22 نوفمبر، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

انها لحظة انتظار الموت !

انها لحظة انتظار الموت !

يُردّد الكثير من العراقيين  قبل خروجهم من مساكنهم  والتوجه الى اي  مكان  في بغداد وبقية مدن العراق الاخرى  بضع جُمل  اعتادوا  على ترديدها وهي لاتدري النفس العراقية ماذا تكسب اليوم وماتدري تلك النفس باي عبوة او سيارة مفخخة او اي  سلاح كاتم يقضي عليها بذنب او بدون ذنب  انه الموت المجاني منذ عشر سنوات او يزيد في بلاد الرافدين وفي كل لحظة وساعة ودقيقة وفي كل شارع وحي من احياء بغداد  يعيش العراقيون حالة من فزع وتوتر انها لحظة  انتظار الموت التي  لايعلمون متى  تباغتهم فجأة  وهم لايشعرون ,
لاتزال جثث المدنيين العراقيين  الابرياء تتدفق دون انقطاع يوميا على مشارح المستشفيات من اغلب المدن العراقية والبعض الآخر ملقى  على ارضية المشرحة الملوثة بالدماء والبعض منهم  مرمي  وهو مقطع الاشلاء انها راحة الموت  وانتظارها التي يزرعها الارهاب القاعدي و الارهاب المليشياوي يوميا في  شوارع وازقة العراق
 لم يعد العراق امنا بعد الآن فكل  شبر فيه  صار موعدا للموت  بانتظار  حصد  المزيد من  ارواح العراقيين وهو  مقبل  بكل   أسبابه المتنوعة  وبقدره المكتوب  عليهم حتى بيوت الله لم تسلم  التي يلجأ لها   الناس للامان والراحة والطمأنينة عراق  مابعد 2003 بدمك تأكل خبزك ولكن هذا ليس كل شيء بدمك ايضا  تتوضأ وبدمك  تصلي وبدمك تسجد وتعبد ذنبك انك جئت الى بيت الله تذكره وتتعبده وانت تدعو الى عراق امن مستقرلك ولابنائك فالخشية والخوف من محاولة المليشيات او الجماعات المسلحة المدفوعة الثمن مسبقا هو اقتحام حرمة الرب  واحتكارها  فعلا هذا مايحصل  اليوم لبيوت الله ببغداد قبل ايام  اقتحم مسلحون مجهولون مزودين باسلحة كاتمة للصوت  مسجد  برهان الدين في حي الجامعة ببغداد فجرا  بعد ما تمكنوا من قتل  ستة  من المصلين  بدم بارد وهذا المسلسل مستمر ومتكرر  منذ اشهرضد  المساجد  من تفجير واغتيالات  تطال المصلين العزل  واصبح الاستهداف يوميا  ولم تعد حتى بيوت الله  تمثل مصدرا للامن والامان لمن يرتادها 
في العراق كل شيء فيه  بات مستباح
انها ثقافة الموت الجديدة وما نسمعه يوميا من ارقام مخيفة لعدد ضحايا العراقيين الذي يسقطون جراء سلسلة  التفجيرات المروعة  اليومية وحكاية الاغتيالات هي ليست ارقاما خيالية لا انما هي حقائق موثقة مشاهدة  بالصوت والصورة  صور الدم والجثث والسيارات وهي تنفجر ليس فيلما من افلام الرعب والخيال التي تنتجها سينما هوليود على سبيل المثال  لا انها مشاهد الموت المجاني في العراق آخر احصائية جديدة  للارقام الصادرة عن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، التي تشير في احدث تقرير لها عن  عدد قتلى العراقيين  الذين سقطوا خلال الاشهر الماضية نتيجة  موجة التفجيرات التي اجتاحت معظم مدن العراق  الاخيرة  وهي    تؤكد ان   العمليات المسلحة خلال شهر واحد بلغت حصيلتها  بمقتل ما مجموعه 800 عراقي  واصابة2,030 وقعت خلال شهر آب/أغسطس  رقم مخيف بلا شك  هؤلاء ليسوا طاقم الثمثيل او ارواحا زائدة على العراق هؤلاء كلهم بشر منهم من قضى نحبه وترك من خلفه عائلة كبيرة   ومنهم  مقطع الاشلاء  يتنظر  لحظة الموت او لحظة الشفاء  مايحصل في العراق  الآن من مأساة ومن  اراقة للدماء  بشكل يومي منظم  ليس رواية  او حكاية اسطورية انها ساعة انتظار الموت بكل بشاعتها  في مدن العراق  ,
الى الشمال من بغداد  وبالتحديد مدينة سامراء العراقية ذات الاغلبية السنية خبر عاجل مفاده ان سيارة مفخخة انفجرت  مستهدفة احد اسواق المدينة الحصيلة الاولية للتفجير هو مقتل 15 شخصا واصابة العشرات الخبر عادي و متكرر في عموم المحافظات العراقية لكن ماهو ليس عاديا بالمرة هو ذلك  الرجل العراقي الذي شاهدته عبر قناة الشرقية بعد التفجير بساعة وهو ينوح ألما ويبكي حزنا وحرقة  على فقدان اربعة من اخوته قتلوا نتيجة التفجير وندمت ذلك اليوم لمشاهدتي حصاد الشرقية ولاتزال صورته هو يبكي بحرقة تراودني  في كل لحظة ومكان  و اتذكر شكله جيدا يالله يالله من هؤلاء ومن سمح لهم  باستباحة  دمائنا ليل نهار كفى كفى كفوا عن القتل والترويع بحقنا  ارحمونا لاننا بشر ولانحمل  قلوبا مثل قلوبكم حجرا انها لحظة  انتظار الموت على ارض الرافدين  منذ سنوات .
[email protected]

أحدث المقالات