23 ديسمبر، 2024 1:04 ص

بناء المجتمعات و الدول بكافة مؤسساتها هي قضية كبيرة لا يمكن لأحد نكران فشلنا في ذلك منذ عدة عقود لحين هذه اللحظة… فجميعنا كشعب بكافة طبقاته الاجتماعية و الدولة والجهات التشريعية في قيادة البلد والأحزاب المشاركة منها والمعارضة كلنا مشتركين في هذا الفشل… فالشعب  وإن كان مغلوب على أمره لكن  مسك بيده الكثير من أدوات البناء ولكن لن يستثمرها بصورة جيدة و من أهم تلك الأدوات هي حضورنا بالعرس الديمقراطي ( الانتخابات ) ، فأنا أؤمن إن الشعب يستطيع  التغيير من خلال مشاركته الواعية ( إذا كان يعرف من ينتخب ) ، وان يشارك ببناء بلده بشكل واسع .
و إذا ما أردنا نستدرج بالكلام لنحدد أسباب فشل المؤسسات العراقية فالسبب واضح بوضوح الشمس ، فكما تم بناء الدولة عن طريق المحاصصة السياسية والطائفية استمر مد المحاصصة إلى بناء مؤسساتنا فهذا هو السبب التي تعاني منه وزاراتنا ودوائرنا الحكومية لحد هذا اليوم لأن مع مجيء كل وزير أو متصدي لأمر مؤسسة معينة تتحول جميع محاور الأساسية لاستمرار ديمومة عمل تلك الوزارة  من أشخاص ينتمون إلى حزب الوزير السابق إلى أشخاص منتمين إلى كيان الوزير الجديد .
ومن منطلق إننا مسئولون على ما يحدث و بالمزامنة مع قرب أيام الانتخابات علينا كشعب وضع برنامج لإدارة هذا البلد فضلا عن وجود الكثير من البرامج التي تضعها الأحزاب السياسية التي نسمعها قبل الانتخابات لنعيشها بأحلامنا وبعد الانتخابات لن نسمع حتى بأسماء البعض من المبشرين بالجلوس على كراسي قيادة البلد .
ومن أهم الخطوات التي علينا إن نشرع بالعمل بها هي إن نبدأ بتثقيف أنفسنا على ترك الأمور التي نجلها لأصحاب الخبرة حتى يستطيعوا إن يحلقوا في سماء الإبداع من جانب و من الجانب الأخر إعطاء الفرص لهؤلاء الأكفاء لبناء بلدنا ومجتمعنا فلدينا الكثير من الخبراء في مجال التعليم والطب والزراعة و الكثير من المجالات التي نستطيع بهم قيادة أمور العالم بأكمله وليس العراق فقط . وبعد استيعابنا لهذا الأمر علينا بتصفية أذهاننا لانتخاب الشخص المناسب للمكان المناسب حتى يمثلنا أو يخدمنا ولا نرضى بأن يأتي من يمثل علينا او يجعل من أموالنا خزين لأحفاده . ومن هذا المبدأ نستطيع الاستنتاج بأننا بحاجة لثورة كبيرة بداخل أنفسنا تدعى (ثورة التغيير) لأننا إذا لم نتبع هذه الخطوات سوف نذهب ونعيد مبايعة من فشل في حكم وإدارة العراق خلال الأعوام الماضية.
أذكركم إنكم مسئولون ……