن تقرأها في غفلة من الجلاد! ضمنتها أبيات لشاعرنا الكبير معروف الرصافي:
من أين يرجى للعراق تقـدم وسبيل ممتلكيه غيـر سبيله
لا خير في وطن يكون السيف عند جبانه والمال عند بخيله
والرأي عند طريده والعلم عند جهوله والحكم عند دخيله
اتذكر كلامك الواعد بأن سيفان لا يجتمعان في غمد واحد، أما الوطنية أو العمالة، أما الكرامة او السفالة، فعسى أن تُعاد لك يوما ذاكرتك المفقودة، وتتعرف على ابنائك، الذين كلما اقتربوا منك خطوة إبتعدت عنهم ميلا، عسى أن تصحو من أفيون المرجعية القاتل، فتفرق بين الحق والباطل! وتحتضن من جديد ابنائك الذين ظلمتهم، وتعيد لهم حقوقهم، أما الشهداء فالعوض على الله، لكن عليك بذويهم، عسى ان يرحمك الله عما أقترفته من ذنوب وكبائر ايها الوطن العاق.