19 ديسمبر، 2024 12:53 ص

انها الحياة! هل تعرفونها؟

انها الحياة! هل تعرفونها؟

آرابوس
انتحرت الفنانة الفوتوغرافية الامريكية دايان آرابوس، العام 1971؛ جراء عذابات الطفولة التي لم تفارقها، بل حلت حائلا بينها وفنها الذي استعذبه الناس واستهجنته هي، حد الانتحار.
تطلي مشاعرها على اللقطة الفوتوغرافية، حتى توحدت مع ذاتها، بحيث لم تعد تجد في الاخرين سوى حرمانها والفقر والتشرد والجوع والمهانة التي نشأت في كنفها، فابدعت فنا لم تقتنع به حد الانتحار.. فجوة بينها والحياة ردمتها بالموت!
السفر
السفر والطريق ومستلزماتهما، كانتا محور مهرجان السينما التركي الذي اختتم في اسطنبول مؤخرا. يعني لم يتخذوا من قضية معنوية محورا للمهرجان، انما جعلوا المحور فيزياء مكانية تقاس بالكيلومترات.
لكن الكيلومترات التي تتنازعها عذابات متنوعة ومشاعر متفرقة وتضارب خطى وتيه واهتداء الى سبيل النجاة بعد ضلالة، كلها مديات درامية محتواة في محور (السفر والطريق) اكثر من اي محور في ما لو كان تقليديا كأن يكون (الحب) او (الطفولة) او سواهما من المحاور المعتادة؛ فالحب او الطفولة او الفراق او سواها من المحاور كلها تأخذ مديات قصية مع الطريق وامتداداته وقلق السفر وعناء الاستعداد له ووعثائه.
يقول.. جل القائل في محكم كتابه القرآن الكريم: “فمن كان منكم مريضا او على سفر…” اذن الصيام والمرض جزء من السفر، ويمكن ان ترد ضمن افلام المهرجان.
العمر
اذن خط العمر الذي قطعته دايان آرابوس، سفر وطريق في مأساة طفولتها التي لم تغادرها.. هيمنت عليها شغلتها عن طريق العمر الذي لم تطل السفر فيه، لانها عاشت محجوبة عن فرح الازياء التي ابتدأت حياتها مصورة لها، تمسكت دور الازياء بها ونفرت هي من سعادة الازياء، لتقطع الطريق نحو الموت وحيدة مثلما توحدت مع ذاتها، ونجح مهرجان السينما التركية باختيار محور مغاير للمألوف.