22 نوفمبر، 2024 6:14 م
Search
Close this search box.

انها الشعائر الحسينية

انها الشعائر الحسينية

وانطلقت الشعائر الحسينية ومعها تنطلق الاراء والاقتراحات والثناءات والافتراءات ولكل قول رد وتعقيب ، ولكن في الاصل الشعائر الحسينية رائعة وكان لها الدور الاميز والمميز في ترسيخ مفاهيم وماساة نهضة الحسين عليه السلام .

جانبان اود الحديث عنهما ، الجانب الاول ان الشعائر الحسينية بفعالياتها اجمالا ساهمت في ترسيخ واقعة الطف في عقول كل من شاهدها وعبر السنين فانا خادمكم الفقير 14 سنة من الدراسة لا اذكر ما قرات بقدر ما اذكر كل المشاهد التي شاهدت بها ما له علاقة بماساة الحسين عليه السلام نعم اتذكر وانا صبي صغير كيف هجم القوم على العباس عليه السلام في تشابيه مدينة ابي صخير ، نعم اتذكر اصحاب الحسين عليه السلام وقوم ابن زياد وجيشه في محاربة الحسين عليه السلام وهم يسيرون وسط محلة الفضوة في الكاظمية وانا انظر اليهم ، اتذكر المشاهد الخاصة بكثير من جوانب الواقعة ، اتذكر كثيرا من القصص من خطباء المنبر ، لا اتحدث عن ما هو صحيح او فيه مبالغة لكن بالعموم احدثت الشعائر الحسينية اثرها في ترسيخ حب الحسين والاحساس بماساته ، واما من غير ملة الاسلام فالعقلاء وهم كثر عندما يشاهدون هذه الشعائر فانهم يسالون عن السبب ومن هو الحسين واغلبهم يهتدي الى مبادئ الحسين عليه السلام ، ثبت علميا ان ما تراه العين من مشاهد تترسخ في العقول اكثر من القراءة وها نحن جميعا نتذكر ما كنا نتابعه عبر التلفاز عند الطفولة وهيهات لنا ان نتذكر ما كان يشرحه لنا المعلم في درس العلوم او الكيمياء او غيرها من الدروس العلمية .

الجانب الاخر وهو ايضا مهم هي مجموعة من الاراء التي تقال على الشعائر فهنالك من يدافع عنها وهو الملتزم بها ويؤمن بادائها بل انه يجعلها واجبة بالنسبة له ، وهناك من يحاول ان يتصيد الاخطاء لغرض التنكيل ، وهناك من بحجة انتقاد الخطا والارتقاء بالشعائر فيطعن فيها ، وهناك من هو صادق في نيته ويريد الافضل لهذه الشعائر وقد لا يحسن التعبير ، كل هذه تتاجج مع موسم عاشوراء وتخفت حالما ينتهي شهر محرم وصفر ، ولا اعلم لماذا لا تكون هنالك ما يسهم في الارتقاء بالشعائر طوال الشهور العشرة من السنة ؟

والعجيب لو ان الشعائر تؤثر على المذهب فلماذا الطواغيت يمنعونها ويعتقلون من يقدم عليها وانا اتذكر جلاوزة البعث في تعقبهم اصحاب المواكب لمنعهم من احياء الشعائر ، وانا انظر الى رجل يرتدي الابيض وياتي من شارع الكورنيش في الكاظمية ليسير في الشارع المواجه لضريح الامام الكاظم عليه السلام شارع فتاح باشا وهو يضرب على ناصيته يوم العاشر من محرم ، عندما تنظر للفعل دون الدوافع ستنتقده وعندما يجتمع الفعل مع الدوافع سيكون الراي مختلف ، لست بصدد الدفاع او التنكيل ولكن اقول دعوا الناس تعبر عن ما تعتقده وان كان لديك الافضل فاحرص على فعله حتى يتعلم الاخرون منك ، ولو خيرتني انا بالقيام بالتطبير او المنع فانا لا اتطبر ولكن احترم الاخرين ولهم رايهم .

والعلماء الذين تختلف رؤيتهم ببعض فعاليات الشعائر فانه امر طبيعي ولكل فقيه رايه ورايه لم يات من فراغ بل من دراسة وتعمق واجتهاد سواء كان تاييد او منع ، المشكلة ليس براي السيد محسن الامين قدس سره بالشعائر المشكلة بمن يتعاطى مع رايه واثار الفرقة بين ابناء المذهب الواحد ، المشكلة ليس بمن يؤيدها بقوة بل بمن يتعاطى مع هذا الراي فيمارس الغلو وانتقاد من لا يتفق معه انتقادا جارحا ، فليعمل كل على شاكلته والامر موكول لله عز وجل .

اشارة اخيرة لا تخلو الاحاديث الخاصة عن الشعائر من المدسوس والدخيل وضعت لغايات دنيئة للنيل من واقعة الطف وتفريغها من محتواها قدر الامكان لان الواقعة هي الوحيدة الخالدة عبر التاريخ .

أحدث المقالات